يلومني بعضهم عندما يقرأون ما أكتب ضد الطائفية أياً كان صاحبها، وهجومي المتواصل على الاحتلال ووكلائه قائلين لي إن مثل هذه الكتابات لا تليق بمن كان رفيقاً وتلميذاً للعلامة الدكتور علي الوردي وكبار رجال الفكر والثقافة في العراق. هؤلاء السادة يظنون أن الوردي كان عدواً للعراق أو جاسوساً أو عميلاً لأحد عندما هاجم التقاليد البالية للعراقيين، وسعى لتخليصهم منها، وعندما حارب الطائفية وسخر من الطائفيين، حتى أضحى رمزاً عربياً، بل شخصية معروفة في العالم. يقول مدني صالح : إن أحداً لم يشخص بعد الداء في المجتمع العراقي كما شخصه الوردي الكاظمي الاعظمي البغدادي العراقي العربي المؤرخ الاجتماعي التاريخي التطوري الإنساني داخل التاريخ عاماً وخاصاً ومن التاريخ إلى التاريخ في التاريخ. أقول لهؤلاء السادة إن الوردي لو قيض له أن يعيش مرحلة الاحتلال لما تأخر عن مهاجمته من أول يوم ولما تأخر عن السخرية من وكلائه، وأنتم تخطأون عندما تظنون أن الوردي ينحاز إلى طائفة أو إلى دين أو إلى حركة، ولا ينحاز إلى العراق، وانتقاداته التي لم تتوقف حتى خلال النظام الوطني، الذي كان قائماً قبل الاحتلال، دليل على أنه يحب العراق، وكان ذلك النظام يعد الوردي من معارضيه، ولكنه كان معارضاً شريفاً لم يخرج خارج الخيمة الوطنية، ولم يتعاون مع أجنبي أو يستقوي به على وطنه وأبناء جلدته، ولم يمس أحد الوردي بسوء لأنه كان معارضاً. نعم النظام الوطني طارد وأعدم المعارضين وسجنهم ، ولكن أي معارضين ؟ المعارضون الذين كانت لهم ارتباطات أجنبية بإيران ودول الغرب والذين جاءوا خلف غبار دبابات المحتل هم من استهدفهم النظام الوطني بالمطادرة والاعتقال والسجن والاعدام ووفق القانون الوطني، فلا تظنوا أن الوردي وبقية مفكري العراق ومثقفيه كانوا من طينة هؤلاء المعارضين. إن أوضح ما يبدو من أقوال هؤلاء السادة أنهم جاهلون لم يقرأوا الوردي ولا سواه وتتحكم فيهم عواطفهم وجهلهم وانحيازاتهم الضالة، مع الأسف الشديد. أنا لا أريد أن أقول إن الوردي وسواه من مفكري العراق ومثقفيه هم أشرف من المفكرين والمثقفين الذين انحازوا للاحتلال ووكلائهم، على قلتهم، لأني أوقن ببيت الشعر القائل : ألم ترِ أن السيف يزرى بقدرهإذا قيل هذا السيف خير من العصا وسأنشر عما قريب معلومات خاطئة كثيرة وأكاذيب فاضحة روجها وكلاء المحتل وأعوانهم عن الوردي، كما فعل الخرف حسن العلوي عندما حشا المسلسل التلفزيوني الذي تعاونت، أنا والدكتور حسين سرمك، على كتابته وأعطيناه للبغدادية، بالأضاليل والأكاذيب، وذلك عندما كلفته البغدادية بالإشراف التاريخي على المسلسل هو الذي ملأ تاريخه بالأكاذيب والأضاليل .. اتفق مع الجعفري أتفق مع إبراهيم الجعفري على أن الخميني وخامنئي هما وجدان الأمة فعلاً، وأضيف أنهما رمزاها وقائداها ومقدساها، فالجعفري لم يعن امتنا العربية أو الاسلامية، وإنما عنى أمتهم الطائفية، الملتزمة بطقوس الديانة المجوسية، وهذا ليس نيلاً منهم أو شتماً لهم أو تحاملاً عليهم، ولكن وصفاً دقيقاً لواقعهم، وبهذا فإن الأشيقر الباكستاني المسجل في بريطانيا مختلاً عقلياً ومريضاً نفسياً صدق للمرة الأولى في حياته.. أناشيد العراقيين اسألكم: لماذا كانت هذه الأناشيد تثير الحماسة والفخر في الناس، فيما تثير أناشيدهم الحالية القرف فيهم غلى الرغم من أن بعض الكورس والمؤدين هم أنفسهم أحياناً ؟