أعجبتني المناقشة المنطقية للعارف الراوي بخصوص ما جرى في ما يسمى مجلس النواب، وتحت عنوان "واقعة الصيادي والملا تحت قبة البرلمان وعواء إبراهيم الجعفري!"، وسأنقلها وأناقشها استجابة لتساؤل طرحه الصديق الغيور علي الدفاعي، ومفاده: وهل علينا أن نشكر الأعضاء الذين رفضوا وجود صور خميني وخامنئي في مدننا أم ماذا؟ أم هي مساومة منهم للحصول على عقود إضافية ورواتب تقاعدية مقابل السكوت عن موضوع الصور؟ يبدأ الراوي مناقشته برواية ما جرى فقال: "طالب النائب عن القائمة العراقية حيدر الملا في جلسة البرلمان لهذا اليوم برفع صور الخميني وخامنئي من شوارع بغداد وبقية المحافظات وذلك لأن في رفع صور هذين المجرمين في العراق عموماً يعد استهانة بدماء العراقيين التي سالت دفاعاً عن العراق وشعبه في حرب دامت لثمان سنوات بين الجهورية العراقية الوطنية ونظام المقبور خميني الدجال كما يعد أيضاً تعظيماً لمجرمين صفويين مجوس دمروا العراق وشعبه، الأمر الذي أثار طائفية التحالف الوطني حيث استنكر أعضاء التحالف هذه المطالبة واعتبروها تجاوزاً على الرموز (الشيعية) على حد زعمهم.. هذا وقد قام النائب كاظم الصيادي عن التحالف الوطني بصفع النائب حيدر الملا الأمر الذي أثار أعضاء القائمة العراقية وما هي إلا دقائق حتى هجم النائب رعد الدهلكي على الصيادي لينهال عليه باللكمات (البوكسات)، فيما ضجت قاعة البرلمان بالشتائم السوقية الوضيعة المنحطة اشترك فيها الرجال والنساء معاً وصارت (ايد بزيج)، كما يقال، وهنا عوى الواوي الطائفي المجرم إبراهيم أشيقر الجعفري قائلاً: "صور جيفارا في كل مكان بالعراق فلماذا الاعتراض على رفع صور الخميني وخامنئي" تسويقاً ومحاولة منه وبمنتهى القبح والطائفية والسذاجة كدليل رد ضد من طالب برفع صور الدجال المقبور خميني والملعون خامنئي". ويضيف الراوي: "فمن خلال رده وتسويقه السخيف نفهم أن أي إنسان يحب إنساناً آخر له حرية اقتناء صورته أو رفعها في المكان الذي يرغب وهذه حرية لا بأس بها". قبل أن ننتقل إلى مناقشة العارف الراوي للأمر أقول إن الملا لم يقل ما قاله لسواد عين العراق والعراقيين، وإنما حسبها كما يحسب تاجر صفقة تجارية، إذا هو يعرف إن العراقيين جميعاً، عدا المستعرقين الذين جاء بهم المحتل من الزوايا العفنة المعتمة في العالم ليسلطهم على شعبنا، يرفضون الخميني وخامنئني جملة وتفصيلاً، ومادامت الانتخابات على الأبواب فلمَ لا يستثمرها ويجني أرباحها، وإلا هو أيضاً من الجوقة التي نصبها المحتل. يناقش العارف الراوي ما قاله الثرثار الجعفري بالقول: "وهنا نضع أمرين الأول إن كان في رده مراعاة لمشاعر الذين يرفعون صورهم فنقول له إذن لا بد أن تراعي مشاعر من يرفع صور صدام حسين لأن جزءاً كبيراً جداً من الشعب العراقي، بل والشعب العربي عموماً يعتز بصدام حسين رحمه الله تعالى ويعتبره رمزاً وطنياً بارزاً، وهنا قد يعترض هؤلاء الشرذمة على رفع صور الرئيس الراحل بإعتباره آذى البعض من الشعب العراقي على حد زعمهم الكاذب فنقول لهم أليس المقبور الدجال الخميني هو من آذى ودمر وقتل الشعب العراقي أجمع سنة وشيعة عرباً وكرداً مسلمين ومسيحيين على مدى ثمان سنوات؟ أليس المجوسي الصفوي علي الخامنئي هو من يدير دفة الحكم الذي من خلاله ذبح ودمر وشرد الشعب العراقي خلال عشر سنوات مضت؟ فلماذا رفع صورهم في بغداد العروبة وبقية المحافظات أصبح أمراً طبيعياً لا يمكن الاعتراض عليه؟! وهنا أقول إن ما طرحه الراوي صحيح ودقيق فإن خامنئي هذا صرح في بداية الاحتلال سمعه القاصي والداني بأن إيران لا تنظر إلى مصالح التشيع في العراق وإنما تهمها مصالحها القومية العليا، وهذا يكفي لمن أراد أن يفهم الأمر على حقيقته بأن إيران دولة عدوة فعلاً وتفكيرها معاد للعراق، وإلا ما فتحت الطريق لاحتلال هذا البلد المسلم وكذلك البلد المسلم الآخر أفغانستان وباعتراف كبار مسؤوليها الذين لم يخفوا ذلك ولم يخجلوا منه. يواصل الراوي مناقشته فيقول : الامر الثاني هو ان يكون مراعاة للذين يشاهدونه فهنا نقول له إذن عليك بمنع رفع صور المقبور الدجال خميني وأقزامه ومرجعياته الخبيثة التي قتلت الشعب العراقي فإيران دولة عدوة للشعب العراقي فمن يرفع صوراً لمجرميها يعتبر عدواً للشعب العراقي سواء كان مرجعاً أو علمانياً أو معمماً أو عارياً كائناً من كان لأن الشعب العراقي يبغضه، فعندما يقف الجعفري وغيره موقف المدافع المستقتل عن سياسة إيران ورموزها الشيطانية التي هي عدوة للشعب العراقي فهؤلاء حتماً سيكونون عدواً للشعب العراقي أيضاً ومع هذا لا يريدون أن نعترض أو نمنع هذه الصور لمجرد أنها تمثل مراجعهم الدينية! ثم أن جيفارا لم يكن شيطاناً متستراً بالعمامة والدين ولم يقتل الشعب العراقي, فجيفارا تحت أي اسم أو عنوان لم يكن يعني للشعب العراقي شيئاً فمن اعتز به فقد اعتز بشخصية ليست لها علاقة بالشعب العراقي لا من قريب ولا من بعيد لا على أساس النفع ولا على أساس الضرر.. أما الاعتزاز بشخصية قتلت الشعب العراقي فهذا أمر غير ممكن وغير مقبول بتاتاً فإن كنتم تشرعونه فلا تعترضوا على من يرفع صور الرئيس الراحل صدام حسين في بغداد والعراق عموماً فهو رمز وله من يحبه ويعتز به ويحترمه ويعمل بفكره وهؤلاء يمثلون شريحة كبيرة جداً من الشعب العراقي الذين لا زالوا موجودين ويقاومون المحتل الغاشم واذنابه، فإن كان يتوهم هو أو الاخرون أو يوهمهم أن هؤلاء الشياطين الفجرة هم مراجع دينية كما يسمونهم فليعلموا جيداً أن المرجع الديني اختصاصه أن يجلس في زاويته ويتفرغ للدين ويعلم الناس الدين والأدب والأخلاق ومعاشرة الآخرين والتسامح فيما بينهم ولا يزج أنفه في السياسة. أما إذا تقلد المرجع الديني مقاليد السياسة ودخل مداخلها وركب مراكبها فهذا لا يمكن ان يقال عنه مرجع ديني وعليه في هذه الحالة أن يتحمل أعباء السياسة وتبعاتها. والعارف الراوي لا يدافع بهذا عن حيدر الملا وأمثاله لأنهم، كما يقول، هم من شرعوا هذا الأمر أساساً منذ دخولهم في العملية السياسية العميلة ولكن هذه كلمة لابد منها في موقف برزت فيه مشكلة تتعلق بهذا الأمر. إني إذ أحيي الأخ العارف الراوي على هذه المناقشة المنطقية، أؤكد كما أكد أن لقطاء العملية السياسية كلهم سواء، وإن اختلفت أدوارهم، فهم كما وصفتهم، مرة، مثل "حجار الطهار" لا تستطيع أن تقول هذه الحجارة نجسة وتلك طاهرة، وشعبنا بوعيه الحاد يعرف ذلك ولا تجوز عليه مثل هذه الألاعيب .