إن الظروف العصيبة التي يعشيها عراقنا العظيم اليوم جراء الاحتلالين الأمريكي والإيراني، وتسلط حفنة من العملاء على مقدرات شعبنا المجاهد، وانقسام القوى الحية المناهضة للاحتلالين والرافضة للعملية السياسية برمتها وتفرقها سوف لا يساعد بأي حال من الأحوال على درء الخطر المتمثل بالاحتراب بين أبناء الشعب الواحدة على أسس طائفية أو عرقية أو سلطوية، بقدر ما يساعد على استفحاله، حينذاك يصبح تجمع القوى الحية وتألفها وتعاونها ضرورة وطنية وقومية و إسلامية ملحة تتطلبها سلامة وسيادة وانعتاق العراق العظيم. إن التاريخ العربي والعراقي على وجه الخصوص حافل بالتجارب الجبهوية التي قامت على أشكالا مختلفة من التعاون وتباينت مظاهرها كما تباينت في الأهداف ومداها، لكنها أجمعت على غاية واحدة وهي الارتفاع بمستوى القوى الوطنية المجاهدة المناهضة للاستعمار وعملائه عن طريق التجمع المتفاعل والمتعاون الذي يعطي من القوى أضعاف ما تعطيه وهي مجزأة. إن جرح العراق النازف اليوم بحاجة ماسة لتحألف القوى الوطنية والقومية والإسلامية في جبهة موحدة والإسراع بتحقيق هذا الهدف المنشود جماهيريا نظر لما يعانيه العراق العظيم جراء الاحتلال الامريكي الذي انسجب شكليا والاحتلال إلايراني الذي يتطلع إلى عودة الإمبراطورية الفارسية الصفوية ، والتي لا يمكن مواجهتها بشكل ناجح فعال ما لم يوحد نضالها شعبنا في العراق وتنظم مختلف القوى المقاومة والقوى الداعمة لها تعاونها مادامت جميع الحقائق تشير إلى إن أي حزب أو حركة أو جهد مقاوم ليس بمقدوره منفردا تحقيق الهدف المنشود وقيادة النضال من اجل تحرير العراق كل العراق من الاحتلالين الأمريكي والفارسي، كما ليس بمقدور جميع الأحزاب والحركات والقوى المناهضة للوجود الاستعماري مبعثرة القوى مشتتة الجهود لا يوحدها تعاون فعال تحقيق هذا الهدف الوطني والقومي والإسلامي. قد يكون التعاون بين الأحزاب والحركات مقصورا على الهيئات السياسية أو عدد منها، كما قد يشمل جماهير واسعة، وقد يكون تعاونا يضم كل طبقات الشعب أو بعضها، حول حزب كبير وبقيادته، أو حول عدد من الأحزاب وبقيادتها. وباختلاف الصور والإشكال، تبعا للظروف والأهداف الآنية، لا يتعدى الغرض الرئيسي تحقيق تعاون فعال بين مجموعتين من القوى جمعتها وحدة النظر وتشابه الموقف أو تقاربه في فترة من الفترات ولغرض من الأغراض القريبة أو البعيدة، ما تقدم أو جزء منه قد يكون هو السبب وراء بيانات الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية وبفاعلية اكبر والذي انطلقت من دول العالم وخاصة اوربا واستراليا ليكون مكمل ومتكامل مع الجهد الجبهوي في الداخل وداعم لهذا الجهد . . إن الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية التي تضم الأحزاب والحركات والعشائر والشخصيات المناوئة للوجود الاستعماري الأمريكي والإيراني والتي تروي ارض العراق الطاهرة بدمائها والتي تهدف إلى استعادة العزة والكرامة التي أهدرها الاحتلال والتي تريد السير بالعراق العظيم في اتجاه وطني وعربي و إسلامي تحرري أصبحت الحاجة الملحة التي يدعوا أبناء العراق إلى تحقيقها وابناء العراق في اوربا هم الظهير المطلوب اليوم اكثر مما مضى لدعم واسناد العمل الجبهوي . إن جميع الدلائل تشير إلى إمكانية قيام القوى المناضلة بعمل حاسم لهزيمة المحتل وعملائه، وان الظروف مواتية لانتصار الثورة العراقية المسلحة اعتمادا على الحراك الجماهيري الذي عبرت عنه المحافظات المنتفضة والمحافظات التي تلتحق في ركابها ، وهي لا تنتصر ما لم تتحد وتتعاون في جبهة وطنية وقومية واسلامية ، الجبهة التي تضم اليوم القوى الشعبية الزاخرة بالامكانيات وتقود جهادها من اجل التحرر الناجز. إن استعداد الشعب العراقي المجاهد الصابر للتضحية والجهاد يرتفع يوم بعد يوم والجبهة الوطنية والقومية والإسلامية هي التي تساهم وساهمت وسوف تساهم في تفجير طاقات الشعب الكامنة للتخلص من الاحتلالين واعوانهم وعودة العراق لا ابناءه الاصلاء. السؤال الذي يطرح وبإلحاح هو هل ستلتحق القوى العراقية الحية في اوربا والتي لم تسمح لها ظروفها بالجبهة الوطنية والقومية والإسلامية ، ومتى يكف البعض عن كيل الاتهامات لأي عمل جبهوي حقيقي؟