سلاماً عبد الرزاق سـلامـاً أيهـا الـرجـلُ الـعـلـيـلُ أأثقلَ رحلكَ السفرُ الطويلُ ؟ فما تعبتْ خـطـاكَ وما تـوانـتْ ومـثـلـُكَ حملهُ أبـداً ثـقـيـلُ فكم بالشعـر قـد أسرجتَ خيلاً لها في كلّ معـتركٍ صهـيلُ وصوتـُك مشهرٌ فيها سـيوفـًا بأسماع الخصوم لها صليلُ تصارعـكَ الهـمـومُ بـلا فـتـور ٍ ويهزمها بك الصبر الجميلُ تـَنـازعُـكَ المتاعـبُ كـلَّ حـيـن ٍ وحـبُّـكَ لـلعـراق بهـا كفـيلُ يُقالُ العـشـقُ يقـتـل مَنْ تفانوا وأنت اليوم من عشق ٍ قتيلُ وأصعبُ ما على العشاق شوقٌ يُميتُ وما لمعـشـوق ٍ سبيلُ جـريـحٌ بـالـعـراق وأنـتَ فـيـهِ فكم جرحاً أضافَ لك الرحيلُ ؟ وهـا أنـتَ الطـعـيـنُ بلا شفاءٍ وفيكَ من المواجـع ما يَهـولُ لـقـدْ أضنـتـكَ أهـوالٌ تـوالـتْ على أهـليكَ من حمم تـَهـيـلُ فـمـا حـالُ الـعـراقــيــيــنَ إلا حــيــاةٌ مُـــرّةٌ ودمٌ طــلــيــلُ هي الأحـزانُ لمْ ترحمْكَ يوماً وقـلبُكَ كادَ يحـرقـُهُ الغـليلُ فلو سَكَبَتْ دماً عـيـنـاكَ حزناً فـلا أحـدٌ يـلـومُـكَ يا أصيلُ نـعـمْ إنّ الـعـراقَ دمـاً نـفـيـهِ فليس لبهاهُ في الدنيا مثيلُ منحتَ هوى العـراق بغير حـدٍّ ومنهُ كانَ يُرضيكَ الـقـلـيـلُ تهـدهـدُ جـرحَـهُ وهـو احتراق ٌ فأنتَ لجـرحهِ الظـلُّ الظليلُ وفيتَ فصغتَ بالإخلاص دربـاً لأنتَ بـهِ المـنـارة والـدلـيـلُ ركبتَ الدربَ والأخـطارُ حـشـدٌ وما فيه سوى البلوى خليلُ عضضتَ على الجراح ولم تهادنْ وما أغراكَ عَنْ وطن ٍ بديلُ رأيـتُ بـكَ العـراقَ فحـيـنَ يَـدمى فـمـنـكَ دمـاؤهُ كانت تـسـيـلُ وأنـكَ من خـلاصةِ من تـفـانـوا رعـيلاً صانَ رايتهُ رعيلُ سموتَ إلى العلى حتى لصارتْ تجـلُّ سموّ هامتكَ النخـيـلُ ملايـيـنُ الـقـلـوبِ على اشتياق إليكَ بكل ما اسطاعتْ تميلُ وترجـو وَهْيَ مخـلصة ٌ رجـاءً ليحفظ عمرَكَ الربُّ الجليلُ فحـزتَ من الـدنا نـبـلَ السجايا فعشْ يا أيها الرجلُ النبيلُ ستحيا في قلوب الناس فـخـراً يفيكَ الحبَّ بعدَ الجـيـل جيلُ