كل من يكتب ضد العملية السياسية وينادي بإسقاطها هو عميل للموساد. هذه آخر خيبات العملاء .. ففي تقرير إخباري عرضته ما تسمى قناة العراقية الفضائية عنوانه "لقاء بين البعث والقاعدة والموساد لاستهداف التجربة الديمقراطية وإثارة الفتنة الطائفية في العراق"، تحدث فيه صحفيون لم يكن أحد يضارعهم في مدح النظام الوطني الذي كان قائماً قبل الاحتلال، بل لم يكن أحد يبزهم في نيل التكريمات، رأينا بعضهم في الصورة التي نشرناها، مبتسماً متباهياً فرحاً مفتخراً خلف قاتل العراقيين وهو يستقبلهم. والمضحك في التقرير أنهم عرضوا فيه صورا لأشخاص منهم الشيخ عدنان عرعور وهم يشيرون بأيديهم إشارات مختلفة، وقال التقرير إن هذه إشارات الماسونيين، وأن البعث متعاون معهم لاستهداف التجربة الديمقراطية وإثارة الطائفية في العراق. ولا حاجة بي لتبيان أن كل من ينادي بإسقاط العملية السياسية التي فرضها المحتل، في عرفهم، هو بعثي قاعدي موسادي، وهذا الوصف ينطبق على جميع العراقيين، فهم خرجوا بالملايين معلنين رفضهم للعملية السياسية المقيتة ومنادين بإسقاطها. فعلاً، رمتني بدائها وانسلت، فالذي أثار الطائفية ونشرها وأججها ومازال ينفخ في نارها يتهم العراقيين بها، والذي جلب الاحتلال إلى العراق، ومعه الموساد يتهم العراقيين بأنهم هم من جلبوا الموساد ويتعاونون معه لإسقاط "التجربة الديمقراطية" التي أثبتت فشلها وإضرارها بالعراق والعراقيين. وإذا لم تستح افعل ما شئت وقل ما شئت.. ولكن على أي أغبياء يسوق وكلاء المحتل أكذوبتهم الواضحة الجديدة ؟ إلى والدي في أربعينيته ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كلام كثير كنت أريد أن أقوله لك، وكلام كثير كنت أودّ أن أسمعه منك، ولكن الأقدار شاءت أن لا أقول لك كلامي ولا أسمع منك كلامك .. ستعذرني، بالتأكيد، يا أبي، فالبعد عن الوطن كان بعداً عنك أيضاً، وعائقاً دون رؤياك، ويعاندني القدر فترحل من دون أن أراك، وتتزوج ابنتي من دون أن أقبلها قبل ذهابها إلى بيت عريسها ويتزوج الأولاد بغياب أبيهم، ويولد أحفاد وأسباط لم أرهم، ولكن الأقسى هو أني لم أرك سنين طويلة ولم أسمع حديثك إلا عبر الهاتف. كم كان أمراً ممضاً أن تناديني فلا أجيبك وأن تدعوني لزيارتك فلا أجيب دعوتك، ولكنك رحلت مرتاحاً مطمئناً، كما أخبروني، إذ أديت حقوق الله والوطن والناس ولم يبق إلا أن تذهب لتتنعم برحمة الله ومغفرته ورضوانه وكرمه. نم قرير العين يا أيها الرجل الذي كان قدوتي ومعلمي وصديقي، نم قرير العين فلعلنا نلتقي في العالم الآخر تظلنا جميعاً رحمة الله. تغريدة عدد السيارات في العراق أكثر من نفوس العراق بدليل أن السيارات المفخخة تنفجر منذ عشر سنوات، وسينقرض العراقيون بينما ازدحام السيارات في شوارع العراق مازال شديداً.