لم نناشد فيك موقعك الرسمي الذي أنت اليوم فيه ،لأنه آيل للذهاب بحكم الدستور أم غيره ،ولن نناشد فيك مسؤولياتك الحالية وما يفترض أن يترتب عليها من حماية الشخصية الجزائرية والمجتمع الجزائري من أي أذى مادي أو معنوي ، كما لم نناشد فيك علاقاتك وصلاتك بالعراق الوطن المجاهد الرديف الأمين للثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي وفي معركة الاستقلال والبناء ،وبرئيسه شيخ المجاهدين في زمننا الذي نعيش والذي غدر به جهارا نهارا لصلابة مواقفه الوطنية والقومية من قضايانا المصيرية بالضد من رغبة الاستعمار والصهيونية ، الشهيد الخالد بأذنه تعالى المجيد صدام حسين رحمة الله عليه ورضاه، ولكن ومن حقنا كي لا نكون في موقف المحرض لا سمح الله أن نناشد وننتخي بماضيكم الجهادي كواحد من أبطال الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي وما خبرتموه في بواعث وأصول التصدي للمحتل وأدواته ، ونناشد وننتخي فيكم تواصلكم الحي والفعال مع أسس العمل الوطني والقومي في بناء الوطن العزيز الحر الجزائر كلبنة من لبنات بنا الأمة بما يتمنى لها النجباء من أبناءها ،وكما أراد لها الله أن تكون ،بالضد من كل الإرادات الخارجية المعادية والتي ما انفكت في العمل على تطويع الجزائر كوطن ومجتمع للسير وفقا لمصالحها ،ونناشد وننتخي فيكم روح المجاهد المحب لحرية وسعادة وطنه وأمته ولحرية الإنسان في كل مكان ،في أن لا تكون سببا في تلطيخ يدك الكريمة وتدنيس ارض الجزائر الطاهرة التي روتها دماء أبناءها من الشهداء في سبيل حريتها واستقلالها ،جراء موافقتكم على استقبال قاتل العراقيين ،خادم الغزو والاحتلال والمعين من قبلهم لإدامة سيطرتهم وسطوتهم على العراق بما يخدم المشروع المعادي للعراق وللأمة ،تحالف الشر الصهيوامريكيفارسي ،على حساب كل الثوابت الوطنية والقومية ،وبالوقت الذي لا يمكن أن ننسى فيه المواقف الرسمية العربية للجزائر وليبيا ( النظام الوطني ) ، والتي هي محل فخر واعتزاز شعبنا المجاهد الصابر في رفضهما للغزو والاحتلال وما نتج عنهما ،ومتفردا عن كل الموقف الرسمي العربي الذي أعطى الغطاء والشرعية لهذا الاحتلال ، من حقنا أن نسأل عن ما الذي تبدل كي يتم استقبال قاتل العراقيين نوري المالكي في جزائر الوطنية والشهادة والوفاء ،وان تمد يده لتصافح بطلا من أبطال التحرير الوطني ، كيف يستقيم الحال ، وما الذي سيتحدث أبطال حرية الجزائر وشعبها عن هذه اللحظة الخطأ في سفر الحرية للإنسان حيث ما كان ،وما سيتحدث به التاريخ عن نهاية غير سعيدة قطعا لمناضل رضي في السنوات الأخيرة لحكمه أن يستقبل ويصافح بالود سفاح وعميل المحتل ، قاتل العراقيين نوري المالكي ، أي حكمة في ذلك ، وأية فائدة ترتجى للجزائر وشعب الجزائر من ذلك ودماء العراقيين لم تجف بعد ، ودموع الجزائريين لم تجف أو تنضب على حال أشقاؤهم في العراق ودماء أبناؤهم الذين رووا تربة العراق الطاهرة انتصارا للعراق وحريته واستقلاله ، وأية دبلوماسية ترتجى أو أية فائدة سياسية ، اقتصادية أو غيرها والعراق اليوم في ظل الاحتلال وهيمنة عملاء الاحتلال يمر في اشد الأوضاع قسوة وتدميرا ونهبا واستحواذا على كل خيرات الوطن والفرد ،قيل فاقد الشيء لا يعطيه ، وهذا الذي عزمتم على استقباله فاقد لكل شيء ، فما الذي ترجون الحصول عليه منه يوازي حب العراق وشعب العراق وحب الجزائر وشعب الجزائر وحب الإنسان الحر والحرية في كل مكان ، أعيد واكرر أين الحكمة لشيخ الدبلوماسية في مثل هذا القرار ، وأين مصلحة شعب الجزائر قبل مصلحة العراق والعراقيين في هذا القرار ، إلا اللهم أردتموه أن يكون معبرا لضفاف لم يسعى لها الثوار الجزائريون ولن يسعوا لها أبدا . حمى الله الأمة على طريق الحرية والحق وبما أراده الله لها ،وحمى الله حرية واستقلال وكرامة الجزائر ،ومكننا وهو الجبار المستجار من النصر واسترداد حرية وكرامة العراق والأمة وان غلت التضحيات ، الله اكبر حي على الجهاد ، الله اكبر حي على الجهاد