ليس جديدا ان نعلن على رؤوس الاشهاد ان أحد اركان العداء القديمه لحزب البعث العربي الاشتراكي قدم ولادته والتي تصعدت بشكل ميداني وعمليا في العراق وخاصة بعد مجيء خميني الى السلطة ورافق ذاك التصعيد تصعيد فكري وإعلامي وثقافي هائل وواسع النطاق هو العداء مع الاسلام السياسي. والمقصود بالإسلام السياسي هو مجموعة الاحزاب التي تتستر برداء مهلهل كاذب هو رداء الدين والمذاهب الاسلامية الكريمة وهي في الواقع لا صلة لها بالإسلام الحنيف ولا بمذاهبه الكريمة غير جعلها وسيلة ومفتاحا لكسب جموع الناس التي تحب الاسلام وتعتز بمذاهبه الكريمة . هذه الاحزاب سواء ما يوصف منها بالشيعي كذبا وزورا وبهتانا أم ما يوصف منها بالسني بذات الصلة من البهتان والنفاق، تأسس اغلبها في حقبة أربعينيات القرن المنصرم ووضعت العداء للقومية العربية هدفا مركزيا في فكرها وعقائدها وتوسلت بأممية الاسلام لتنتج احزابا أممية هي الاخرى ترتبط ماديا وروحيا واعتباريا بأجندات أممية وإقليمية معروفه تخدم ايران ونهجها القومي الفارسي من جهة أو تحاول التسلق على الق المسمى المتكأ على الخلافه الراشدة والامتداد الافتراضي لها بالدولة العثمانية التركية واخترقتها كلها مخابرات عتيقة وأخرى حديثه . ان عداء أحزاب الطوائف (الشيعية والسنية) بصيغة صراع عقائد وفكر وإعلام ليس جديدا كما قلنا بل، يمتد الى تلك الحقبة وهو تعبير صارخ عن الصراع بين نهج العرب الرافض لقسمة أوطانهم في اتفاقية سيكس بيكو الى دول وإمارات ومحميات لغرض تفتيت الجغرافية العربية وخلق كيانات متناحرة تقدس الحدود لتحمي الحكومات التي تشكلت كجزء من خطة التقسيم وصارت لها مصالح عائلية وسياسية واقتصادية وغيرها. غير ان الصراع الفكري والعقائدي قد أخذ مناحي أخرى بعد وصول نظام خميني الطائفي الى السلطة في ايران ومباشرته فورا في مشروع انتاج الدولة الفارسية تحت ستار الدين والمذهب الشيعي وشنه العدوان العسكري على العراق لتحقيق هذا الهدف وكان ثورة ايران لم تحصل إلا لأجل التوسع ألاستعماري؟؟ ان النتاج الطائفي لخميني ونظامه لم يقتصر على جرائم التشيع السياسي المستخدم كأداة لتحقيق الحلم الفارسي الامبراطوري بل أدى الى تصعيد المد المقابل للإسلام السياسي السني القابع تحت قبعة الخلافة التركية التي قبرت وعلى انقاضها مزقت الأمة العربية, الأمة العربية التي هي الحاضنة والمبشرة و هي التي حملت رايات توسعة رقعة أرض المسلمين لتنبسط على جل جغرافية العالم. وهكذا أنجزت الطائفية الخمينية الصفوية صراعا دمويا فتح منافذ اعادة الاستعمار الى أوطاننا ونفذ من كسر السد العربي المسلم العراقي بغزو قادته الولايات المتحدة الامريكية انتهى باحتلال العراق. ان احتلال العراق صار الكشاف الذي يفتح المسالك للنظام الطائفي ويكرسه ويحقق كامل اهدافه لصالح الحملة الصفوية الفارسية التي بدأت عام 1979 بالعدوان على العراق ولم تأخذ صيغتها التطبيقية إلا بعون مباشر من الغزاة الامريكان والانجليز والصهيونية العالمية عام 2003.وفتح المنافذ أيضا للطائفية العثمانية لكي تكون الند المقابل في الصراع الدموي على السلطة ونحن لا يهمنا هذا الصراع إلا بقدر كونه انه صار مهلكة للناس الابرياء ومهلكة لوحدة الاوطان والشعب وسلاحا فتاكا يحركه الامريكان والصهيونية فيحققون اغراضهم كلها بدون أن يطلقوا رصاصة واحدة ولا ينفقون درهما واحدا. ان حزبنا المجاهد الذي قاتل تسييس الدين دون أن يتخلى عن خط الايمان الثابت في بنيته العقائدية والتنظيمية والميدانية حيثما فتحت امامه الميدان للعمل وقاتل الطائفية فكرا وعقيدة دون أن يخل بموقفه الكريم تجاه الطوائف والفرق الاسلامية المختلفة باعتبارها عقائد فقهية وتستند الى تشريع وتفسير وطرائق للصلة بالله سبحانه وتعالى فانه قد قاتل ولما يزل يقاتل الاحتلال الامريكي الصفوي الصهيوني للعراق بالسلاح وبكل السبل الاخرى المتاحة وهذا يعني انه يقاتل الطائفية كمنتج نمت شجرته الخبيثة في ضؤ ارادة و ظلال الغزو وتحت توجيهه ودعمه لتكون الطائفية الى جانب العرقية المقيتة براكين تحت سطح أرض الوطن والشعب تنفجر بالموت والدمار والخراب والى سيوف غدر تنال من رقاب الابرياء خدمة للامبريالية والصهيونية ومجوس العجم الايرانيين وعبيدهم. لقد جاءت النصوص الكريمة في خطاب قائد الجهاد والنصر الرفيق المجاهد عزت ابراهيم لتكون فيصلا نهائيا بوجه بعض من يريد أن يدخل الطائفية عمليا أو نظريا في جسد البعث العظيم وقطعت الطريق وضيقت الخناق على بعض من غلبتهم الموجة فأغرقتهم الى الحزام والخاصرة لينقذوا أنفسهم قبل فوات الاوان فالبعث ضد ويقاتل ويرفض الطائفية. البعث كان وسيقى حزب الامة العربية بمسلميها وبكل الديانات السماوية الاخرى العاملة عند بعض العرب وهو حزب العرب وكل الاعراق التي عاشت ولما تزل تعيش وتتعايش مع العرب شركاء في الارث الحضاري وشركاء في الثقافة والتاريخ مثل الاكراد والامازيغ والتركمان وغيرهم ولا يمكن قط أن يتحول تحت ضغط ظرف الاحتلال ومنتجاته الاجرامية الى حزب طائفي أو عرقي. ان الاشارات الواضحة الجلية في خطاب الرفيق البطل قائد جحافل النصر تقطع الطريق تماما أمام الاصوات النشاز الناشطة على بعض مواقع وقنوات الاعلام لتجعل من الطائفية قانونا للمرحلة وتصورها هي والعرقية وكأنها سفينة نجاة الشيعة أو سفينة نجاة السنة من الامواج العاتية التي حركتها صواريخ وقنابل الناتو وأميركا وبريطانيا ورعونة خميني ونظامه وروحه العدوانية التوسعية المقيتة. بل اننا نرى فيها سلاحا بيد البعثيين يشهر من جديد لقبر انفاس الطوائفيين وإغلاق أي منفذ بوجههم وسد كل محاولات النفاذ الى الواقع الاجتماعي العراقي خاصة والعربي عامة يحول الطائفية الى قانون حياة وسيفا اجرب يحز رقبة العروبة والدين والمذاهب خدمة لمخططات أعداء العروبة والإسلام. ان ما ورد في خطاب الوفاء والارتقاء من موقف حاسم تجاه الطائفية ومروجيها ودعاتها ومعتنقيها لهو صفعة جديدة في وجوه من يسمون ،أنفسهم قوميون أو صداميون وهم يستقتلون على قنوات الاتصال الاجتماعي في الدعوات الى الطائفية وفي محاربتهم الغريبة للبعثيين المتصدين للطائفية والعرقية البغيضة. ولعل الموقف الحاسم في هذا الزمن بالذات ومن قبل أمين عام البعث يأخذ مداه في اعادة عقول البعض الى جماجمهم مثلما يتحسس خطورة الاتجاه وتداعياته الاستعمارية والمعادية للنهج القومي التحرري الوحدوي الاشتراكي. اللهم اشهد اللهم انا قد بلغنا وهذه مجموعة من النصوص الكريمة في الخطاب التي نتمنى أن تقرأ بما تستحقه من عناية وتفكر. (( أمريكيا التي جاءت إلى العراق بدعوى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ولتصنع للعراقيين جنة نعيم، قد صنعت لهم البؤس والدمار والخراب والقتل والسلب والنهب والتشريد والتدمير والتمزيق لشعبه الواحد الحضاري الإنساني على أسس طائفية وعرقية وقبلية ومناطقية جاءت بها وأججتها )) وفي اشارة سيادته الواضحة الى تركيبة الجيش والشرطة وما اقحم فيها من شواذ ومجرمين بعد الاحتلال الغاشم : ((من ميليشيات وجواسيس وخونة وطائفيين صفويين في صفوف هذه القوات (( وهنا يحصحص الحق البعثي والوطني والقومي والإسلامي في أروع تجلياته: (( أقول للطائفية ومن أي مخبأ خرجت من مخابئ السنة أو من مخابئ الشيعة أو من المسيحيين وطوائفهم وبأي لون اصطبغت، وأقول للدنيا كلها إن حزب البعث العربي الاشتراكي منذ ولادته ووفق عقيدته ومبادئه ودستوره وإيمانه أعلن حربا مقدسة ودائمية على الطائفية وليس على الطوائف وعلى كل الصيغ الاجتماعية والسياسية والعقائدية التي تفرق بين أبناء وفئات المجتمع الاشتراكي الحر الموحد الذي يناضل البعث من اجل إقامته، وأعلن حربا على العنصرية والعرقية وليس على الأعراق التي تفرق وتشتت وتقطع أوصال المجتمعات الإنسانية وان قصر البعث أو أهمل في مرحلة ما في تطبيق مبادئه وفكره وعقيدته الوطنية القومية الإنسانية فهو تقصير وخطأ يحسب على قياداته وقادته )) وفي المقطع الاتي يجسد القائد صورة الجهاد المطلوب وبلا هوادة ضد الطائفية والعرقية والمناطقية والدور الحاسم لحزبنا المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي في قبر منتجات الاحتلال المركب الذي صار موتا ودمارا وبؤسا يواجه شعبنا وأمتنا : (( وليعلم الصفويون وليعلم كل من أثرت عليه حملة التضليل والتدجيل والتشويش أن قيادة البعث ومناضليه ومقاتليه سنكون حربا بلا هوادة على الطائفية والطائفيين وعلى العنصرية والعنصريين وعلى العرقية والعرقيين حيثما يتواجدون داخل الحزب لا سمح الله أو خارجه داخل العراق أو في وطننا الكبير حتى ننتصر وننهي الطائفية والعنصرية والعرقية والمناطقية والمدنية والعشائرية وليس العشائر إلى الأبد ويتحقق المجتمع الوطني الإنساني الديمقراطي الحر الموحد التقدمي الاشتراكي الحضاري لعراقنا الحبيب ولامتنا المجيدة )) ( يتبع بإذن الله )