استجبت لدعوة الدكتورة نائلة الوعري نائب رئيس جمعية نساء من أجل القدس لحضور محاضرة ألقاها الباحث الفلسطيني الخبير في الشأن الإسرائيلي نواف الزرو، في أمسية رمضانية جميلة، أمس، على قاعة جمعية المهندسين البحرينية. ناقش المحاضر القضية الفلسطينية والمستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية وما يجري في الوطن العربي واعتبر أن ما يجري في الوطن العربي كله من فوضى ونشر للطائفية وتأسيس دويلات صغيرة هو لحماية الكيان الصهيوني الذي لم يشعر بالأمان إلا بعد تدمير قدرات الجيش العراقي والليبي والسوري في الطريق والتآمر لتدمير قوة الجيش المصري. وأكد الباحث أن أي نضال في الوطن العربي يجب أن تكون بوصلته فلسطين، وهذا رأي صحيح، ولكن الباحث عرض علينا فعلاً هو الاستراتيجية الصهيونية ولم يقل لنا شيئاً عن رد الفعل العربي على ذلك الفعل. كانت مشكلة فلسطين مشكلة واحدة فاستولدت مشكلات وكانت قضية وأصبحت قضايا، وأنا مع الباحث عندما قال إن القضية الفلسطينية معقدة ومتشابكة، ولكني أرى أن حركات مقاومة ستنشأ في عموم الوطن العربي كرد فعل على ما يجري للإبقاء على الدول العربية واحدة قوية وللعودة ببعضها إلى القوة كما تناضل المقاومة العراقية إلى إعادة العراق محرراً قوياً ينصر قضايا أمته، ولكن هذه المقاومات ستصدم بالتشرذم إذا لم نضع منذ الآن أسس وحدتها وتنسيق الكفاح بينها. وأخالف الباحث رأيه أن العداء الإيراني الإسرائيلي عداء حقيقي، فلو كان كذلك فعلاً ما التقت مصالح النظام الإيراني مع مصالح المحتل الأمريكي وعاونه على احتلال العراق الذي قال الباحث إنه لم يحدث بسبب نفط العراق ولكن لحماية الكيان الصهيوني، ولما مدت نفوذها الخبيث لهذا البلد وعاثت به فساداً في مسعى محموم لعدم عودته قوياً يهدد الأمن الصهيوني. إني أشكر الباحث الزرو لتقديمه معلومات وافية بعضها جديد علينا في موضوع بحثه، وأرجو لا أن ننسى ونحن في غمرة فوضانا أن القضية المركزية للعرب هي قضية فلسطين التي يجب أن نجعلها بوصلة عملنا ونضالنا من أجل تحرير أوطاننا، فأعداؤنا ليسو أقوياء ولكننا ضعاف، وخصوصاً بعد ابتعدنا عن ثوابت الأمة، فداهمتنا الاحتلالات والفوضى، وإذا أردنا أن نعود أقوياء كشعب وكأمة فلابد أن نعود إلى ثوابتنا القومية.