الوفاء خصلة يحملها المسلم المؤمن المتعمق بالصلة بالله سبحانه والمعتز بانبياءه ورسله عموما وبسيد الكائنات محمد صلى الله عليه وآله وسلم، خصوصا ونحن اذ نطلقها صفة عامة على هذا الخطاب فإننا نستحضر كل قيمها ومعانيها ودلالاتها التي تشكل قاعدة متينة لصلة القائد المجاهد عزت ابراهيم بالعقيدة الرسالية لحزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي والتي تنبثق بكفاءة نادرة من صلته العظيمة برسالة الاسلام الحنيف وقدراته الفذة في رسم الصلة العضوية بين البعث كحركة ثورية سياسية والإسلام كروح تستلهمها هذه الحركة. هذا من جهة, ومن جهة أخرى فان الوفاء عامل خلاّق من عوامل تجسير الزمن والمسافات بين ما أنجزه البعث العظيم خلال حقبة ادارته للدولة الوطنية والقومية وقيادته المبدعة لمسيرة بناء الانسان العراقي ومسارات التنمية العملاقة التي تم تحقيقها وأدت عمليا الى نقل العراق الى وضع يوصف فيه على انه أحد دول العالم المتقدم علميا وتكنولوجيا وتربويا وصحيا من قبل منظمات دولية متخصصة. لقد كان خطاب الذكرى 45 لثورة العراق المجيدة عام 1968 خطاب وفاء بجدارة وسنتطرق في هذا الجزء الى بعض وقفات الوفاء ونشير ببساطتنا المعهودة, التي لا يمكنها ادراك عميق المطروح في خطاب الرجل التاريخي عزت ابراهيم، الى بعض دلالاتها الروحية والمادية في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ العراق والأمة العربية. الوفاء للشهداء ولأسرى البعث: الشهادة أعلى مراتب جود الانسان للقضية التي ينتمي اليها ويناضل من أجلها. وحيث ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب رسالة الأمة التي تقتضي أن يتجسر افقها وطريق تحققها عبر اعادة بعث الامة وتوحيدها بالشهادة واستعداد المناضلين للارتقاء الى روحية الايمان بها من جهة وتبجيل من جادوا بالروح دفاعا عن قضية الوطن والأمة والعقيدة البعثية القومية الوحدوية التحررية. ان تمجيد وتبجيل شهداء البعث وخاصة قادته الخالدين من امثال الاب القائد أحمد حسن البكر والرفيق شهيد الحج الاكبر الرئيس صدام حسين والرفيق القائد الشجاع صالح مهدي عماش ووصولا الى العدد التقريبي لشهداء البعث في مواجهة الغزو والاحتلال والعملية المخابراتية الاحتلالية البالغ أكثر من 150 الف شهيد وهم جزء من ملايين الشهداء من ابناء العراق الأحبة هو تأكيد للوفاء لعقيدة البعث وتواصل الكفاح والنضال ضمن مساراتها الثورية حتى تتحقق أهداف الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية. ونقتبس من الخطاب النص التالي في هذا الاطار: ( فقد قدم فيها شعبكم العراقي العظيم شعب تموز ومسيرته العملاقة أعز وأغلى التضحيات، أكثر من مليوني شهيد منهم أكثر من مائة وخمسين ألف شهيد من حزب العروبة ورسالتها الخالدة قربانا على طريق دحر الغزاة وطردهم وتحرير العراق وتطهير أرضه التي دنسها الغزاة المعتدون، ثم لتعزيز وتثوير مسيرة الأمة الكفاحية على طريق تحررها وتوحدها واستعادة دورها التاريخي الحضاري بين الأمم ) وهذا نص آخر يقف بكل الاعتزاز والتقدير للأكرم منّا جميعا من أناروا بدمائهم الطاهرة مسالك التحرير والاستقلال ومَن كانوا أعمدة البناء الذي نتفاخر به لدولة البعث التي أسستها ثورة تموز العظيمة : ( تحية معطره بدم الشهداء وبعرق المرابطين المجاهدين الأبطال الثابتين على العهد المتين إلى صناع ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز المجيدة والى رجالها الميامين، عهدا منا لهم جميعا نحن الأحياء إلى أرواح الميتين منهم والى الجباه العالية للأحياء منهم وعدا وعهدا غليظا منا لجميع شهداء المسيرة على الثبات الراسخ رسوخ الجبال الشم على مبادئ ثورة تموز وعلى أهدافها وعلى منهجها الوطني القومي الإيماني الثوري التحرري التقدمي الاشتراكي، وعهدا منا لشعبنا وامتنا أن نواصل الكفاح المجيد وبكل أشكاله وألوانه وصيغه وفي كل ميادين المنازلة حتى التحرير الشامل والعميق للعراق وحتى يعود منهج تموز لمواصلة بناء التجربة الرائدة للأمة على أرض العراق الطاهرة وعند شعبه المجيد وحتى يعود العراق إلى دوره الطليعي في مسيرة الأمة الكفاحية لتحقيق أهدافها الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية ) وكم هي عالية القدر تلك التحيات الطيبات المباركات حين تسري مع عذب النسيم المنبعث من سوح الجهاد المعمد بالدم ونجيع الارواح الطاهرة وأي وفاء أعظم وأجل من وفاء الذين يتوسدون ملح الارض ويعانقون أديمها تطاردهم أشباح الطغاة وقوة الطاغوت ؟ ( تحياتي الخاصة وتقديري العالي للأبطال الأسود الرابضين في سجون ومعتقلات الحكومة الصفوية المجرمة وعلى رأسهم أعضاء القيادة طارق عزيز ورفاقه.تحية ملؤها الحب والتقدير إلى روح الأب القائد الشجاع أحمد حسن البكر.تحية حب وتقدير إلى روح الرفيق القائد شهيد الحج الأكبر الجسور صدام حسين. تحية حب وتقدير إلى روح الرفيق أبي هدى صالح مهدي عماش فارس الحزب ومغواره صاحب الشيمة والنخوة تحية وتقدير لأرواح قادتها ورجالها جميعا.تحية وتقدير لجميع الشهداء في العراق وفي فلسطين الحبيبة وفي الأمة ) ان تضمين شهداء فلسطين والأمة العربية في تحية التكريم والوفاء من قبل القائد هو تأكيد آخر على الثبات على مبادئ البعث الراسخة في تحرير كل الارض العربية المحتلة وخاصة فلسطين الحبيبة. الوفاء للعراق العظيم : السياسي والثائر الذي لا يعرف قدر الوطن والأمة يخسر ذاته قبل ان يخسر الوقائع. والعلاقة بين قادة البعث وأعضاءه وبين العراق الوطن علاقة عضوية بكل معنى العضوية كدلالة للحياة كاملة وللانصهار المصيري. فلقد عمل البعثيون العراقيون على عزت العراق ورفعته ليس حبا به كوطن فقط بل، لمعرفة موسوعية بأهمية العراق للأمة العربية كجزء ولدت فيه الحياة ايام نشأتها الاولى وتطورت فيه هذه الحياة فسجلت علامات التمدن والتحضر الاولى. والبعثيون العراقيون يحملون شجاعة العراق وقدراته الفذة على الرقي وسماتهم المعروفة في ذكاء الفكر والاستعداد الفذ لإشغال العقل وإنتاج العلم والفقه والتفسير والشعر والفن والانتصار للحياة اينما وقعت مواجهة بينها وبين ادوات الفناء. والبعثيون يدركون الاهمية الاستراتيجية للعراق موقعا وثروات وأمنا وغذاءا فهو سيفهم الاكثر بريقا في سعيهم الحثيث لتحقيق وحدة العرب ولتوفير مستلزمات وضرورات التكامل بين اقطار الامة لأنه غني في الموارد وغني في قدرة الانسان على استثمارها في افقها القومي. البعثيون يدركون ان عراقهم غني بإرثه الذي يقدم نماذج الاعتزاز الامثل للعرب عموما فيحفز فيهم روح الانبعاث ويعرفون انه كان ولا يزال وسيبقى نبضا ربانيا يتحرك في جسد الاسلام ويوفر ارضيات الربط العقائدي العظيم بين الاسلام الحنيف خاصة وبين الاديان الموحدة المؤمنة الاخرى وبين الوحدة العربية كحلم يعيش في تفاصيل الادراك والكينونة والوعي العربي. ومن بين علامات الوفاء البعثي الجميل للوطن كحق للوطن وكتعبير عن الولاء المطلق والإيمان بأن الوطن كما الدين وكما العرض هو الدفاع المستميت للبعثيين مع باقي اخوتهم العراقيين عن العراق وتقديمهم لأكبر وأغلى التضحيات في تصديهم التاريخي الفذ لبناء العراق وفي الدفاع عنه. بل ان اليقين حتى الاخطاء التي يسجلونها على أنفسهم تنبع من تجردهم عن الانانية السياسية وانشغالهم الكامل بحق الوطن واستحقاقاته. ليتمعن المفكرون والمحللون بهذا النص في خطاب القائد الهمام أمين عام البعث حيث يقول حماه الله : ( يا شعوب أوروبا العريقة ويا شعوب أمريكا يا من تتشدقون بحرية الإنسان وبحقوقه ليل نهار هذا شعب العراق العظيم الذي علم الإنسانية ما لم تكن تعلم، علمها الحرف الأول للكتابة والقراءة يوم كنتم في غياهب العدم لبعضكم وكنتم في ظلمات التخلف والتأخر لبعضكم الآخر، علم الإنسانية صناعة العجلة الأولي وعلمها من العلوم والفهوم ما كان يمثل قاعدة لانطلاق التقدم والتحرر والتحضر الذي أوصل الإنسان من خلالها إلى القمر والمريخ والى أعماق الفضاء وأعماق البحار والمحيطات، أين الإنسانية التي قدم لها العراق وشعبه هذا السفر الخالد المجيد. ) الوفاء لثورة تموز ومنجزاتها: التوقف ÇáÇÓÊËäÇÆí ÇÒÇÁ ËæÑÉ ÊãæÒ æãäÌÒÇÊåÇ ÇáÚÙíãÉ áå ÏáÇáÇÊ æãÖÇãíä ÚÙíãÉ åí ÇáÇÎÑì . Çäå íÚäí ÇæáÇ æÞÈá ßá ÔÆ ÇáÊãÓß ÈãäåÌ ÇáËæÑÉ ÇáÞæãí ÇáÇÔÊÑÇßí ÇáæÍÏæí æåæ ÊãÓß æÊÔÈË ÝßÑí –ÚÞÇÆÏí – ãÇÏí íÑÊÈØ ÌÏáíÇ ÈÇáÊãÓß ÇáãØáÞ æÇáäåÇÆí ãäåÌ ÇáËæÑÉ ÇáÚÑÈíÉ ÇáÊÞÏãíÉ ÇáãÚÇÕÑÉ æÇáÐí íÊÞÏã ØáÇÆÚå ÍÒÈ ÇáÇãÉ , ÍÒÈ ÇáÈÚË ÇáÚÑÈí ÇáÇÔÊÑÇßí. لقد أخطأ من يسمون أنفسهم بالمعارضة التي اعتاشت ونمت على فتات الاجندات والمخابرات الاقليمية والدولية و كما كشف امرها نهائيا بعد الغزو وجروا معهم الولايات المتحدة الامريكية الى نفس الخطأ القاتل ألا وهو التصرف على أساس ان ثورة تموز 1968 هي مجرد انقلاب عسكري وحدث طارئ في حياة العراقيين والأمة العربية. وها هم يواجهون الحقائق الدامغة التي حطمت قواهم وقصمت ظهورهم وحجمت مشروعهم وأربكت خططهم و كبدتهم خسائر فادحة في البشر وفي المعدات والاقتصاد فضلا عن الخسائر الجسيمة في سمعة اميركا والتهديد الجدي لمستقبل مصالحهم في المنطقة برمتها بفعل وفضل المقاومة المسلحة العظيمة التي هي نتاج نظام ودولة وحزب ثورة تموز وشعبها العظيم وبناءها المادي والاعتباري الذي سيبقى شامخا . ان الوفاء المعلن بسطوع اضواء الطيف في خطب القائد عموما, وخطابه موضوع البحث خصوصا. لثورة تموز يعني الثبات النهائي على خط المقاومة المسلحة والسياسية والشعبية بكل انواعها لان بناء تموز الذي تأسس لم يؤسس لكي يهدمه الاوغاد حتى لو سقطت منه بعض جدرانه وقوائمه غير ان الاساس قد بني ليبقى وهذا ما لم يفهمه اعداء العراق . ولندقق بعناية هذا النص الكريم من خطاب القائد الذي يجسد معاني الانتماء الى ثورة تموز والتي سنفرد بإذن الله جزءا خاصا من هذه السلسلة لها : ( إننا اليوم نتحدث عن ثورة تموز ومسيرتها التحررية ونحن عاجزون قطعا على أن نوفي حقها وحق قيادتها وحق حزبها المجيد كيف نوفي وفي خطاب رسمي وفي مناسبة رسمية حق ثورة أشادت للأمة أول تجربة وطنية قومية تحررية تقدمية اشتراكية على ارض العراق وعند شعبه العظيم فجعلت العراق في طليعة البلدان المناضلة من اجل حريتها وتحررها واستقلالها جعلته في طليعة البلدان الناهضة في البناء والتقدم والتطور ) الوفاء لمن عاونوا العراق : الوفاء لا تقيده كوابح ولعل افضل أزمنة التعاطي به والإعلان عن فيضه بروحك الطاهرة هي حين تكون قد غدر بك الغادرون وجار عليك فعل الطاغوت. حين تمارس الوفاء وأنت تقاتل لوحدك لتعيد العجلات والأقدام الى مساراتها الصحيحة وحين تنحني لترتقي الامة برمتها فوق ظهرك فانك لا تمارس إلا فعلا رساليا ولا تنتج إلا عبيرا يجبر الصدور الضيقة على الانفتاح والأرواح التي غطاها تراب الحقد أن تنتفض من تحته . الوفاء هنا نوع من البعث والانبعاث. من هنا جاء وفاء القائد الرسالي عزت ابراهيم للملكة العربية السعودية ودول الخليج ليذكر بدورها الحاسم في تحقيق الانتصار في قادسية صدام المجيدة. نعم لقد كان لهم ادوار تاريخية علينا ان نذكرها ونذكر بها والتذكير هنا ليس محض وفاء مجرد لحالة أو موقف بل، هو إعلان متجدد عن قومية حرب القادسية المجيدة فلقد كانت الأمة كلها تقاتل مع العراق ضد الغزو الفارسي لنظام خميني. كانت الامة كلها تقاتل مع العراق ولم تكن حرب العراق مع ايران كما يحاول الخونة والعملاء تصويرها. نعم لقد كانت حرب الدفاع عن الأمة برمتها وها هي الامة الآن كلها تنهار في مواقع وتتعثر وتتخبط في اخرى وتواجه البؤس والخراب بعد ان تمكنت اميركا وإيران والصهيونية من اخراج العراق من خط المواجهة بغزوه واحتلاله وتدميره. الكلمة الطيبة صدقة وقد تحول العدو اللدود الى ولي حميم والعراق يحتاج الى اسناد الأمة ليعود حرا عربيا سيدا. ان هوس تبشيع وشيطنة نظام البعث والروح العدائية البغيضة لمنهج الامة القومي التحرري لن تلغي حقيقة ان القادسية كانت معركة كل العرب وان ايران الان لا تنتقم من العراق فحسب بل من كل الامة، وهذا هو سر لقاءها الطبيعي مع الصهيونية والامبريالية. اذن كان نصر العراق عربيا في أحد أوجهه : ( أقولها للتأريخ لولا المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ما انتصر العراق في قادسية العرب الثانية على الغزو الصفوي للأمة، )