ما الذي اتفق عليه ( محمود احمدي نجاد ) الرئيس الايراني المنتهية ولايته مع ( نوري المالكي ) رئيس السلطة العميلة في زيارته الاخيرة لبغداد ؟ وماذا عن الانهيار والانفلات الامني ،هروب عدد ممن يعتمدهم المالكي في القيادة العامة والاجهزة الاستخبارية بعد العملية الاقتحامية في تحرير اسرى ومعتقلين من سجن ابو غريب في2003/7/21!واتساع نطاق الموت بالمتفجرات والسيارات المفخخة والبطش والقتل العمد في العديد من مناطق واحياء بغداد ومحافظات اخرى؟ وماذا عن انتفاضة محافظات الجنوب والفرات الاوسط؟وماهو دور ملالي ايران ازاء ما يجري على الساحة العراقية، وماهو مصير السلطة العميلة ..؟؟ رغم ما قيل عن خصوصية الزيارة وهدفها.. زيارة العتبات المقدسة في النجف الاشرف واللقاء مع ( السيستاني ) المرجع الاعلى ، وانها تأكيد على العلاقات المتميزة التي تربط بين نظام الملالي في طهران والسلطة العميلة في بغداد طيلة فترة رئاسة نجاد ،هذه كلها يمكن ان تتم في اي وقت، ولكن ان تأتي في هذه الظروف التي يمر بها العراق والمنطقة العربية ، ومن قبل رئيس انتهت رئاسته ،مما يؤكد انها لم تكن زيارة خاصة وانما هي زيارة ذات طبيعة سياسية بحكم العلاقات الوثيقة التي تربط الفرس بعملائهم في بغداد،فمجيء نجاد في ظروف العراق الحالية ليس خالياً،وان كان العراق بالنسبة للملالي"ضيعة وولاية ايرانية!" فان للزيارة هذه ابعادها السياسية ،اذ ان المالكي رجل طهران الاول الذي يراهنون عليه اصبح وحيداً على الساحة بعد انفضاض وخلاف حلفائه في التحالف الوطني ( الشيعي ) معه وتحميله مسؤولية الفشل الذريع على كل المستويات ،فضلا عن القطيعة بينه والاحزاب والتكتلات المشاركة في السلطة المهترئة، رئيس جمهورية ( الطالباني ) ميت سريرياً منذ عدة اشهر ولااحد يجرؤ على ترشيح بديل؟ ونائب الرئيس ( الهاشمي ) محكوم بالاعدام ، ونائب رئيس الحكومة وزير المالية ( العيساوي ) مطارد ومطلوب من رئيس الحكومة ، والهزيمة التي مني بها ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة في انتخابات مجالس المحافظات، والانكى من ذلك وما اثار حفيظة الفرس الحراك الشعبي في محافظات الوسط والجنوب رغم بدايته المتواضعة الا انه يعني الكثير لسلطة المالكي واسياده في طهران ،اذا ما اضيف له استمرار الانتفاضة / الثورة للمحافظات الست وصمود المنتفضين رغم البطش والعنف الذي مارسته القوات الرسمية والميليشيات الطائفية ومن ادلته القائمة مجازر ( الحويجة، ديالى ،طوزخرماتو وبغداد ..و.. ) ورغم محاولات السلطة انهائها بشق الصفوف وشراء الذمم بالرشاوى وتشكيل الصحوات وخدعة الاقلمة، فالهاجس الامني هو ابرز ماوراء التحرك الايراني اذ ثبت لحكم الملالي فشل سلطة المالكي رغم ما لديها من قوات عسكرية وشرطة واجهزة امنية واستخباراتية تصل الى مليوني عنصر،اضافة الى المليشيات الطائفية المرتبطة باحزاب السلطة،وما يتواجد على الساحة العراقية من بقايا القوات الاميركية وقوات فيلق القدس والحرس والباسيج واطلاعات ( مخابرات ) الايرانية، ولهذا لابد من تغييرالخطط والاساليب لضمان استمرارالنظام الموالي لطهران ، صحيح ان هدف ايران ادامة الفوضى الدموية المدمرة حسب المخطط المعادي والدور الموكول اليها بعدم السماح بنهوض العراق واستمرارالعمل على اضعافه ومواصلة انهاك وتيئيس الشعب العراقي ومشاغلته بتكثيف عمليات العنف والبطش بالتفجيرات والاغتيالات والتصفيات ودفعه الى حرب اهلية لا تبقي ولا تذر، وبما يجعل الامتداد الفارسي على الاقطار العربية المجاورة يسيراً لتحقيق الحلم الفارسي بـ "اقامة الامبرطورية الكبرى" وعلى هذا الاساس جاء نجاد الى بغداد الذي نقل وناقش مع المالكي وبقية الاتباع في السلطة العميلة ؟خطة ايرانية للتعامل مع الوضع الامني والسياسي المتردي قبل تفاقمه،لاسيما وان نجاد لم يخف انه كان، طيلة سنوات حكمه الثمانية، مسؤولاً عن التنسيق الامني مع المالكي وسلطته،وخطة الانقاذ الايرانية! تقضي باعادة النظر بقوات المالكي والاجهزة الاستخبارية والشرطة وبالذات القيادات التي رغم زخم الدعم الايراني الفعلي على الارض ، فانها اثبتت هزيمتها وانها قيادات عاجزة ينخرها الفساد والتهاون والخيانات والاختراق !! وتمت مناقشة امكانية تحييد القوات الحكومية او جزء كبير منها لفترة زمنيه يتم فيها تسليم الملف الامني الى المليشيات المرتبطة باحزاب السلطة والمدربة والمعدة في ايران وتحت اشراف الحرس الثوري وعلى رأسها قوات بدر التابعة للمجلس الاعلى بقيادة ( عمار الحكيم ) الى جانب ميليشيا حزب الدعوة والميليشيات الاخرى وما اكثرها وابرزها ( جيش المهدي وعصائب الحق وجيش المختار ..و.. ) وهذا ما حصل في ديالى اذ تولت منظمة بدر البطش بالابرياء بغطاء من احد الافواج العسكرية وترهيب المواطنيين وتهجير الاهالي من مناطقهم وبيوتهم واراضيهم وبالذات في المقدادية لدواع طائفية، كما وضعت بغداد تحت تصرف ( جيش المختار ) التابع لحزب الله العراقي!؟ بقيادة المعمم ( واثق البطاط ) ، ومعه ميليشيا ( عصائب اهل الحق ) بقيادة المعمم ( قيس الخزعلي ) ، اذ سادت العاصمة موجة متصاعدة ومكثفة من القتل والعنف وارهاب الاهالي بتنفيذ العديد من عمليات التفجيرات في التجمعات الشعبية في المناطق العامة كالمساجد والمقاهي والاسواق اضافة الى القتل وعمليات الاعدام الجماعي العمد، كما حصل في سجن التاجي اذ اعدم العشرات من النزلاء بينهم معتقلون عرب بعد يوم واحد من عملية اقتحام سجن ابو غريب ! ونصب نقاط التفتيش الى جانب النقاط الحكومية اذ بلغ عدد ضحايا العنف المبرمج 989 قتيلاً و1356 جريحاً خلال شهر تموز الحالي حسب احصائية وزارة الداخلية ؟! هذه الاحصائية لم تشمل من قتل في العملية الاقتحامية الجريئة لسجن ابو غريب وتحرير المئات من الاسرى والمعتقلين ! اضافة الى من يقتل على يد القوات الحكومية والميليشيات من الجانب الاخر !! وقد صاحب ذلك حملة دعا ئية يقودها ائمة صلاة الجمعة من قيادات الاحزاب الطائفية الحاكمة اذ طالب ( الملة صدر الدين القبنجي ) من جماعة الحكيم في خطبة صلاة الجمعة الماضية بـ" تسليم الملف الامني الى الميليشيات لان القوات الحكومية مخترقة "! ونتيجة للتطورات المتلاحقة التي تلت عملية سجن ابوغريب وهروب عدد من القادة العسكريين اللواء ( ناصر الغنام ) قائد الفرقة 17 والفريق ( حاتم المكصوصي ) مدير الاستخبارات العسكرية ، و ( قاسم عطا ) مدير مكتب القائد العام ،واتساع نطاق التظاهرات الشعبية في عموم محافظات الوسط والجنوب ، ماعدا النجف ، بسبب انعدام الخدمات وبالذات الكهرباء والبطالة وتطورها الى المطالبة بالاطاحة بالسلطة وازاحة المالكي واشتداد الخلافات بين الشركاء في السلطة نتيجة الفشل المدوي لحكومة المالكي وسلطته ، والتطورات على الساحة السورية بعد ميل الكفة ، نوعما، لصالح الجيش الحر في سوريا؟! اذ يراهن الفرس على ابقاء نظام دمشق الحالي واهمية دورالعراق المساند في ذلك ، والخشية من دخول مقاتلين سوريين الاراضي العراقية رداً على التدخل العراقي الى جانب نظام الاسد بارسال مقاتلين وميليشيات ( قوات ابو الفضل العباس ) بحجة حماية مرقد السيدة زينب!؟وهذا ما يفهم من اشارة ( حسين سلامي ) نائب القائدالعام للحرس الثوري مطلع العام الحالي بقوله ".. مع تغّيرالامور في سوريا ، هناك احتمال لعودة المتطرفين الى المناطق الغربية في العراق ، وهذا ما لانسمح بحدوثه مطلقاً؟!؟".. فتسارع الاحداث دفع ملالي ايران، حسب قيادي من المجلس الاعلى بقيادة الحكيم ، الى العرض على المالكي ، ارسال وحدات خاصة من الحرس الثوري للانتشار حول المدن لحمايتها من هجمات القاعدة وخلايا البعث !اضافة الى نشرهذه القوات على طول الحدود مع سوريا ، وتمركزها في ( النخيب ) بين محافظتي الانبار وكربلاء، وبين بغداد والانبار ؟ لتصّور القيادة الايرانية ،من ان الاسلحة تأتي عبر سوريا وكذلك تسلل عناصر القاعدة وتواجدهم في المنطقة الحدودية ، محذرة المالكي من ان التصعيد الاخير والاخفاقات الامنية من جانب القوات الحكومية، وفضيحة اختراق منظومة الامن الالكترونية والاجهزة المتطورة ومئات العساكر في سجن ابو غريب وتحرير مئات الاسرى والمعتقلين !، والمناكفات السياسية بين القوى المشاركة في السلطة تهدف الى دفع المالكي الى الاستقالة او اجباره على ذلك، وكذلك التأثير على الموقف من نظام ( بشارالاسد ) ! ورغم ان البعض توقع ان يكون الدافع وراء التحرك الايراني .. اقناع المالكي على التنحي لصالح احد قياديي الائتلاف الشيعي قبل انفراط العقد وخسارة هذا الائتلاف لرئاسة الحكومة وهو ما يتهمه به قطبا هذا الائتلاف ( مقتدى الصدر وعمار الحكيم ) وتحميله مسؤولية فشله في ادارة السلطة.. الاّ انه لايوجد ما يشير الى ان ملالي ايران قد تخلوا عن ( المالكي ) رجلهم الاول في العراق ، بل ان تحركهم يؤكد تمسكهم بـ المالكي ومراهنتهم عليه في تنفيذ سياستهم المعادية والحاقدة في تدمير واضعاف العراق وادخاله في اتون حرب طائفية ومنع نهضته بعد تدمير عناصر قوته والنيل من ارادة شعبه كخطوة اساسية في تدمير وتجزأة الاقطار العربية الى كانتونات ودويلات هزيلة وهامشية وفق الرسمة الجديدة لخارطة المنطقة التي وضع مخططها البريطاني الاصل والاميركي الجنسية المتصهين ( برنارد لويس ) ، وما يدعم ذلك .. استمرار المالكي في سياسته التسلطية وعنجهيته وطائفته العمياء وحقده وعقليته الجامدة وتحديه للجميع اذ شن هجوماً شديداً على حلفائه مهدداً بالترشح لوحده في الانتخابات المقبلة بدون حلفائه وسعيه الى تحالفات جديدة؟! والقى مسؤولية فشل الحكومة على" المحاصصة الطائفية التي تسببت في انتشار الفوضى في كل مؤسسات الدولة" وخاطب مقتدى، في اشارة ضمنية، قائلاً"من تكون لتصبح بديلاً عن الحكومة والشرع والوطن "؟ وهاجم الميليشيات لارتكابها " الموبقات" واصفا ( البطاط ) بالمخبول ؟كما حاول تبرأة نفسه امام الشعب العراقي وبالاخص المتظاهرين في الوسط والجنوب عند حديثه عن فقدان الخدمات وبالذات الطاقة الكهربائية محملاً نائبه في رئاسة الحكومة ( حسين الشهرستاني ) المسؤولية، مشيراًالى انفاق 70 مليار دولارعلى قطاع الكهرباء دون نتيجة، مع الاعتراف بان 30 مليار دولارمنها ما زالت مجهولة المصير !! وقد زاد ( عدنان السراج ) القيادي في ائتلاف دولة القانون انتقاده بالقول " ان الحكيم والصدر قد نحرا التحالف الوطني، وان هذه التحالفات اصبحت عدائية مما يتطلب اعادة صياغة جذرية لنمط التحالفات المقبلة " فيمااعتبر ( الحكيم والصدر ) اتهامات المالكي لهما بانها" تهدد وحدة التحالف الوطني الشيعي " مؤكدين " ان الفشل طال العملية السياسية برمتها نتيجة سوء ادارة الدولة ،وهيكلية العملية السياسية والتوافقات ،واستشراء الفساد في مفاصل الدولة ، وسوء اداء مؤسسات الدولة "وهذا يعكس من ناحية اخرى هستيرية المالكي وانهياره ، رغم تظاهره بالقوة وتصنعه " الدون كيشوتية" وابراز العضلات ،ويؤشر انهيار سلطته وتداعيها لولا الدعم الاميركي والايراني له واحاطته بمئات الالاف من العساكر والشرطة والامن والمليشيات الطائفية وبقايا قوات الاحتلال الاميركية والالاف من عناصر الحرس الثوري والمخابرات الايرانية ! ولكن عملية اقتحام سجن ابوغريب المحكم امنياً، وهروب قادة عسكريين وامنيين من المقربين للمالكي ، وتزايد عمليات المقاومة الباسلة الناجحة وضرباتها الموجعة للنظام، والتحرك الشعبي في الوسط والجنوب وبغداد، وان كان تحت يافطة المطالبات الشعبية بتوفير الكهرباء والخدمات، وصمود المنتفضين في المحافظات الست في شمال وغرب البلاد .. دليل قاطع على ضعف السلطة وتخبطها وقرب انهيارها رغم التدخل الايراني وتواجده العسكري المكثف ، هذه السلطة التي لم ولن تقوى على الصمود اذاما توحدت ارادة شعبنا ووضع ابناء الجنوب والوسط ايديهم بايدي ثوار المحافظات الست ومساندة المقاومة العراقية الباسلة بكل فصائلها الوطنية ، انه الطريق الوحيد لتخليص البلاد من سلطة طائفية عميلة وجاهلة اغرقت البلاد بدماء ابنائها وافقرت وشردت الملايين ودمرت البلاد،وفرطت بكل غال ونفيس، ونهبت اموال الشعب ، واعادت العراق عشرات السنين الى الوراءخدمة لاسيادها الاميركان والصهاينة والفرس ، ان ما تشهده الساحة العراقية من حراك وغليان شعبي يقرع ناقوس الخلاص بقوة بوجه سلطة القتل والنهب والعمالة ، فقد طال الصبر وبلغ السيل الزبى ولابد من شروق شمس الحرية .. ان موعدنا الصبح أليس الصبح بقريب !؟