نضال الشعوب وكفاحها من أجل الحرية والاستقلال ومقارعة الظلم والاستغلال والعبودية والخيانة فيه محطات فارقة وتواريخ ومواقف فاصلة. والحويجه ومجزرتها البشعة كانت بالتأكيد محطة فارقة في نضال الشعب العراقي ضد الاحتلال وما افرزه من منتجات مختلفة منها العملية الاحتلالية المخابراتية المدنية وبرلمانها وحكومتها وجيشها وشرطتها وصحواتها وميليشياتها. فالحويجه أفتت بشكل نهائي بشرعية البندقية ضد العملية السياسية وأدواتها بعد أن استنفذت المقاومة كل أدوات التنبيه والإرشاد والنصح والحث والتوجيه والتحذير التي تسبق آخر الدواء. لقد كانت العديد من فصائل المقاومة تتوقف كثيرا إزاء قرار مهاجمة أو مواجهة جيش الحكومة وشرطتها والصحوات لأسباب وطنية نبيلة وسامية ولأنها تدرك أن الكثير من العراقيين قد انخرطوا في هذه الأجهزة لكسب لقمة العيش وليس ولاء ولا إيمانا بها. غير إن مجزرة الحويجه وما سبقها وما لحقها من قتل منظم مع سبق الإصرار والترصد للعراقيين المشاركين في التظاهرات والاعتصامات السلمية والمطالبين بحقوق شعب العراق البديهية في الأمن والأمان والحماية والاستقلال الحقيقي قد فرض واقعا لا يمكن للمقاومة الباسلة إلا أن تتعاطى معه بحزم وقوة. ووضوح لكي لا تجعل من الرحمة والسماحة وبُعد النظر فرصة تستغلها قوات المجرم نوري المالكي وأسياده الفرس لإضعاف الإرادة الشعبية واستهداف الشعب المنتفض. الموقف بوضوح لا لبس فيه هو .. إن القوة التي تهاجم الشعب وتصر على استهداف المجاهدين هي قوة احتلال وهدف لنيران المقاومة ومواجهتها مشروعه دينيا ووطنيا. ومَن يفر منها هاربا أو منسحبا فله الأمان، فالمقاومة ليس هدفها إراقة الدماء بل، هدفها طرد الاحتلال الإيراني والمالكي وحكومته وبرلمانه و كل تشكيلاتهم هم نتاج الاحتلال الأمريكي الإيراني الصهيوني وهم هدف للمقاومة البطلة حتى يتم طردهم من بلدنا. لذلك تبقى الدعوة مفتوحة للتوبة لمَن يريد أن يتوب أمام الله وشعب العراق العظيم. إما مَن يصرون على البقاء ضمن تشكيلات جيش الدمج والشرطة العميلة فهم حسابهم كمثل حساب نوري المالكي وحزبه وائتلافه الإيراني المجرم. إن طبيعة الاحتلال المركب لبلدنا قد فرضت على المقاومة المسلحة الباسلة أن تسلك أكثر من سبيل وتطبق أكثر من تكتيك وهي تسير وتنفذ إستراتيجية تحرير العراق واحدة منها كانت مع الغزاة الأمريكان وشركاءهم والثانية مع من سلطهم الأمريكان بعد جلاءهم من إيرانيين وأعوان إيران. وعلى الجميع أن يدرك إن حرب تحرير العراق من الاحتلال الإيراني الصفوي قد بدأت فعليا بعد مجازر الجيش المليشياوي والشرطة الحكومية ضد ساحات الاعتصام والصلاة الموحدة والتظاهر في الفلوجه وسامراء والحويجه والعامرية ببغداد وغيرها دون أن تنقطع عن جذرها العظيم الممتد إلى كل ساحات وأزمنة المواجهة العراقية العروبية الباسلة طيلة سنوات حكمنا الوطني المجيدة وخاصة مواجهاتنا التاريخية ضد الردة والتمرد والطابور الخامس والجواسيس وشركات الاحتكار ونظام خميني وغيرها . إن القوى الخيرة في العراق من عشائر وشيوخ ووجهاء ورجال دين ومثقفين وإعلاميين أحرار مطلوب منها الضغط بكل السبل والوسائل للمساعدة في : 1- تنوير العراقيين المنخرطين في الجيش والشرطة ضباطا ومراتب بترك وحداتهم والانسحاب من أية مواجهة محتملة مع رجال المقاومة لأنها مواجهة بين العراق وشعبه ممثلين بالمقاومة البطلة وبين الاحتلال الإيراني وأداته ممثلة بالحكومة. 2- توجيه كل منابرنا الوطنية والقومية للتبشير بدخول المقاومة الباسلة بمعارك قضم الاحتلال الإيراني وأدواته بعد أن تم الانتهاء بشكل شبه تام من تقويض أركان القوة الغازية الأمريكية وتوابعها الدولية المجرمة. إن هذه المرحلة الحاسمة وشديدة الحساسية لما تتضمنه من تداخل خنادق شائك وملفات معقدة وحسابات سياسية وعسكرية وعرة تتطلب جرأة عروبية مؤمنة ليس في ساحات القتال فقط بل، وفي ساحات الإعلام والسياسة والتعبئة الجماهيرية ليس على مستوى ساحة العراق لوحدها بل، وعلى كل ساحة الأمة العربية وحيثما تواجد التدخل الإيراني الغاشم العدواني المجرم. 3- نرى إن على فصائل المقاومة الباسلة أن تتعهد بضمان حقوق العراقيين الذين ينسحبون من الصحوات والجيش والشرطة بعد تحرير العراق على أن توثق بطرق مناسبة. علما بأن زمن التحرير بعد التوكل على الله ليس ببعيد خاصة في حالة تخلي أفراد الجيش والشرطة عن طاعة أوامر الحكومة العميلة الخائنة المجرمة ورفضوا مواجهة شعبهم الثائر في كل مكان وبكل وسائل الثورة. 4- إن كفاح شعبنا المسلح يجني ثمار مهمة وسريعة منذ أن بدأت مواجهات الحسم المبارك بعد مجازر الحويجه البشعة تتمثل على سبيل المثال لا الحصر بتفكك الكثير من منظومات جيش الدمج وانسحاب الآلاف من الرجال من تشكيلاته لإدراكهم بعدم جدوى مواجهة شعبهم الثائر المنتفض وهروب قادة عسكريين خارج العراق كان المالكي وحكومته يعولون عليهم وعلى تشكيلاتهم وخدماتهم الخيانية وانتشار دوائر الإعلان عن الفساد الأخلاقي والمالي والإداري والسياسي في مفاصل حكومة المالكي الاحتلالية وتصاعد الخلافات بين أركان الائتلاف الصفوي الإيراني والقوى العاملة تحت خيمة الاحتلال إجمالا. هذا فضلا عن التدهور الأمني الذي يؤشر فشل الخونة وتورطهم بقتل العراقيين الأبرياء وتصاعد الوعي الشعبي العام بإجرام العملية السياسية المخابراتية الاحتلالية وإجرام أدواتها من القردة الخاسئين.