مما لا شك فيه ان الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني قد وضعت برامج تفصيلية لهدف غزو العراق واحتلاله بناءا على معلومات استخبارية خاصة بهذه الاطراف الثلاثة ومن الاطراف المحسوبة على العراق التي جندت واستخدمت لتحقيق هدف الغزو والاحتلال.غير ان من الواضح الان ان دول وأطراف الغزو وكذلك ما يسمى بالمعارضة العراقية قد استبعدت تماما احتمالات ان العراق سيقاوم الاحتلال وبالطريقة التي حصلت ووضعت الامريكان والانجليز في جيوب مهلكة وبرك وأحراش ومستنقعات حجمت قدراتهم على المناورة والحركة والمبادرة .اسباب استبعاد حصول مقاومة عراقية مبني على حيثيات ذات طبيعة موضوعية لدى اطراف الغزو أهمها : 1- ان الحصار الظالم قد أدرك مراميه في الفت بعضد العراقيين وأنهكهم ومزق مواقع قدراتهم الاقتصادية والعسكرية وافقدهم ولاءهم للوطن والأمة وحولهم الى هياكل خانعة. 2- ان قوى المعارضة التي تعاطت مع الولايات المتحدة وبريطانيا والماسونية العالمية وربيبتها الصهيونية ستكون قادرة على احداث المزيد من التفتيت السياسي والاجتماعي بحكم تشتتها المعروف سياسيا و طائفيا وعرقيا . 3- ان المعلومات التي ضخها أحمد الجلبي وأعوانه وأطراف أخرى في ما يسمى بالمعارضة قد رسمت صورة غير واقعية لعلاقة شعب العراق مع حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته ودولته الوطنية والقومية بسبب الحصار والحروب التي فرضت على العراق وأجبرته على تقديم تضحيات جسيمه للحفاظ على سيادته وأمنه ووحدته . هذه الحسابات وغيرها مما كمن في العقل المادي المجرد المعتقد بقدرات القوة المادية هي التي رسمت الصورة الوردية لعراق ما بعد الاحتلال فأوغلت بتهديم منجزات شعب العراق ومنظوماته القانونية والإدارية والعسكرية والأمنية وفرضت عليه منهجا سياسيا يتناغم مع اهداف تلغيم البنية الاجتماعية للبلاد . لم تخفق الولايات المتحدة وبريطانيا والصهيونية وعبيدهم الفرس الانتهازيون عديمي الاخلاق في عمليات التخطيط السوقي لاحتلال العراق ولم يخفقوا في تحشيد القوة البشرية الاضخم عددا وترسانة الاسلحة التي كانت هي الاقوى والأحدث والأكثر فتكا في تاريخ البشرية كلها ..ولم يخفق الحلفاء في خطط اضعاف العراق بالحصار على مدى 14 عام ولا في العمل على اضعاف قوته العسكرية والاقتصادية . ولم يخفقوا كذلك في وضع خطط تفصيلية لإدارة العراق بعد الاحتلال . وكل التشريعات والقوانين , الالغاء والاجتثاث والحذف والحل, وإنشاء البدائل كلها محسوبة ومقررة سلفا بالاتفاق مع جوقة وحثالة الخونة الذين كانوا يسمون انفسهم معارضة. الذي اخفقت اطراف الغزو والاحتلال وفشلت فيه فشلا ذريعا . انها لم تحسب ان شعب العراق سيقاوم بشراسة وبطريقة مخطط لها. وان هذه المقاومة ستتحول الى الحقيقة الثابتة المطلقة الوحيدة في زمن التقلبات المدمرة وإنها هي الكيان الوحيد الذي ينمو ويقوى مع الزمن في الوقت الذي تهد وتقزم كل منتجات الاحتلال وأدواته وتتداعى كل اجراءاته وعملياته الميدانية المختلفة. انها اخفقت في حساب القوة الروحية - المعنوية التي يحملها رجال العراق والتي لا تعرف الهزيمة ولا الخنوع ولا الاستسلام ولا التراجع بل تعرف كيف تنمو وتتجذر وتعلو الى ذرى السمو اليقين الثابت بالنصر المؤزر.انها اخفقت في تقدير الشجاعة التي يتحلى بها رجال العراق . انها اخفقت في تقدير الاصرار والصبر والمطاولة التي أعدت كقواعد راسخة لتحرير العراق. المقاومة العراقية هي المبادرة في الكمون وفي الظهور . وهي المبادأة في الهجوم وفي الانسحاب . وهي التي تقرر اهدافها الحيوية وزمن الانفضاض عليها . مقاومتنا هي روح العروبة المسلمة تحمل رايات الرسالة في شخوص صقور اذا انقضوا أهلكوا العدو وأذاقوه مرارة الهزيمة وإذا انتظروا اذاقوا العدو علقم التوجس والانتظار المميت. مقاومتنا موحدة في اهدافها وأدواتها ووسائلها وموحدة في ضميرها ووجدانها وموحدة في تشخيص العدو تشخيصا دقيقا وفي فهم وتحليل المشهد السياسي لأنها الوطن العظيم الذي عيونه بكبر مساحة العراق من ام قصر الى زاخو. المقاومة العراقية هي هوية الشعب العراقي العربي المسلم المؤمن بالله في كل دياناته وأطيافه الاثنية والعرقية أي انها الحق المطلق الوحيد بعد رب العزة وبذا فهي رجاء الامة لوقف المد الصفوي الفارسي وفي ايقاف العدوان المتصاعد للصهيونية المجرمة . عاشت مقاومة العراق الباسلة وفي طليعتها انتفاضة أحرار العراق وشركاء احرار العراق من الوطنيين والقوميين وأهل الاسلام الواحد كما جاء به الله سبحانه.