اولى حزب البعث العربي الاشتراكي اهمية كبيرة بالشباب في فكره وفي منهجه وبرامجه وفي تركيبته حتى عرف في فترة من فترات نضاله بحزب الشباب لما لهذا القطاع من دور كبير في احداث التغيير الثوري في الامة وبناء المجتمع لانه القناة الاساسية التي تضخ للامة الطاقات المبدعة الخلاقة والاداة الفاعلة في التغيير والبناء.. فالشباب هم قاعدة القوة في الامة.. وهم سلاح الثورة في التغيير والبناء وان الشباب الصحيح هو طريق الثورة الصحيحة.. وكتعبير حقيقي عن ذلك نلاحظ ان قيادة الحزب التي فجرت ثورة 17-30 تموز معظمها بل الغالبية العظمى منها كانت من الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين العشرينات والثلاثينات.. لما يمتلكه الشباب من مميزات ثورية عالية وقابلية على التضحية والاقدام واحداث التغيير الثوري ورفض للواقع والقابلية على التطوير والتجديد وامتلاك العقل الراجح للاستيعاب والفهم والانفتاح والقدرة على تجسيد الفكر بالممارسة والتطبيق الفعال للبرامج في ممارسات وفعاليات عملية وكذلك ما يمتلكه الشباب من تاثير في المجتمع باعتباره يمثل القوى العلمية التي تزخر بالطاقات المبدعة المتطورة التي ترفض التقليد والتخلف والتبعية وتناضل من اجل التطور والتقدم العلمي والاجتماعي .. وبعد ثورة 17-30 تموز اهتمت قيادة الحزب والثورة بهذا القطاع من خلال العديد من الاجراءات التشريعية منها والتطبيقية والمناهج والبرامج وتهيئة المستلزمات والامكانيات البشرية والمادية والاعلامية والتعبوية التي لا يمكن باي حال من الاحوال حصرها وادراجها في مقال او تقرير او بحث او حتى بحوث لانها من السعة في المفردات والتفاصيل بحيث لا يمكن تغطيتها ولانها تتعلق بجيل كامل واكثر من ذلك من مفردات اعداده وتنشئته وتربيته وتهيئة متطلبات دوره في مرحلة هي من اخطر المراحل التي مرت بها الامة وما زالت وقد اثبت هذا الجيل انه عند مسؤوليته في مواجهة الصعاب والتحديات خصوصا في معركة قادسية صدام المجيدة وانتصارنا على العدوان الايراني واطماعه ومشروعه الخميني الصفوي وما تلى ذلك من استمرار المخطط الامبريالي الصهيوني وبوسائل جديدة من خلال نزوله للساحة بشكل مباشر لمواجهة مشروعنا الحضاري النهضوي القومي والقيام بالعدوان الثلاثيني وما تلاه من حصار ظالم استمر لثلاثة عشر عام اثبت الشباب انهم ابناء بررة لهذا الوطن ولهذه الامة فانتصروا على مخططات الاعداء على الرغم من صعوباتها الى ان جاء المحتلون في عدوانهم الهمجي في عام 2003 واحتلوا العراق وقتلوا وذبحوا وشردوا شعبه وهجروه وزجوه في السجون والمعتقلاتودمروا العراق. اقول ان جيل الثورة كان عند مسؤوليته الوطنية على الرغم من عظم التحديات واشتدادها وحجم التضحيات وتشعبها وهذا جاء بفضل الثورة وبرامجها مع الشباب في التنشئة والتعبئة والتربية والاعداد الصحيح .ومثلما ذكرنا انه لا يمكن حصر مجالات اهتمام الثورة بالشباب لكثرتها وتنوعها لكننا سنعرج الى بعضها بنقاط مختصرة تؤكد اهتمام الثورة بالمجتمع عموما وبالشباب خصوصا من خلال: 1. اصدار قوانين الزامية التعليم ومجانية التعليم ومحو الامية وغيرها من القوانين والانظمة والتعليمات التي تستهدف بناء الانسان العراقي الجديد بناءً علميا تربويا وطنيا قادرا على احداث التغيير الثوري في العائلة والمجتمع والوطن.. ويكون قاعدة الانطلاق في الامة وان تتحمل الدولة مسؤولية تهياة جميع المستلزمات المادية وغيرها لتحقيق ذلك. 2. افتتاح المدارس والجامعات والمعاهد لكي يجري استيعاب جميع الطلبة الذين يلتحقون في الدراسة ويتواصلون فيها وتهيئة جميع المستلزمات فيها من معلمين ومدرسين واساتذة جامعة ومناهج وابنية وقاعات ومختبرات وقرطاسية واقسام داخلية وغيرها وجميع ذلك كان يهيأ مجانا ولا يتحمل الطالب اي شيء.. ويكفي ان نقول ان عدد المدارس كان قبل الثورة لا يتجاوز الفي مدرسة واصبح بعد الثورة ( 14 ) الف مدرسة تضم جميع الذين هم باعمار الدراسة ويحاضر فيها اكثر من ( 300 ) الف معلم ومدرس.. وكانت الجامعات اربع جامعات فقط اصبحت ( 15 ) جامعة بالاضافة الى انه في كل محافظة ليس فيها جامعة هنالك ما لا يقل عن كليتين ومعهد فني فيها.. بالاضافة الى استحداث كليات عديدة جدا ومعاهد تقنية وفنية وتخصصية واقسام علمية كانت غير موجودة بالاضافة الى الكليات الاهلية واصبح عدد التدريسيين اكثر من ( 15 ) الف تدريسي بالاضافة الى اعداد كبيرة من حملة الشهادات العليا في دوائر الدولة الاخرى.واستحدثت في الجامعات العراقية الدراسات العليا في مختلف الاختصاصات واصبحت الجامعات العراقية منارا للطلبة العرب والاجانب الذين يودون مواصلة دراستهم.فيها. 3. ارسال عشرات الالاف من الطلبة الى خارج العراق لاكمال دراستهم الجامعية الاولية او العليا في الاختصاصات التي يحتاجها البلد من خلال بعثات وزمالات دراسية ومع معظم الجامعات العالمية المعروفة في مستواها العلمي.. وقد تحملت الدولة جميع تكاليف تلك الدراسة.واصبح هؤلاء الشباب الذين تخرجوا وعادوا الى العراق هم القاعدة الاساسية في بناء الجامعات العراقية ومؤسسات الدولة الاخرى. 4. بناء اكثر من ( 110 ) مركز شباب حديث وواسع ومتعدد الاغراض ويحتوي على ساحات وقاعات ومرافق متكاملة لمختلف الاختصاصات الرياضية والعلمية والثقافية والفنية وغيرها.. وبناء اكثر من ( 540 ) مركز للطلائع والشباب في مختلف مناطق العراق.. و ( 20 ) معسكر و ( 20 ) نادي للعلوم و ( 20 ) نادي للثقافة والفنون و ( 24 ) قاعة رياضية مغلقة متعددة الاغراض وعدد كبير من النوادي الرياضية والملاعب والساحات.. وتهيئة مستلزمات تلك المقرات والمراكز والابنية والملاعب من مدربين واداريين وتجهيزات وبرامج ومناهج وغيرها من الامور لكي تكون في متناول يد الشباب. 5. استيراد ملابس الطلائع والفتوة والشباب والتجهيزات الاخرى الخاصة بنشاطاتهم وفعالياتهم التعبوية والرياضية والفنية والثقافية والعلمية وغيرها. 6. تنوع وتعدد وسائل ممارسة الطلبة والشباب لدورهم وحقهم الديمقراطي في عرض ارائهم وملاحظاتهم واقرار برامجهم واختيار قياداتهم بحرية ووفقا لما يقرونه هم.. وقد ساهمت الثورة في تلبية احتياجات المنظمات التي تعنى بذلك في الاتحاد الوطني لطلبة العراق الذي اسسه الحزب في 23-11-1961 والاتحاد العام لشباب العراق الذي اسسته الثورة في 17-9-1972 وذلك عبر اجراء انتخابات ديمقراطية لتشكيلاتها وندوات الحوار الديمقراطي المفتوح وانتخابات القدوة ومؤتمرات البحوث العلمية والجدار الحر وغيرها من الفعاليات والبرامج التي تستهدف بناءهم وطنيا وقيميا وعلميا. 7. مساهمة الطلبة والشباب في بناء الوطن عبر نشاطات وفعاليات تطوعية عديدة منها معسكرات العمل الشعبي في ابو منيصير والخالصة والبساط الاخضر والقدس لنا وابطال القادسية وغيرها, ومجاميع الخدمة التطوعية والروابط الشبابية والنوادي المتخصصة التي تقدم خدمة للمجتمع. 8. مساهمتهم في معارك الدفاع عن الوطن من خلال التطوع في القوات المسلحة ومن خلال معسكرات الجيش الشعبي والمعسكرات الطلابية والشبابية وكذلك من خلال تشكيلات فدائيو صدام.. وغيرها من المساهمات. 9. اهتمام قيادة الحزب والثورة بالمنظمات التي تعنى بهذا القطاع وتوفير مستلزمات نجاحها والاستماع الى ملاحظاتها واراءها ومقترحاتها وكان يجري ذلك من مختلف قيادات الحزب بدأً من الرفيق القائد امين سر القطر الى اعضاء القيادة الى القيادات الحزبية والرسمية الاخرى.. وذلك عبر لقاءات مع القيادات الطلابية والشبابية او عبر زيارات ميدانية للاستماع الى الطلبة والشباب او عبر تلقي القيادة للتقارير التي ترفعها تلك المنظمات حول مجمل الامور التي تنظم حركة قطاع الطلبة والشباب وتتخذ لها الاجراءات. هذا جزء بسيط ومختصر ومركزللجوانب التي تعبر عن اهتمام قيادة الحزب والثورة بهذا القطاع حيث لا يمكن ادراج جميع المفردات التي تعني بهذا الموضوع لتشبعها وتعددها وتنوعها لذلك لا يمكن حصرها في موضوع مركز كهذا. دور الشباب في مواجهة الاحتلالـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلقد واجه العراقيون الغيارى بشجاعة وبسالة قل نظيرها العدوان الامريكي الامبريالي الغاشم وما نتج عنه من احتلال ودمار واثار مروعة على قدر ما تيسر لهم من امكانيات ومستلزمات متواضعة وكانت المواجهة والتصدي للاحتلال بكل الوسائل وقد قدم العراقيون تضحيات جسام وفي مقدمتها استشهاد بحدود مليوني عراقي وكان في طليعة من واجه الاحتلال وما زال يواجه اثاره بكل بسالة حزب البعث العربي الاشتراكي الذي قدم اكثر من مائة وخمسين الف شهيد ناهيك عن التضحيات الاخرى التي لا مجال للتطرق لها الان بالتفصيل ولعل في مقدمتها الاعتقالات الجماعية لمئات الالاف من العراقيين والتي استمرت لفترات طويلة وماكنة الاعتقال والتعذيب والاضطهاد المتنوعة في الاساليب والوسائل وغيرها. ولقد كان للشباب في هذه التضحيات وهم يواجهون الاحتلال بشجاعة وتواصل النسبة الاكبر والاعظم والاقوى لما يمتلكونه من قدرات وطاقات وامكانيات ناهيك عن انهم اعدوا اعدادا فكريا ووطنيا وتربويا اهلتهم لمواجهة العدوان وتقديم التضحيات الجسام دفاعا عن وطنهم ومبادئهم وقيمهم. ونحن لانستطيع هنا ان نعرج على جميع الاسهامات التي قام بها الشباب في مواجهة الاحتلال الحقير واثاره الدنيئة ولكن يمكن لنا ان نسرد اهم تلك الاسهامات : 1. التحاق الشباب في الفصائل الجهادية المسلحة التي شكلها الحزب او المتحالفة معه ضمن اطار جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني والفصائل القريبة الاخرى والقيام بكل ما يقتضيه الواجب الوطني والقومي والاسلامي وتقديم جميع انواع التضحيات من ارواح زكية واموال وغيرها وجهادهم الملحمي في التصدي للمحتلين والانقضاض عليهم وتلقينهم دروسا مريرة. 2. ان هذا العمل الجهادي المتواصل بقيادة الحزب هو الذي حقق النصر على المحتلين واجبرهم على الانسحاب من العراق يجرون اذيال الهزيمة بعد ان تكبد المحتلون الالاف من القتلى والجرحى بالاضافة الى خسائرهم في الاسلحة والمعدات وغيرها. 3. ان جهاد العراقيين وفي طليعتهم الشباب بمواجهة المحتلين كان بامكانيات مادية متواضعة جدا لكن ايمانهم وحماسهم الوطني واندفاعهم للتضحية في سبيل المباديء كان اقوى من الة الحرب العدوانية التي جاء بها المحتلون وبذلك اثبت الشباب العراقي ان ايمانهم اقوى من جبروت المحتلين. 4. سخر الشباب العراقي بايمانهم العالي وعقلهم الراجح جميع الامكانيات المتوفرة المتواضعة لتهيئة مستلزمات مواجهة المحتلين وتدميرهم وطردهم من ارضنا وهذا ما تحقق حيث انتصرنا بفعل ايماننا العميق وعدالة قضيتنا وعظمة جهادنا. 5. ان الشهداء الذين قدموا انفسهم قرابين للوطن هم شباب العراق الواعي والمخلص والمؤمن بعدالة قضيته وقد قدمت العوائل العراقية ابناءها لتحرير العراق وان قسما من تلك العوائل قدمت عشرات من الشهداء من نفس العائلة الواحدة وهم يفخرون بذلك. 6. لقد واجه شباب العراق الواعي المحتلين واذنابهم وعملاءهم بكل الوسائل المتاحة وعبر مختلف الاساليب وما زالوا ان كان في المدرسة او الجامعة او المعمل او الشارع او الاعتصامات او التظاهرات او الاحتجاجات وبشكل يومي ومستمر على الرغم من استمرار الة القتل والذبح التي تقوم بها اجهزة السلطة الصفوية العميلة. 7. قيام شباب العراق وعبرجميع الوسائل المتاحة ان كانت اعلامية او غيرها او بشكل مباشر او عبر شبكات التواصل الاجتماعي برفض كل الاثار المدمرة التي حاول المحتلون ويحاول عملاؤهم الان من ترسيخها باعمال طائفية وتجزئة الشعب الى مجاميع وشلل مبنية على اساس طائفي او عرقي او اثني او تشكيل الاقاليم بغية تقسيم العراق او زرع الفتن بين ابناء الشعب العراقي العظيم وغيرها من الاساليب الحقيرة التي خلفها المحتلون الاميركان وتبناها المحتلون الايرانيون الصفويون بغية اضعاف وحدة هذا الشعب العظيم. 8. اصرار شباب العراق على مواجهة جميع الظروف التي اوجدها المحتلون وعملاؤهم والاستمرار في تحصيلهم العلمي واداء واجباتهم وكشف المفسدين والمزورين والمجرمين. 9. ادامة الاعتصامات التي يقوم بها الشعب العراقي العظيم ضد العملية السياسية التي انتجها المحتلون وهي باطلة شرعا وقانونا وايجاد الوسائل والسبل لديمومتها وتنوع فعاليتها وايجاد النشاطات والبرامج لادامتها. وتشكيل تجمعات شبابية في كل اعتصام بغية تعبئة الشباب للقيام بواجباتهم في ادامة زخم تلك الاعتصامات.واستشهاد اعداد كبيرة من الشباب المعتصمين داخل ساحات الاعتصامات او بالقرب منها وهم يواجهون عدوان السلطة الصفوية الدموية كما حصل في مجزرة الحويجة وديالى والفلوجة وباقي مناطق الاعتصامات. 10. واجه الشباب الة القتل الحكومية ان كانت بشكل مباشر او عبر مليشياتها الجبانة من خلال التفجيرات التي حصلت في الساحات الرياضية واماكن ممارسة الشباب لهواياتهم او في المقاهي الشبابية وكانهم يريدون اذلال شباب العراق ويحذرونهم من القيام باي موقف وطني مخلص. 11. قيام شباب العراق من الطلبة الابطال بتنفيذ اضرابات واعتصامات متعددة في الجامعات والمعاهد والمدارس ترفض العملية السياسية واثارها المدمرةعلى العراق وترفض اجراءات الزمرة الصفوية من تغيير للمناهج واذلال للطلبة والتعسف في التعامل معهم. وبعد ان تناولنا بشكل مركز جدا ما قام به الشباب في مواجهة الاحتلال واذنابه نسال ما هو المطلوب من شباب العراق الان وفي المرحلة القادمة؟؟ ان الشباب هم عماد الوطن وهم قاعدة القوة في الامة وهم يصنعون المستقبل ويحددون ملامحه فمنهم تضخ الطاقات الخلاقة وبسواعدهم نبني الوطن وبعقولهم النيرة نرسم افاق المستقبل لذلك نحن نعول عليهم كثيرا في المرحلة القادمة ان شاء الله. لانهم سيجسدون المباديء التي اعلنتها المقاومة الباسلة التي يقودها الحزب في طرد المحتلين القدامى والجدد وطرد اذنابهم وانهاء جميع ما انتج الاحتلال من اثار وبكافة الاشكال والصيغ والالوان وبناء المجتمع الديمقراطي الوطني الذي تتشارك كل القوى الوطنية الاصيلة في بنائه ورسم ملامح نهضته التي يحددها ابناؤه الاصلاء الانقياء.لذلك تقع على الشباب في المرحلة المقبلة مهام جسام في ادامة زخم المقاومة وايجاد الوسائل المتجددة لادامة زخم مناهضة الاحتلال الصفوي الايراني وتعبئة الجماهير من اقصى العراق الى اقصاه والدفاع عن وحدة العراق بكل مكوناته وترسيخ وتجسيد القيم الوطنية العليا والدفاع عن الوطن وهذا يقتضي تعبئة جميع الطاقات لانجاز عملية تحرير العراق وعودته الى اهله وامته وهذا يقتضي من شباب الوطن ان يديموا نشاطاتهم الوطنية ويتنوعون في مفرداتها ويستخدمون جميع الاماكن والبيئات التي يتواجدون فيها لانجاز هذه المهمة الوطنية العظيمة ونحن على ثقة بقدراتهم وامكاناتهم وبنجاحاتهم التي ستفضي حتما الى انجاز التحرير الكامل لوطننا ولشعبنا ان شاء الله تعالى.