قال " حسن العلوي" وهو نائب في البرلمان العراقي : (إن طبيعة أي حزب حاكم لا تتسع إلا لنفسها ولا تنفع إلا نفسها ولا تخدم إلا نفسها .. أما بقية الناس فليذهبوا إلى أن يقرروا مصيرهم دون غطاء من الدولة .. فكانت التجربة الحالية أقسى ما مَرَ على الشيعة في تاريخهم وهم يرون فقراءهم قد أصبحوا جياعاً ، وأنهارهم قد جفت وأشجارهم تيبست، وجفت الأهوار من جديد، وانحنت رؤوس النخيل في المدن الشيعية .. فيما تم تحالف الحكومة مع المقاولين ورجال الأعمال، وتم تهريب ميزانية العراق ولم يبق منها إلا الفتات لملايين الناس.. إن الشيعة العراقيين هم أكثر تضرراً من أي فئة أخرى لعدم حصولهم على فرص التعليم والعمل بحرية الحركة السياسية، وقد صودرت إرادتهم من قبل مجموعات لم تكن وفية لتاريخها، ولم تكن مخلصة لأئمتها.. وإن الشيعة المستقلين غير الحزبيين يشكلون الأغلبية، أي بنسبة 1-10% من المجموع العام .. وهذه النسبة الكبيرة تستطيع إيقاف الاستئثار والتفرد والتقوقع .. إلخ ). ماذا نستنتج من كلام النائب "حسن العلوي" ، وهو يؤيد خطوة التوافق السياسي بين (الحكيم والصدر) لتصحيح ما يسميه بالمعادلة ؟! أولاً- يتحدث "العلوي" عن وضع الأخوة العراقيين الشيعة بشكل عام، ويشير إلى أنه من الخطأ الاعتقاد بأن كل هؤلاء مسيسون، ويضع نسبة 1-10 % من المجموع العام غير المسيسين، وهي نسبة عالية جداً، تتلاعب بها عصابات حزب (الدعوة) الذي أسسه قادة إيرانيون صفويون، وترعرعت قياداته الوسطى في ظل الاستخبارات الإيرانية، ومعظم عناصره من أصول فارسية، مستغلين حبهم لآل البيت العظام، منفذين المنهج الفارسي الصفوي للسيطرة على الناس ومن أجل التوسع الإقليمي على حساب العرب والمسلمين. ثانياً- يتحدث "العلوي" عن نسبة قليلة من الشيعة الصفويين وهم يشكلون 1-10% يتمتعون بالامتيازات والمناصب والنفوذ، فيما يحرم الباقون وهم كثر، من أبسط مستلزمات الحياة الحرة الكريمة وفي مقدمتها ( الماء الصالح للشرب، والكهرباء، والرعاية الطبية، والتعليم الوطني، ونظافة البيئة، والسكن الإنساني).!! ثالثاً- يتحدث "العلوي" عن هذه النسبة العالية من أخوتنا العراقيين الشيعة، الذين يفرض عليهم الصفويون منهج الـ(تجهيل) المتعمد، بمعنى أن هنالك منهج إيراني فارسي يستهدف إبقاء الجهل مستشرياً بين صفوف إخوتنا العراقيين الشيعة، أينما وجدوا وخاصة في جنوب العراق، وتقييدهم بمنهج تثقيفي واحد وهو (أداء الفروض والطقوس وعدم سماع أي فكرة أو ثقافة وطنية أو قومية أو علم، عدا ما يقوله رجل الدين المسيس والملقن بمنهج الـ(تجهيل)، لأن هذه الجموع من المواطنين إذا ما تنورت بمنطق العقل وبالعلم والإدراك الوطني والقومي، فأن ذلك يشكل خطراً داهماً على منهج إيران الطائفي وسياساتها، ليس في العراق فحسب إنما في أماكن وجودهم في المنطقة، ويجردون النظام الفارسي من أهم وأخطر أسلحتها التي تقوم على أساس طائفي يفرق المواطنين في بيوتهم ويفرقهم في دينهم ويفرقهم في انتمائهم الوطني والقومي، ولا يوحدهم بل يفت في عضدهم .. وكما هو معروف أن طهران في سياساتها تعمل كما يعمل البريطانيون على مبدأ (فرق تسد) .!! إذن .. ما قاله "العلوي" ، هو منهج تغييب العقل تقوده وتنفذه السياسة التي يتبعها النظام الصفوي في قم وطهران .. فتغييب العقل ينتهي بالجهل، وتغييب العقل يقود إلى الامتثال الأعمى، وتغييب العقل يؤدي إلى إحالة الذنب في ارتكاب الموبقات وجرائم القتل باسم المذهب، والمذهب منه براء ، وتغييب العقل يترك الوطن نهباً للعصابات الإيرانية وللتدخل الأجنبي . وعلى أساس هذا الحديث .. يتوجب على أخوتنا العراقيين جميعاً وفي كل أنحاء العراق "سنة وشيعة" وطنيين، الانتباه وعدم الانجرار وراء تلك العصابات لأي سبب كان، ولا أحد يعترض على حقهم في عباداتهم وطقوسهم وفروضهم، والالتفات إلى حقوقهم التي كفلتها إليهم كمواطنين القوانين الوضعية والسماوية، والوقوف بصلابة بوجه كل من يفرط بحقوق المواطنين العراقيين جميعاً وحقوق الوطن، لأن العراق للجميع وليس ضيعة لإتباع إيران من الفرس الصفويين، والعراق وحدة واحدة بكل مكوناته لا يفرقها (أبو ناجي) كما يقولون، ولا يفرقها من في قلبه مرض أعجمي، كائناً من يكون، ولا تفرقها عصابات طهران وقم ، إنما تجمعها الثوابت والقيم ، قيم الأسرة الواحدة وثوابت الوطن الواحد والشعب الواحد إلى يوم الدين .