قبل سنوات لامني أكثر من لائم عندما قلت إن التفجيرات لن تتوقف حتى تزال العملية السياسية وشخوصها، واتهمني أحدهم بأني من أنصار القاعدة، في وقت أكدت له أن القاعدة تقودها حكومة الاحتلال وبزوال هذه الحكومة لا تفجيرات ولا قتل ولا قاعدة سيرى العراقيون. اليوم، أعود لأؤكد أن هذه التفجيرات وهذا القتل اليومي لن يتوقفا أبداً مادام الغرباء يتسلطون على رقاب العراقيين، ومن عجبٍ أن أنهار الدم العراقي الطهور لم تكف عن الجريان ولن تكف، ومع ذلك فإن الحل بيد الضحايا لا بيد أحد، ولكن لا أحد يعلم سر صمت الضحايا على هذا الإجرام اليومي بحقهم. كان العملاء يلقون تبعة كل تفجير على من يسمونهم الارهابيين أو بقايا البعث أو التكفيريين أو الوهابيين، وكان بعض حسني النية يصدقون ذلك، لكن لا مكان الآن لحسن النية، ومن يصدق هذه الادعاءات سيكون من صنف الأغبياء، وليس في شعبنا من يتصف بهذه الصفة، إلا حكومة الاحتلال، وأعضاؤها غير عراقيين، وإنما مستعرقون جمعهم المحتل من الزوايا النتنة والمظلمة في العالم. الآن وقد انكشف كل شيء، وأصبح كالشمس لا تحتاج إلى دليل، لن نلقي اللوم على حكومة الاحتلال، فإبادة العراقيين هي المهمة المناط بها تنفيذها، وهي تؤدي واجبها بنجاح، لكن اللوم علينا نحن القادرين على وقف هذه المهزلة وإعادة العملاء إلى الزوايا النتنة المظلمة التي جمعهم منها المحتل. لا يتوهمن أحد أن الموت اليومي سيتوقف في العراق إطلاقاً، فبقاؤه رهين ببقاء وكلاء المحتل وعمليتهم السياسية، كما أن زواله رهين بزوالهم وإسقاط عمليتهم السياسية المقيتة. وليست الشعوب المنتفضة بأشجع من العراقيين ولا بأشد غيرة على أوطانها من العراقيين، ولكن نأمل أن ينتفض شعبنا سريعاً لأن صبره سيكلفه المزيد من أبنائه يذهبون ضحايا موزعي الموت والدمار بدل الحصة التموينية. الثورة هي الطريق ولا طريق سواها، فالعملاء لا يستحون أنهم عملاء وإنما يفتكون بالشعب علاوة على ذلك، والشعب كله سيكون الضحية إذا استمر صبرنا غير المسوغ عليهم