كلما بانت عورات الاحتلال ووكلائه لجأوا إلى قرارات تستهدف حزب البعث العربي الاشتراكي، وآخرها قرار تجريم أعضائه، وهم بذلك لا يستهدفون البعث بعينه، بل يستهدفون الشعب برمته. قبل سنوات قلت إن الاحتلال ووكلاءه سائرون لتحقيق هدف إبادة شعب العراق وأثبتت الأيام والقتل اليومي والتفجيرات والاغتيالات والتكاثر الأميبي للميليشيات ذلك، وسيكون قرار تجريم البعث كالمادة 4 ارهاب ينهون به حياة كل من لا يرضى عن وكلاء الاحتلال ومن دافع عن العراق في الحرب العراقية الإيرانية، وأذكركم بالتعهد الذي قدمه المقبور عبد العزيز الحكيم إلى وليه الفقيه خامنئي في بداية الاحتلال بتصفية جميع من شارك في الحرب ضد إيران حتى ولو بالعاطفة، لا بحمل السلاح فقط. تجريم البعث وغيره من التسميات التي تنم عن حقد دفين على شعب العراق هدفه التوسع بإبادة العراقيين، فلم يكف الاحتلال وعملاءه رقم ثلاثة ملايين شهيد عراقي خلال عشر سنوات من الاحتلال، ويريدون تعظيم هذا الرقم، لأنهم يعرفون أن العراقيين ضاقوا بهم وبجرائمهم ذرعاً ووعى حتى من أيدهم في بداية الأمر أنهم لا يستهدفون غير الشعب، ودليلي على ذلك أن شهداء القادسية لم يكونوا بعثيين جميعاً، بل كانوا عراقيين غيورين دافعوا عن وطنهم، وعندما جاء وكلاء الاحتلال ألغوا الامتيازات التي كانت تتمتع بها عائلاتهم وحولوها إلى من قتل من المستعرقين وهو يحارب العراق في جبهة أعدائه. الشعب كله مستهدف بتهمة أنه كله بعثي، وكل من يقول بغير ما يقول المحتل ووكلاؤه بعثي، وكل من يرى أن هؤلاء الوكلاء، وإن ادعوا انتماءهم لعشائر أو مذاهب عراقية كريمة، حالة غير أصيلة في وطننا وأن مصيرهم الطرد من العراق، هو بعثي، وأن كل من يدافع عن العراق سيكون بعثياً في نظرهم، ومع أن ذلك شرف لم ينله أي حزب في التاريخ أن يكون كل من يحب بلده منه، إلا أن الهدف من هذا الاتهام هو توسيع إبادة العراقيين. واقرأوا معي هذا الخبر الذي نشرته وسائل الاعلام في العراق: "علمت مصادرنا أن الأجهزة الأمنية بصدد البحث عن خلايا أسماها دولة رئيس الوزراء بالأفاعي والحيتان، ويقصد صغار البعثيين ومن يتعهد بتوجيههم فقد تأسست خلية في ميسان تحمل اسم ( الدفاع عن حقوق الصحفيين ) وقد دعمت شخصية اعلامية تنتمي الى تنظيمات حزب البعث المحظور .. هذا التجمع الذي يضم في عضويته بعثيين معروفين من منطقة حي القادرية في ميسان وهذا ما اثار حفيظة وغضب أعضاء في التيار الصدري وقياداتهم وضحايا الانتفاضة الشعبانية المباركة" لماذا يتهم من يدافع عن حقوق الصحفيين بأنه بعثي إذا لم تكن النية مبيتة لاستهداف كل عراقي، ومن يثبت أن أعضاء هذه الخلية بعثيون منظمون ؟ كان البعثيون يقولون خلال سني حكمهم للعراق إن حزبهم والشعب أصبحا حالة واحدة، وأن العراقيين جميعاً بعثيون وإن لم ينتموا، وكان الكثير من الناس يرون في هذا القول مبالغة وتهويلاً، لكن ذلك أثبت مصداقيته عندما استهدف الاحتلال ووكلاؤه العراقيين جميعاً بالابادة بتهمة انهم بعثيون، ولو أن بعض رؤساء العشائر وعلماء الدين والسياسيين ممن يقدسون المال أكثر مما يقدسون الوطن، لكانت مقاومة الشعب أزاحت هذا الكابوس الجاثم على صدر العراق منذ عشر سنوات، ولكن أحمق وغبي من يظن أن مقاومة شعبنا للاحتلال ووكلائه الصغار توقفت وأن جرائم هؤلاء العملاء ستمر من دون عقاب.