الكاتب اللبناني علي المرعبي إسرائيل وإيران المستفيدان مما يحدث في الشرق الأوسط أجرت الحوار في باريس ـ نجاة عبد النعيم ‏:     كما تناول الحوار نظرة شاملة علي الحراك العربي الشعبي والمشروع الذي حاول الغرب احتواءه من خلال إبراز القوي والتيارات الإسلامية التي كانت ترفع لافتات غير دقيقة تعبيرا عن مواقفها السياسية والتي كشفت عن حقيقة مضمونها قبل الوصول للسلطة, كما حدث في مصر ـ مثلا ـ حينما اعترف الإخوان المسلمون باتفاقية كامب ديفيد التي سبق لهم أن عارضوها, وحركة النهضة في تونس بذهاب الغنوشي للاجتماع الذي عقد في الولايات المتحدة بمنظمة ايباك التي هي اخطر تشكيل للوبي الصهيوني . وكما يقول الكاتب المشكلة الحالية في تونس بين المعارضة الوطنية واليسارية والجبهة الشعبية التي تسعي لإيجاد بند في الدستور يحرم التطبيع مع إسرائيل وحركة النهضة ترفض.  أما ليبيا فحدث ولا حرج فلا دولة والميليشيات تفعل ما تشاء هناك. وهذا في حد ذاته ما يريده الغرب بتشويه صورة عروبة الإسلام وشعبيته.فلا ننسي أيضا أن تيار المحافظين الجدد الذي وصل للسلطة بأمريكا مع جورج بوش الأب وضع أطروحات ونظريات لما أسموه الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة أو الفوضى المنظمة . ويضيف المرعبي إذا كان هناك الطموح العربي بتغير المشروع الذي حاول الغرب احتواءه من خلال إسقاط نظرياته التي كان يجهز لها بالمنطقة علي إبراز القوي الدينية الإسلامية, فضلا عن الاعتماد علي دولتين محوريتين بالمنطقة وهما إيران وإسرائيل!.لذلك يتجلي بوضوح دعم إسرائيل وإيران وبشكل واضح لحكومة بشار الأسد,لتلتقيا المصالح,وهو الأمر ذاته لما حدث مع العراق وتستلمه إيران جاهزا . ماذا عن المخطط الأمريكي بالمنطقة ؟ المخطط الأمريكي لتقسيم العالم العربي علي أساس عرقي وديني هو الداعي والمحرك وراء دعوة إسرائيل مؤخرا منذ عامين ونصف العام تقريبا بالمطالبة بان يتم الاعتراف بدولتها كدولة يهودية.حيث أن منظري الامبريالية العالمية يبغون الهيمنة علي المنطقة وتقسيمها الي فيدراليات تحكمها هلامية إسلامية تسقط عروبتها,وحينما تسقط العروبة تظهر تلك الأمراض الطائفية والعرقية . ومن صاحب المصلحة لما يحدث في المنطقة من وجهت نظرك ؟ نعود لنؤكد أن أهم قوتين في المنطقة هما إسرائيل وإيران. لذلك تجلي التدخل الإسرائيلي والإيراني وبشكل واضح في سوريا. وصل التدخل الايراني بالشكل المباشر من خلال الحرس الثوري الإيراني او حزب الله . كيف تري تدخل حزب الله في سوريا ؟ حزب الله هو اخطر مشروع إيراني في المنطقة فلو عدنا للتاريخ القديم ومنذ 2006  لوجدنا ان حزب الله هو مقاولة لحساب إيران والمشروع الإيراني النووي.وان ما حكي قبل سنة حول دعوة نيتانياهو لانتخابات مبكرة تمهيدا لعملية ضرب إسرائيل لإيران أكذوبة وتضليل. وأنا أؤكد على انه من المحال أن تدخل إسرائيل او أمريكا حربا مع إيران. واراهن علي ذلك.إيران وتركيا خارج حسبة تقسيم منطقة العالم العربي. كما أن تدخل حزب الله في سوريا مسألة غاية في الخطورة ولها تداعيات خطيرة مزدوجة على داخل سوريا ولبنان لذلك حاولوا من خلال نفوذهم بلبنان, و اذكر انه في 1976 كان هناك مشروع إقامة دولة للطوائف ألاثني عشرية-الشيعة والدروز والعلوين..الخ- في المشرق العربي ودعوا له نخبة من القيادات من إيران ومختلف البلدان ولكنه فشل . هل تتوقع تحقيق مخطط تقسيم المنطقة ؟ مشروع الشرق الأوسط الجديد مشرع محتوم له الفشل حتي لو نجح لفترة زمنية فستكون قصيرة,وسيفشل أمام حالة النهوض العربي لأنه مع نهوض القومية العربية ستختفي كل هذه الأمراض, ولو رجعنا للتاريخ نجد انه كلما ضعفت القومية العربية تظهر لنا مثل هذه الأمراض, والمخطط الحالي إعادة عهد الأندلس بإقامة إمارات إسلامية. ولكني لا اعتقد نهائيا ان يتحقق ذلك,لان هناك وعي عربي وحراك شعبي وان كان سيأخذ قليل من الوقت,وقد سبق وتوقعت بان الوضع في سوريا سيأخذ بعض الوقت ليس كحال مصر وتونس لان هناك معادلة صعبة أولا وجود إسرائيل ثانيا النفوذ الإيراني ولكلاهما مشروعه في المنطقة العربية, ولأنه وبعد سقوط العراق أصبحتا الدولتين الاقوي في المنطقة.ولا ننسي أن النظام السوري حافظ علي امن اسرائيل 42 عاما .