شبكة ذي قار
عاجل










الحروب بين الدول احتمال قائم في اية ساعة وهي نتيجة لخلافات تعجز السياسات السلمية عن احتواءها ... وقد نشبت الكثير منها وستنشب في المستقبل طالما ان هناك مصالح متناقضة تناقضا صارخا بين الدول وطالما ان هناك نفسا استعماريا تحركه مصالح جشعة في الارض والثروات وغيرها ..... وليكن وصف دخول العراق الى الكويت ما يكون ... وليكن تفسيره وتبريره ما يكون فلم يحصل في التاريخ البشري ان تطابقت اراء ووجهات نظر الاطراف المتحاربة ولا الاطراف المتأثرة بها سلبا او ايجابا، بل ان الطبيعي ان تتوازى المواقف عموما في مثل هذه الحالات. غير ان دخول قوى كبرى وعظمى لصالح طرف من اطراف الصراع وإصرارها على تغيير جغرافية الطرف الاخر وتقسيمه بعوامل قومية عرقية ودينية طائفية وبما يغير من الطبيعة الاجمالية للبلد لا يعني سوى امر واحد: هو ان معادلات الصراع قد اعدت سلفا ليس للانتصار لطرف بعينه فذاك امر قد يقبل ولكن لإنهاء الطرف الآخر كعنوان وكمضمون وككينونة تاريخية. وعليه فان قرارات الأمم المتحدة ومجلس الآمن التي بدأت برفع الاخضاع الملزم للعراق الى احكام البند السابع يجب ان يصاحبها اعادة البلد الى طبيعته السكانية والجغرافية السابقة لغزوه واحتلاله وإلغاء العملية السياسية التي انتجها الاحتلال الذي جاء تتويجا لقرارات مجحفة ظالمة ضد العراق وشعبه، وإلا فان أي قرار يصدر عن الأمم المتحدة او مجلس الأمن فهو ليس للعراق الذي نعرفه والذي اتخذت بحقه القرارات، بل لعراق آخر بلغت درجة اجرام اميركا وحلفاءها وحقدها ضده الى العمل الحثيث على انهاء وجوده كدولة مستقلة موحدة ... فهل كل الدول المتحاربة ينتهي المطاف بإلغاء وجود احدها بعد تدخل غير قانوني لصالح احداها ام ان استهداف العراق كدولة وكشعب كان امرا مبيتا لا علاقة له بمشكلة الكويت اصلا؟ المؤكد ان ردود الفعل على دخول العراق الى الكويت قد كانت ابعد واخطر بكثير من الحدث نفسه مما يؤكد ان كل ما جرى من الكويت هو امر مبيت لتدمير العراق بالاتفاق الضمني او الفعلي مع ايران وأميركا والكيان الصهيوني. وفي الوقت الذي نجد انفسنا مضطرين للتصريح بحقيقة صارخة لا ينكرها إلا الساقطين في شباك التبعية الذليلة لأمريكا ان مجلس الأمن قد استخدم بطريقة مجحفة وغير قانونية لإصدار قرارات جائرة لا علاقة لها قط بموضوع دخول الكويت من قبل الدولة العظمى الوحيدة المستهترة اميركا بل لإنهاء وجود العراق كدولة وهكذا قرار لا يمكن قط ان يتخذ نتيجة صراع بين دولتين ولا بسبب غزو عسكري تقوم به دولة ضد اخرى، بل هو امر مبيت ومعد في دهاليز الظلام وينتظر التنفيذ من سنوات طويلة وهو نتاج صراع عقائدي اكثر تعقيدا بكثير من ازمة بين بلدين كان بالإمكان حلها سلميا ثم حلت عسكريا دون ان ينتهي او يتوقف الاستهداف الجائر الاجرامي. ولا مناص من الاقرار بأن اميركا والصهيونية قد استغلت موضوع الكويت لإصدار قرارات تمنحها الشرعية المزعومة لتدمير العراق تحت ذريعة الكويت ومشكلتها مع العراق وبطريقة لم يسجل لها التاريخ مثيل انهت فكرة مجلس الامن كقوة دولية تستند الى الشرعية الدولية وحولته الى مجرد اداة عبور للإرادة الامبريالية الصهيونية لا اكثر ولا اقل. لماذا اصدرت الولايات المتحدة القرارات الستين ضد العراق؟ لماذا ادخل العراق في البند السابع بعد انسحابه الكامل من الكويت بعد حرب ضروس شاركت فيها 33 دولة بإدارة عسكرية من الولايات المتحدة الامريكية في حرب كونية بكل المقاييس؟ لم انقادت دول العالم سياسيا وعسكريا وإعلاميا لأمريكا في حربها ضد العراق؟ هل صدق العالم كذب اميركا في عدوانية النظام العراقي وامتلاكه اسلحة فتاكة؟ هل صدق العالم ان العراق قادر على افناء اوربا في ظرف دقائق معدودة؟ هل كان نظام العراق الوطني اسؤأ نظام في العالم ويتوجب امتلاك سلطة وشرعية دولية لانهاءه؟ لو افترضنا ان كل الاسئلة اعلاه تفضي الى اجابة واحدة هي نعم .... فلماذا لم تكتف الولايات المتحدة باحتلال العراق عسكريا والحفاظ على وحدته الوطنية وإبعاد أي عامل من عوامل نخر نسيجه الاجتماعي كالعرقية والطائفية التي استخدمتها اميركا كمنهج لإدارة البلاد؟ ونكثف الاجابة في عبارة واحدة: لقد انتجت اميركا او انها مازالت تحاول انتاج عراق غير عراقنا الذي نعرفه وطنا وشعب. ثم لماذا فرض الحصار الجائر 14 عام بعد انسحاب العراق الكامل من الكويت لو كان العدوان معني بأمر الكويت حصرا ؟ ولماذا فرضت مناطق الحظر التي قسمت العراق الى مناطق عرقية وطائفية بعد ان انتهت مهمة مجلس الامن ميدانيا في الكويت بانسحاب الجيش العراقي؟ ولماذا عزلت كردستان العراق عن العراق وهي الجغرافية الابعد من ارض العراق عن الكويت لتشكل كونفيدرالية فوق جمجمة العراق؟ ولماذا استخدمت القوة الغاشمة اثناء الحصار المجرم الذي كسر عظام العراق عدة مرات في الوقت الذي كان فيه العراق غير قادر حتى عن الدفاع عن نفسه عسكريا ولا اعلاميا ولا اقتصاديا بسبب اثار الحصار؟ الجواب :اولا : انتقاما للانتصار العراقي على خميني ونظامه. ثانيا : انتقاما وثارا ورد فعل اجرامي على تأميم النفط العراقي.  ثالثا : ثأرا للكيان الصهيوني وإلغاءا لأي جهد عراقي مشارك للعرب في صراعهم المستمر مع الصهيونية الغاصبة لأرض فلسطين.  رابعا : انهاءا للنهج القومي الثوري التحرري للعرب حيث كان العراق الذي يحكمه حزب البعث العربي الاشتراكي مفصلا من مفاصل الفعل القومي.  خامسا : لتغيير الخارطة الجغرافية والسياسية في المنطقة برمتها لصالح الطائفية السياسية والتطرف العرقي والديني الذي تمثله ايران وتوابعها والكيان الصهيوني  سلاما على نظام العراق الوطني والقومي الذي سيظل تاريخا مجيدا للأمة .. ونبراسا لقواها الخيرة ... وسلاما لعراق كان وسيعيده احرار العراق بإذن الله سيدا مستقلا موحدا ديمقراطيا تعدديا ... ونقول اخيرا : اذا كان مجلس الامن الدولي جاد في رفع الحيف والجور والظلم والعدوانات الغاشمة التي فرضت ووقعت على العراق فان عليه ان يعيد العراق عراقا اولا وقبل كل شيء .. كيف : اولا : الانسحاب الكامل للقوات الامريكية وشركاتها الامنية من العراق  ثانيا : طرد الفرس الذين مكنتهم اميركا من احتلال العراق قبل الانسحاب الامريكي. ثالثا : سحب اليد من العملية التدميرية التي اقامتها اميركا في العراق عام 2003 وأطلقت عليها عملية سياسية. رابعا : تعويض العراق والعراقيين عن الاضرار التي لحقت بهم ماديا ومعنويا .   خامسا : التفاهم فورا مع فصائل المقاومة العراقية . الممثل الشرعي الوحيد , على النقاط اعلاه وسواها من ضرورات اصلاح الخراب المادي على الاقل والاعتراف بالمقاومة العراقية كممثل شرعي للعراق وتركها تقوم بواجبها في اعادة الدولة العراقية الى هياكلها الدستورية والقانونية , المدنية والعسكرية, وإقامة نظام حكم تعددي ديمقراطي لكل ابناء العراق بعيدا عن المحاصصات التي شرذمت البلاد وأفشت البغضاء والعداوة بين اهلها وإنهاء الفساد المالي والإداري والسياسي الذي استشرى وصار سمة من سمات عراقهم الجديد. لا قرارات دولية صائبة وقانونية وعادلة اذا لم يرجع المعتدون العراق الى عراقته وعراقيته الحقة.




الاثنين٢٢ ÔÚÈÜÜÇä ١٤٣٤ ۞۞۞ ٠١ / ÊãÜÜæÒ / ٢٠١٣


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان