استقبلتنا، اليوم، أم الشهداء الإيرانيين من مجاهدي خلق وقائدة المقاومة الإيرانية مريم رجوي في مقر إقامتها في باريس، مع وفود عربية واسلامية. كانت الكلمات التي ألقيت في اللقاء كثيرة ولم تسنح لنا، نحن الضيوف من غير البرلمانيين ورؤساء الوفود، فرصة للحديث، على الرغم من أني قدمت اسمي لأحدى المجاهدات لتوصله إلى رئيس الجلسة، فلم تكن هناك عدالة في توزيع الوقت على الوفود، إذ تكلم السوريون والفلسطينيون والمصريون والأفغان أكثر من غيرهم، ولكن أتيحت فرصة واحدة وفي النهاية للوفد العراقي تقدم للكلام فيها الدكتور محمد الشيخلي، الذي أودعناه اعتراضاتنا على تطاول رئيس الوزراء الجزائري الأسبق أحمد غزالي على النظام الوطني في العراق. ادعى غزالي هذا أن الرئيس الراحل صدام حسين كان ينافس السعودية لكسب ود أمريكا بدلاً عنها ولهذا خاض حربه ضد إيران ودخل الكويت، معتبراً أن النظام الوطني العراقي لا يختلف من حيث الدكتاتورية عن نظام الولي الفقيه الذي يقوده خامنئي!! رفع يده بعض أعضاء الوفد العراقي بنقطة نظام، فلم يأبه بها مدير الجلسة، وخرج عدد من أعضاء الوفد العراقي والوفد الاردني احتجاجاً على هذا التطاول وهذه الإساءة، وكتبت ملاحظة في ورقة إلى الدكتور الشيخلي أن يرد على هذا العدوان لأنه الوحيد الذي سيتكلم منا، على الرغم من أني أعرف أن الدكتور الشيخلي لن تفوته مناسبة كهذه، وطلب المجاهدون من الجميع الهدوء لأن السيد غزالي يمثل نفسه، ولكن النفوس لم تهدأ حتى بعد أن تحدث الدكتور الشيخلي راداً سهام غزالي إلى نحره قائلاً له أن صدام حسين عندما كان يرد غائلة مشروع ولاية الفقيه عن الأمة كنتم تتقافزون بين الخنادق وبقي العراق شامخاً في وجه عدوان نظام الملالي. وترحم الشيخلي في نهاية كلمته على شهداء المقاومة الإيرانية والمقاومة العراقية، ولكنه ما إن قال والرحمة والخلود على الشهيد الرئيس صدام حسين حتى اشتعل التصفيق في القاعة كلها، وكأن الجميع كانت في قلبه كلمات يريد بها الرد على غزالي. وفي فترة تناول طعام الغداء مع الرئيسة رجوي هجم الجميع على غزالي ولاموه على ما قال، وقد قلت له إنك أعطيتني معلومة جديدة عن صدام حسين، فهو تزلف لأمريكا بضربه إسرائيل 39 صاروخاً ولو اجتمع حكام العرب بقضهم وقضيضهم ما استطاعوا إكمال العدد وجعله 40. وندمت أني تحدثت معه، إذ تبين لي أن الرجل مصاب بالخرف ولا يعي ما يدور حوله وأن المجاهدين دعوه لكونه رئيس وزراء أسبق، فهو أجابني بثقة إن صدام حسين لم يضرب إسرائيل ولم يتحرش بها، وإنه لا يعلم بمثل هذه الحادثة أو لا يذكرها. ولا أدري من أين يتسلم غزالي وأمثاله تعليماتهم في تشويه وجه العراق ورجاله ومقاومته الوطنية الباسلة، في وقت يستنفر العراقيون جميع جهودهم للوقوف بوجه نظام الملالي الذي لم يكتف بذبح العراقيين، بل ذبح ضيوفهم مجاهدي خلق في ليبرتي وأشرف .. احذروا أحمد غزالي وأمثاله من المثبطين الذين يقبضون أجورهم عن كل عمل خسيس يؤدونه .. والسلام على الشهداء