عشر سنين عجاف مرّت بسلام مذ غادرت مدينتي بالكمال والتمام حيث ودعتها صاغرا ومرغما كان في ليلة ليلاء وكل شيء تغيّر الا حب ذرات التراب والشمس المحرقه والصمت الرهيب حيث يترقب القدر ماذا سيحصل في بلدتي من تغيير ... الكل صامت صمت الصخر يرنو ويحدق بمقلتيه ماذا تخفي لنا ايها القدر اللعين حصل ما حصل ولسنا في تفاصيله وصدده الان ولكن كان ذالك في السابع عشر من نيسان سنة 2003 وهانذا اعود الى بلدتي واصدقائي واهبط في مطار اربيل لانحني خاشعا اقبل ترابه واسجد لقدسية ارضي اينما تكمن فاربيل مدينتي الحلوه عروسة شمالنا الحبيب وكذا بغداد والبصره وبغديدا لؤلؤة الموصل ومدينة الكنائس وام الكهنة والمؤمنين والشعب الكريم والمضياف موطن كل الطيبين وطأت اقدامي بلدتي العزيزه وفي جعبتي حزمة من اللاءات واخرى مفعمه بايماءات ورضا لاشاهد بغديدا عام 2013 تختلف عنها قبل عشر سنين غبت عنها وكان هذا في السابع عشر من نيسان ايضا وبحساب البيدر والحقل فانا غائب عن مدينتي عقد كامل من السنين دون زيادة او نقصان ... كان الوقت غسقا والشمس لما تزل تخفي خيوطها وقد تجشم عناء السفر شلة من اقربائي واصدقائي سهروا تلك الليلة مترقبين وصولي وبعد عناق واحتضان واستقبال مضيفيّ قفلنا عائدين الى بلدتي والظلام دامس والطيور لازالت في وكناتها وصلنا قصبات وقرى بلدتي وانا التفت يمنة ويسرى محاولا اقتناص اكثر من مشهد لاقارن بين بلدي في الامس واليوم . لم استغرب بما شاهدته من حولي بما حصل في بلدتي من تغيير وتوسع عشوائي غير مدروس ولم تثيرني شوارع وازقة بلدتي وماشابها من ترع وحفريات فهناك مشروع سمي ب(مشروع مجاري قره قوش ) قد مضى على البت فيه اكثر من عام ويشاع بانه سينتهي بعد عامين فلله درك ايتها الحفر يخيل اليك بان قصيدة ابو القاسم الشابي قد انشدت من جديد ( اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ) ( ومن لايحب صعود الجبال ... يعش ابد الدهر بين الحفر ) وهل يستحق ابناء بلدتي الا الذرى وقمم الجبال ؟ لماذا الصراخ عند الالم ؟نعم هناك مساحه كبيره من العمران الكل مستبشر الحركه دؤوبه والنشاط التجاري على قدميه لكن وسط جو من الصخب وسوء الاداره فعند مرورك من شوارع وحفريات بلدتي يجب ان تفتح اكثر من عينين كي لاتدهسك عربه او موتور سايكل يقوده صبي لايحمل اجازة سوق وعليك ان تفتح عيونا اخرى لتفادي السقوط في الخنادق المحفوره بين الازقه كن حذرا من كل شيء وامشي في طريقك بعد ان ترسم علامة الصليب على صدرك وتستسلم للقدر لان الارصفة في شوارع مدينتي الرئيسيه مغلقه بسبب البضائع المكدسه على جانبي الطريق ولاتدري بماذا تصطدم عند الرواح والمجيء. كل شيء وجدته جميلا في بلدتي الحقول نضجت وجنى اصحابها ثمارهم فرحين لكثرة الغله واطنان الحبوب السوق مليء بالسيوله وهم مستبشرون يترقبون ... كنائس بلدتي قد جاوزت العشر والجديد في طرازها الابداع والعظمه بعد ان ابدع فيها معماريو بلدتي ... هذا كله مدعاة للفخر والعظمه . اذا لماذا نصرخ من المك يا قدر اليس معدن ابن بخديدا نفسه ويحمل ذلك البريق ؟ ام اختلفت النفوس او تغيرت بعد ان امتلأت بعضا من الجيوب وتغلغل الفساد في بعض من البؤر وهل بلدتي سائرة في هذا الطريق بعد ان اشتمّت رائحته من المدن الكبيره وبسط الفساد نفوذه ليعم ويشمل ؟ لماذا الصراخ والالم لازال جرحه بسيطا سيتغلب عليه اهلنا ويندمل قبل ان يدمي لاسامح ا لله... في بلدتي رجال طيبيون واوفياء نذروا انفسهم لخدمة هذه البلدهلن يكلوا ولن يملوا وقبل ان يحصل الطوفان ... ولكم الامن والامان اهلي واصدقائي في بغديدا حرصتكم راعية الزروع فهي حاميتكم من كل سوء