يبدو للقارئ من الوهلة الاولى ان عنوان المقال يتسم بالغرابة والغموض والتندر لكن المثل الشعبي يقول ما الغريب الا الشيطان ، والشيطان الملعون هنا هو مايسمى بدولة القانون وزبانيتها القابعين في زريبة المنطقة الخضراء في بغداد حيث بات من المسلم به ان الفساد الذي تفشى ويتفشى في جميع مرافق ومؤسسات الحكومة الخامسة للاحتلال الامريكي الصفوي المزدوج بات امرا لم يعد يقتصر على داخل العراق بل اصبح فسادا عولميا عابرا للحدود والقارات والبلدان فاينما تولي وجهك صوب الجهات الاربع فثمة فساد وسرقات ورشى ابطالها سياسيون وبرلمانيون وحزبيون وموظفون بدرجات عالية هؤلاء هم من ثكل بهم عراقنا الحزين المفجوع وابناؤه الصابرون المجاهدون ،   نعم حديثي هذاسينقلنا الى بلد قصي بعيد كل البعد عن العراق بلد قيل عنه فيما مضى من الزمن قولا طار في الافاق وتردد في الاوطان وهو اطلبوا العلم ولو كان بالصين ويبدو ان الاخوة المؤمنين جدا في مفقس الاحزاب الطائفية الفاسدة وحكومة الدمى المسلطة على رقاب شعبنا المبتلى بعثوا ممثليهم ومريديهم الى الصين لا ليسهلوا على المواطن العراقي المنكوب ببلده وارضه وعيشه الحصول على العلم والمعرفة والكسب الشريف من الصين ، بل فعلوا خلاف ذلك عندما قلبوا المثل وعدلوه وهم الآفاقون الدجالون فاصبح منهجهم قولا وفعلا هو اطلبوا الكسب الحرام والرشى وناصروا الفساد والمفسدين ولو كان ذلك بالصين فما كان منهم الا ان يأسسوا للفساد والمفسدين في اي ارض قربت ام بعدت تطالها ايديهم القذرة وعقولهم المريضة وذممهم السوداء فخلال زيارتي الاخيرة للصين ولقائي ببعض الاصدقاء من التجار والمستثمرين العراقين المقيمين في جنوب الصين الذي تعد بعض مدنه مثل مدينة اييو وكوانزو مركزا تجاريا واقتصاديا نشطا مع العالم الخارجي في مجال الصادرات بما فيها العراق ،   ولدى حضوري مع بعض العراقيين هناك لاحظت احد الاصدقاء من التجار حزينا مكتئبا فقلت له ماذا هناك يا صديقي لم كل هذا الضيق والوجوم الله يساعدنا نحن العراقيون الصابرون بمدننا وقرانا داخل العراق من هول ما نلقي ونواجه كل يوم من افعال اجرامية ووحشية تنفذها عصابات وميليشيات طائفية ، وهنا رد علي قائلا جئنا الى الصين في اقصى شرق العالم ظنا منا النجاة بانفسنا من داء الفساد ومعوقات التجارة والسحت الحرام فاذا بنا نتواجه معه على بعد الاف الكيلومترات هنا في الصين ، وبدأ يقص علينا حكايته مع الملحقية التجارية العراقية في بكين ومعاناة التجار في التعامل معها قائلا قبل بضعة اشهر خرجوا علينا بقرار يقضي بضرورة ان يقوم التاجر بتصديق شهادة منشأ بضاعته المصدرة من الصين للعراق عن طريق الملحقية التجارية واستبشرنا خيرا بذلك لانه ضمان وشهادة على حسن نوعية البضاعة وجودتها مقابل رسوم تبلغ نحو اربعمائة دولار لكل معاملة تجارية واحدة ، وهنا قاطعته بحماس هذا امر جيد لكل من التاجر والمستهلك فما الضرر بذلك ولماذا انت حانق ومتذمر فاردف بالقول قليل من الصبر ياصديقي ليست هذه كل الحكاية لان الملحق التجاري وعصابة الثلاثة لن يفوتوا مثل هذه الفرصة السانحة لتمر دون ان يبتزوا الناس ويسرقوا اموالهم دون حول ولا قوة لدرء الفساد ودفع الضرر عن انفسهم فاجبته بحماس وفضول تقول عصابة الثلاثة هل هذا فلم عالمي جديد خبرني بربك القصة فقال ذهبت الى بكين قبل عشرة ايام لانجاز معاملة لدى السفارة العراقية وملحقيتها التجارية وتجشمت عناء السفر الطويل لاكثر من عشر ساعات بالقطار لكني فوجئت بان السيد الملحق بدأ يسألني عن اشياء بعيدة كل البعد عن متطلبات انجاز المعاملة بدأ يلف ويدور دون ان اخذ منه كلمة حق واحدة فخرجت من القنصلية متذمرا اكلم نفسي فاذا في طريق التقي باحد التجار ممن اعرفهم وبعد السلام استبقني القول اكيد لم تنجز المعاملة فقلت له سبحان الله كيف عرفت فضحك مقهقها وقال لي انتظرني قليلا وسوف اشرح لك ماذا تفعل حتى تنجز معاملتك وبعد لقائي به قال هناك ثلاثة اشخاص فقط هم من يستطيع ان ينجز معاملتك دون تجشم عناء السفر وكثرة المراجعات والطلبات التعجيزية حيث يمكنك ارسالها اليهم بالبريد فقلت له ارجوك وضح ماذا تقصد بالثلاثة قال محاسب او قل اذا شئت حرامي السفارة ويدعى علي ومسؤول ذاتية السفارة واسمه قاسم ابو محمد وهذا لديه قصة عجيبة مع السفير حيث وافق السفير على اسكان ابنه داخل السفارة وتعينه حارس فيها وهذا مخالف تماما لتعليمات وزارة الخارجية اما الثالث فهو لا يعمل بالسفارة ولكن ابوه كان ملحقا ثقافيا في السفارة واسمه احمد حاتم عطية والطلاب العراقيون كانوا يتندرون على ابيه بالقول ملحقية آل عطية لكثرة المنح الدراسية التي سخرها لافراد عائلته في الصين،   واضاف صديقي التاجر عليك ان ترسل معاملتك لواحد من افراد هذه العصابة الثلاثية التي يتزعمها الملحق التجاري مقابل مبلغ لايقل عن مائتي دولار او اكثر بقليل عن انجاز المعاملة الواحدة وبهذا تريح وتستريح فاجبته ولكن في بعض الاحيان يكون بحوزتي اكثر من اربع معاملات وسيكون المبلغ كبيرا نحو الف دولار وهذا ظلم واني سوف اذهب لمقابلة السفير ليساعدنا على حل هذا الظلم والتعسف ، فما كان من صديقي ان ضحك ساخرا وبعد تردد قليل قال السفير غير متفرغ لك ولغيرك ولمثل هذه الترهات فلديه مشاغل ومسؤوليات جسام وهنا التفت نحو مبنى السفارة العراقية في بكين مشيرا بيده اليها رافعا صوته الجهوري يا اخي الا ترى اعمال الصيانة والترميم التي يشرف عليها السيد السفير شخصيا والتي تجري في مبنى السفارة منذ عدة اشهر انه مشغول لا وقت لديه الله يساعده دفع لشركة بناء صينية مبلغ مليونين ونصف المليون دولار فقط اكرر مليونين ونصف المليون دولار لترميم السفارة وجعلها لائقة بالعراق والعراقيين ،   قال صديقي ذلك بلهجة استهزاء وتذمر لا يكاد يخطئ نبراتها المستمع فقلت له كيف عرفت بهذا المبلغ المهول الذي يمكن ان اشيد به عمارة كبيرة في بكين بدلا من مجرد اعمال ترميم وديكورات فقال والله هذا كلام احد الدبلوماسين الذي القاه باذني همسا خوفا من بطش السفير البدري الدكتور عبد الكريم هاشم مصطفى وعصابته في السفارة ، وهنا عليك ان تضع لقب دكتور بين هلالين لانه لا دكتور ولا هم يحزنون فقلت اذا ماهي شهادته فرد بالقول مستهزأ دكتور حمير يا اخي بيطري وحتى انه لم يكمل شهادة البكالوريوس بالحيونة بل ترك الدراسة في الصف الثالث كلية البيطرة وهنا انتهت قصة صديقي التاجر ..   ولدى سفري الى بكين وسؤالي عن اسماء اعضاء لجنة السفارة التي وقعت على عقد الترميم مع الشركة الصينية بهذا المبلغ المهول في الوقت الذي يعاني فيه ما يزيد عن ثلث الشعب العراقي من الفقر المدقع والجوع حتى ان بعضهم يجمع الطعام من المزابل والنفايات، لكني فوجئت ان الشخصين اللذين وقعا على العقد مع السفير الحرامي والوكيل السابق في وزارة الخارجية العراقية هما اثنان من عصابة الثلاثة المحاسب علي ومدير ذاتية السفارة مأمور بدالة وزارة الخارجية السابق الذي اصبح مديرا للذاتية بقدرة قادر المدعو قاسم ابو محمد ،   السؤال هنا اذا كان السفير العراقي في بكين مشغول بعقد صيانة السفارة الذي كلف خزينة العراق المنهوبة اكثر من مليوني ونصف المليون دولار وفق شهادة مطلعين من نفس السفارة اكدوا ان نصف المبلغ او اكثر بقليل يعد بمثابة سحتا حراما وسرقة بينة وسطوا منظما دخل جيب السفير القيادي في منظمة غدر ذلك الانسان الورع والمتدين جدا والمخلص بافراط لاسياده في قم وطهران فمن هذا الذي يحاسب الملحقية التجارية على سرقاتها ورشاها واستغلالها لحاجة المواطن العراقي في الخارج وصدق المثل القائل اذا كان رب البيت على الدف ناقر . فشيمة اهل البيت كلهم الرقص .. وانا لله وانا اليه راجعون