إستضافت إذاعة BEUR FM مساء يوم الثلاثاء 18 حزيران 2013 في برنامج حول الحركة القومية العربية السادة : شارل سان برو المفكر والكاتب الفرنسي، وعلي نافذ المرعبي، وبرنارد درينو الباحث في الشؤون العربية، وذلك بمناسبة مرور مئة عام على المؤتمر العربي الأول الذي عقد عام 1913 في باريس. وقد أوضح الأستاذ المرعبي : أن بداية عصر النهضة التي بدأت مطلع القرن التاسع، كانت نتيجته طبيعية لبعث الإنتماء العروبي، وتحديد الهوية في مواجهة السلطنة العثمانية، والمحاولات الدؤوبة مع وصول التيار الطولوني وخطواته لمسح الهوية العربية. وشرح الأستاذ المرعبي، كل الظروف التي تعرضت لها الأمة العربية آنذاك. وصولاً إلى أخطر وضع الذي تمثل بالاستعمار الغربي المباشر الذي أدى لاحقاً إلى تفتيت الوطن العربي إلى دول ودويلات بموجب اتفاقية سايكس ـ بيكو، وإلى استعمار إستيطاني في فلسطين تنفيذاً لوعد بلفور المشؤوم. وأكد الأستاذ المرعبي: إن نهضة الحركة القومية العربية بدأت في السابع من نيسان 1947 مع إنعقاد المؤتمر التأسيسي لحزب البعث العربي الاشتراكي، والذي كان شعاره : أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، وأهدافه: وحدة ـ حرية ـ اشتراكية. حيث أوضح بإسهاب مضمون الرسالة الخالدة. وإستعاد المرعبي في حديثه مفهوم الإنتماء العروبي، بأنه الهوية والتاريخ والحضارة، واللغة والإسلام، مذكراً ببعض من أقوال مؤسس البعث الراحل ميشيل عفلق منها: سيأتي اليوم الذي سيكون القوميين العرب هم المدافعون الحقيقيون على قيم الإسلام الحقيقية. وأيضاً: "العروبة جسد روحها الإسلام" وفي شرح مطول، أوضح الأستاذ المرعبي أن مفهوم "القومي العربي" لا تعني بالمقابل مفهوم "الوطني الفرنسي" مثلاً، حسب المفهوم السائد في اوروبا. إذ أن القومي العربي هو ذلك الطامح إلى تأكيد الهوية العربية الموحدة، والمنفتحة إنسانياً على باقي شعوب العالم، بينما توصم "الوطني" في اوروبا بالتيارات العنصرية المعادية للآخرين. مؤكداً أن هناك خلطاً مقصوداً في اوروبا بين "القومي" و" الوطني" لأهداف معروفة لنا. ورداً على أسئلة المستمعين، قال الأستاذ المرعبي: ان إدعاءات البعض بأن الأمازيغ والبربر بالمغرب العربي يشكلون عرقية مستقلة، هي محض افتراءات وأوهام زرعها الغرب لدى البعض من هؤلاء الأخوة. وأعطى أمثلة على مواقف الرئيس الأسبق أحمد بن بللا ( الامازيغي ) من مسألة الهوية العربية. كذلك أشار إلى كتاب د. عثمان السعدي ( الامازيغي ) المعنون" الامازيغ عرب عاربة". الذي دحض به كل هذه التأويلات، وأبرز أن اصولهم تعود لهجرات عربية يمنية قديمة قبل الإسلام، مستعرضا التشابه باللغة و العمارة و الموسيقى. وختم الأستاذ المرعبي حديثه: ان نهوض الأمة العربية لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل دولة عربية واحدة، تحقق الحرية للوطن وللإنسان العربي، وتقوم على أسس سليمة من العدالة الإجتماعية.