لو لم تكن للبروفيسور العراقي المناضل كاظم عبد الحسين عباس سوى فضيلة أننا تعلمنا منه الثبات على المبدأ وقول كلمة الحق في هذا الزمن الملوث بالعهر لكفاه فخراً، ولكن للرجل مفاخر كثيرة ليس أقلها أنه يحمل هموم الوطن ومواطنيه في غربته، وآه لو ذاق الذين يتناوشونه بكلام طائفي بذيء ماذا تعني الغربة ؟ الفاشلون في حمل المبادئ لا يروق لهم أن يروا أناساً ناجحين يتقدمون الصفوف في نشر الوعي ضد الطائفية والتفاخر بالمبدأ وتحمل المصاعب ودفع ضريبة هذه المباديء، وهم يعكسون فشلهم وسوء أدبهم وطائفيتهم على الثابتين المخلصين الناجحين، وإلا قل لي بربك متى كانت عشيرة بني حسن العربية فارسية؟ ومتى كان البروفيسور كاظم طائفياً ؟ ولو فرضنا أن للمناضل كاظم عبد الحسين أخ ينتسب إلى أي حزب من أحزاب العملية السياسية، وتلك معلومة تحتاج إلى دليل ممن يسوقها، فهل فقد النبي نوح صفته النبوية لأن ابنه كان من الكافرين المغرقين ؟ مع الأسف ظهرت بيننا فرقة ممن لا يحسنون سوى الشتم والسب لعجزهم عن الحوار ولسوء أدبهم، وهؤلاء أخطر على الوطن من أعدائه، خصوصاً عندما يضعون على بروفايلاتهم صورة رمز عراقي وقومي كبير أو يتسمون باسمه. وكما قلنا إن الطائفيين قليلي أدب وبذيئين أيضاً .. ويعانون من عشو ليلي بحيث لا يرون دينهم وأوطانهم، بل مذاهبهم فقط .. أنا لا أدافع، هنا، عن البروفيسور كاظم فهو لا يحتاج إلى دفاعي لأن كتاباته وسلوكه وسمو أخلاقه وموقفه المعلن وعلمه وجهاده المعروف تصفع كل متطاول عليه على فمه وتخرسه. دم راية عالية أيها البروفيسور العراقي المجاهد ولا يضيرك طنين الذباب ، فهؤلاء لو لم يكونوا من سقط المتاع لقدموا لوطنهم وشعبهم في هذه الظروف الدقيقة ما ينفع بدل التشويش على مسيرة المجاهدين وتناولهم بالشتم والسب والكلام البذيء من دون وجه حق.