صرنا شعباً بكاءً ففي كل يوم في بيوت العراق صوائح ونوائح، وما انفكت عيوننا عن ذرف الدموع وقلوبنا عن الحزن والأسى، ونعرف من يقتلنا وهو يتمشى أمامنا ويتمطى، ونحن كما قال المتنبي : واحتمال الأذى ورؤية جانيه ** غذاء تضوى به الأجسام لذلك وأنا أستقبل اليوم نبأ اغتيال زوجة أخي برصاصات في رأسها فجراً من أشخاص ادعوا أنهم مما يسمى الحرس الوطني، أمام أطفالها الصغار، جاء حزني عليها استمراراً للحزن اليومي الذي امتد منذ التاسع من نيسان 2003 إلى الآن. أية بطولة أن يقتحم مسلحون بيتاً فيه امرأة وأطفالها ويقتلونها؟ أي رجولة يمتلك هؤلاء الأقزام؟ بغداد تعيش أقوى موجة من القتل والتنكيل والاغتيالات ذهب ضحيتها شباب ورجال وشيوخ، وها إن النسوة يشملهن قتل دولة القانون، أيضاً، بيد عصاباتها وميليشياتها، وسنرى العجب العجاب وستستمر الصوائح والنوائح إلى مدى لا يعلمه إلا الله إذا لم يثأر هذا الشعب لنفسه وينظف أرضه من فايروسات الاحتلال التي لم نسمع يوماً أن أحداً منها قتل طيلة سنوات الاحتلال. حزننا سيستمر وبكاؤنا لن ينقطع وأسانا لن يتوقف والصوائح والنوائح لن تكف عن الصياح والنواح إذا لم نقف يداً واحدة لنعيد للعراق وبغداد اشراقهما ونتخلص من هذه الوجوه التي فعلت بهما ما لم يفعل المغول والتتار. عصابات أهل الباطل .. سوات .. بدر .. فيلق القدس، وميليشيات لا عدّ لها ولا حصر تعبث بمصير أكثر الشعوب حضارة وشجاعة وصبراً.. فإلى متى الصبر؟ إني أشكر جميع المعزين ولكني أعزى يومياً بأهلي العراقيين منذ أكثر من عشر سنوات وحزني على العراق كله، ولن يغسل هذا الحزن إلا وقفة عراقية جسوراً تنهي هذه المهزلة وتسحق رؤوس الشر التي تذبح العراق وتضع البلاد على الطريق الصحيح .. طريق الحرية العراقية لا الديمقراطية الأمريكية الأكذوبة.. ديمقراطية الطائفية والنهب والقتل والتشرذم والتشتيت والتفريق والتقسيم.