وضع الله الأنبار موضع القائد للحراك الشعبي في العراق لأن الفلوجة من مدنها وهي أول من قاوم الاحتلال وخاضت معركة شرسة باسلة ضد المحتلين جعلت اسمها هو الأشهر في العالم، ثم تبعتها مدن المحافظة حتى أضحت أرض الأنبار أرض مسبعة ترتجف فئران المحتل إما مرت فيها، ثم صارت الأنبار رمزاً للمقاومة العراقية الباسلة التي دوخت أقوى دول العالم وأذاقتها الهوان، وتعلق في رقبتها مصير شعب كامل، وهذا ما جعل أنظار العراقيين تتعلق بها وينتظر العالم منها فعلاً ينقذ العراق من مآسيه التي جلبها الاحتلال ووضع له وكلاء لضمان استمرار هذه المآسي. إن المنتظر والمأمول من أهل الأنبار أن يبحروا بسفينة تحرير العراق إلى شاطئ النصر، وإذا كانت المقاومة الباسلة ضد وكلاء الاحتلال بدأت، الآن، فيها بنحو محدود، فإن توسيع قاعدة هذه المقاومة ومساحتها سيلهب المدن المنتفضة الأخرى، وسيرخي قبضة القوات الأمنية عن أخوتهم في جنوب العراق ووسطه ليقوموا معهم، فلن يتحقق التحرير إلا من الجنوب، وقبول توبة من يتوب ممن يدافع عن لقطاء العملية السياسية الساقطة واجبة، كما أن ضرب من يصر على موقفه الخاطئ من الوطن واجب أيضاً. يا أهل الأنبار لقد حباكم الله بهذا الشرف العظيم الذي سيذكره التاريخ كما ذكر المعارك الكبرى في حياة الأمة فلا تفرطوا فيه، واثبتوا وتمسكوا بحبل العراق فأنتم الأقوى وشعبكم معكم. ومن الواجب أن ننبه إلى أن قضية تحرير العراق ليست قضية طائفة أو قومية أو حزب، وإنما هي قضية العراقيين أجمعين أكتعين أبصعين لذلك فإن على فصائل المقاومة العراقية الباسلة إعلان وحدتها فهذه لحظة تاريخية إذا ضاعت ستستمر بعدها معاناة العراقيين عقوداً وربما قروناً وستدخل الأمة بعدها فترة مظلمة جديدة.