أشكال وألوان وأصناف الاعتداءات الإيرانية في منطقتنا تجاوزت كل الحدود، فمن خلايا تجسس في السعودية تابعة للاستخبارات الإيرانية، وشبيهة لها في الكويت، إلى أعمال عنف وتخريب في البحرين. وخارج حدود الخليج العربي، يعبث الحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله التابعة له بالأرض والروح السورية، وفي العراق - حدث ولا حرج - فممثل إيران «نوري المالكي» يتفنن في إرضاء الملالي، فيعذب ويعدم الشباب السعودي - المغرر به - ويتطاول بكل ما أوتي من قوة في إذلال وتعذيب وقتل المعارضة الإيرانية في أشرف وليبرتي، والتي نالت حق اللجوء بأمر دولي من الأمم المتحدة، ويساند نوري المالكي ممثل الأمم المتحدة في العراق «مارتن كوبلر» الذي يُعد التقارير المضللة عن الأوضاع، بحسب أهواء نوري المالكي، وبالصياغة التي تُرضيه! ليس هذا فحسب، بل تحولت البعثة الدبلوماسية العراقية في الأردن إلى ميليشيات و»بلطجية» وما رأيته من مشاهد منشورة على موقع اليوتيوب، في اعتداء سافر بالأيدي على مثقفين ونشطاء سياسيين في المركز الثقافي الملكي، الذي أقامت به السفارة مناسبة باسم «المقابر الجماعية»، وهذه المناسبة أتت كمحاولة استفزاز للشعب الأردني الذي ما زال الشهيد صدام حسين، حياً في قلبه، وهو الشعب الذي لم تُنجسه (الطائفية) فهل سيقبل بمناسبة صفوية تتحدى مشاعر العروبة؟ مع ذلك، من حق من يريد الحضور أن يحضر، ومن حق من يريد أن يعترض أن يتحدث، إلا أن ميليشيات بعثة المالكي ردت على حضورهم «المُسالم» بالركل والضرب وقذف الكراسي! هل هؤلاء دبلوماسيون؟ بجد أسأل! أي أخلاق وأي بروتوكولات تعلموها؟ وحتى بلا كل هذا ألا يفهمون المثل العربي الذي يقول: «يا غريب كُن أديب» أوووه نسيت أن الأمثال العربية لا يتعاطون معها، بذا قد نحتاج إلى مترجم للفارسية يُعيننا بترجمة أو بمثل على هذا الوزن! كتب الشاعر والإعلامي العراقي محمد نصيف الدليمي على صفحته في الفيسبوك، معلقاً على الحادثة : ( كنت قد حذرت الإخوة الأردنيين من عصابة المالكي بأسمائهم، ودعوت للتصدي للنفوذ الإيراني قبل أن يستفحل مرضهم، إذ إن الذي يجري في العراق من فتنة قد ينتقل للأردن الآمن إذا لم تتنبهوا، ويمكنكم أن تتصوروا من خلال سلوك دبلوماسيي المالكي كيف يتصرف سجانوه مع المعتقلين ) .. في هذا الكلام كثير من الحكمة، ونصيحة مُحب، وأضم صوتي للدليمي في تحذيراته لكل الدول العربية، فهذه إيران تعيث فساداً بيننا، وحتى الآن لم يتم اتخاذ أية خطوة ملموسة لإيقاف هذا التدخل الفج في شتى الميادين، سواء سياسية أو اجتماعية وثقافية، وكذلك اقتصادية. إن الأمر لم يعد يحتمل إلا من خلال داوها بالتي هي الداءُ، فالمعارضة العراقية التي تقف وحدها في وجه جور وجبروت المالكي تستحق الدعم والمؤازرة، وكذلك المعارضة الإيرانية التي أعلنت رفضها لحكم الملالي وجرائمه في حق شعبه والشعوب الأخرى، هي كذلك تستحق الدعم والمؤازرة من كل الدول العربية !