بما لايقبل الجدل او النقاش ان للشعوب الحق كل الحق في الثورة عندما تحس بالضيم والظلم من طرف الانظمة الجائرة المستبدة والمتعنصرة والغارقة في وحل التعنصر والطائفية، ونهب الثروات وتسخيرها لخدمة احزابها وتياراتها دون ان تقدم شيئ للمواطن غير الاقوال التي لاتستند الى افعال تذكر،تكون الثورة حقا شرعيا بالنسبة الى الشعوب اذا ما بلغ الانتقاص من الكرامة حدا لا يمكن السكوت عنه. وتستكمل الثورة شرعيتها عندما تتم بطرق مدنية متحضرة وبأشكال نضالية سلمية مثل الاضراب والاحتجاج والمسيرات والمقاطعة والعصيان. ولكي يتم المحافظة على قيم الثورة يجب أن تبنى السياسة الرشيدة على احترام مبدأ الكرامة وعلى معاملة طيبة للناس ومساعدتهم في سبيل تحقيق آدميتهم . وليس من حق الحكام استعمال البطش والغطرسة على المنتفضين الثوارمن اجل انتزاع الولاء من قلوبهم وترويضهم عن طريق التخويف والقمع والرشا لان هذا الترويض لن يبني ولاء دائم للحكومة كما ان التخويف والقمع لن يستمران طويلا لان الباطل مهزوم دائما والحق هو المنتصر. كل الناس تنكوي بنار هؤلاء الاغبياء والحمقى الذين لا يملكون ذرة علم نافع ولا ضمير شريف يحاسبهم على ما يفعلون بشعوبهم وبلدانهم غير الاستبداد والظلم وانتهاك حقوق الانسان. وللاسف الشديد ان وطننا العربي صار ساحة صراعات سياسية وطائفية تافهة بسبب احزاب تتسلم السلطة ولاتتحمل اية مسؤولية اخلاقية عن مستقبل البلاد ومصيره وعن هذا الشعب الذي ذاق الويلات نتيجة سياسات حكامه وارتباطاتهم الخارجية هذه الاحزاب لبست ثوب الطائفية ولكن لااحد من الطوائف والاديان والقوميات او الاقليات يتمتع بالسعادة والكرامة والحرية الكل يضحي وينزف دما، أن من حق الناس ان يعيشوا احرار وان يفتحوا النوافذ والبحث عن اروقة مختلفة والحلم بالحرية والانتصار على القمع والتسلط غير المبرر والتسلح بالثقة والامل للانقلاب على الماسي التي تعانيها الشعوب جراء البطش والغطرسة والتجويع التي تمارسها الحكومات ازاء الجماهير الثائرة ان أهم شعار رفعته الجماهيرالثائرة في وطننا العربي هو احترام الكرامة والعزة وعدم المساس بحقوق الناس في حياة كريمة ، ولذلك من المفروض أن يحصل الشعب الثائر على مبتغاه وأن تتبوأ الكرامة المكانة المركزية ولكن الذي حصل هو العكس من خلال اضطهاد وتعسف وقتل ممنهج ضد الثوار ولن يحصد الشعب الثائر المضحي غير الاذلال والفقروعدم المساوات وتوفير الخدمات من قبل الحكومات ( المتأسلمة ) التي تدعي الاسلام وتنادي بالديمقراطية واحترام حقوق الانسان زوراوبهتانا..!! ما جرى ويجري في العالم العربي في هذه الاثناء ومنذ اكثر من عامين هو حراك شعبي حقيقي من اجل التغيير والانعتاق من التسلط والاستبداد في العالم العربي وقد استطاع بالفعل الشعب العربي من اسقاط اعتى الطغاه في العالم العربي, لكن الذي جرى ان الشعب طرح حقا وحقيقه شعار " الشعب يريد" اسقاط النظام واستبداله بنظام حكم ديموقراطي ودوله لكل مواطنيها وفي المقابل قامت القوى الرجعيه المحليه والاقليميه بالالتفاف على الثورات وتغيير مسارها نحو ايجاد انظمة حكم عربيه جديده تتسم بالرجعيه والتبعيه للغرب وبالتالي الذي جرى في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا هو ان الشعوب ارادت شئ والرجعيه العربيه والامبرياليه الغربيه شئ اخر وقد جرى الالتفاف على الثوره الليبيه بشكل صارخ لتتحول ليبيا الى دولة ميليشيات فاشله من منطلق شعار كاذب اسمه" الديموقراطيه والحريه" والمخزي في الامر ان جامعة الحكام العرب المسماه بالجامعه العربيه كانت وما زالت وكر للعار والخيانه والان اصبحت تحت سيطره المال الخليجي الى حد ان قرارات هذه الجامعه تصب الزيت عنوه على النار حتى تزيد الدمار والخراب في هذا البلد العربي اوذاك .. بعض الانظمة الخليجية الخائنة تاريخيا وعمليا تختطف الجامعه العربيه وتصدر من خلالها قرارات تخدم الرجعيه العربيه والامبرياليه الامريكيه تماما كما فعل هذا النظام وباقي الانظمه العربيه الرجعيه عندما تأمروا على العراق ودعموا الغزو والاحتلال الامريكي للعراق وعن ماجرى وماهو جاري في ليبيا حدث بلا حرج.. الرجعيه والعدميه تقوم اليوم بتدمير واختطاف الثورات العربيه.. يشعر المواطن بإهانة شخصية لفقره وحرمانه من خيرات بلاده وبإهانة وطنية وقومية لأنه يدرك أين وكيف تزهق هذه الأموال وخصوصا على صفقات السلاح التي لن تستخدم إلا لقمعه هو نفسه،ولن توجه الا لصدره لدوس كرامته والقضاء على ثورته وانتفاضته سواء في اقتتال طائفي او مذهبي بين ابناء البلد الواحد اومن خلال الاضطهاد الحكومي ، مئات المليارات أزهقت لاقتناء اسلحة حربية لم تقتل سوى مواطنيهاوليس للدفاع عن كرامة الوطن والمواطن؟؟ نطالب بصحوة عربية شعبية للتصدي لهذه المؤامرات التي تحاك لنا لاغراقنا في حروب طائفية ومذهبية واثنية لتمتد لكل الارض العربية للاجهاز على ما تبقى من مصادر قوة واستقرار ان وجدت في وطننا العربي.!! لا بديل للشعب غير الحوار الجاد، ولا بديل للانظمة الحاكمة غير التنازل لشعوبها بكل جدية، والتخلي عن غطرستها وغرورها، والتيقن بأن التاريخ لن يعود الى الوراء، وان الانتصار على شعب يطالب بالحد الادنى من حقوقه المشروعة في الكرامة والمساواة والعيش الكريم هو قمة الهزائم واكثرها اهانة ومذلة وليعلم الطغاة ان ارادة الشعوب هي المنتصرة على جبروتهم مهما بلغت التضحيات .. فهل يستمر الشعب العربي بالانتافضة والثورة لكرامته وان يتوحد، بأطيافه السياسية والعرقية والمذهبية كافة تحت راية واحدة لمواجهة من خانوه وتخلوا عنه، و مزقوا وحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي لان هؤلاء ذاهبون الى المزابل يلعنهم الله والتاريخ والشعب هو الباقي ..؟