من الواضح ان المؤتمر الصحفي الذي تحدث فيه المالكي عقب انتهاء جلسة لما يسمى بمجلس الوزراء وبحضور صالح المطلك والشهرستاني وبعض وزرائهم، والذي يبدو انه تم الاعداد له على عجل ليسبق الاجتماع الاستثنائي للبرلمان الهزيل مهددا مايسمى لاعضاء مجلس النواب بعدم حضور الجلسة الاستثنائية، يعطي لاي مراقب متابع للاحداث فرصة للاطلاع على حقائق عدة كشف عنها المالكي وسط ضجيج وصخب اعلامي مقصود.. وهستريا لاحدود لها من التهديدات التي جاءت على مسمع ومراى من العالم اجمع بالرغم من علمه ان هؤلاء الامعات" النواب" ان حضروا او لم يحضروا لايقدمون ولا يأخرون، واول تلك الحقائق .. ان المالكي كان يعيش حالة احباط تامة .. رسمت معالمها على ملامح وجهه الكالح ، وبدت جلية لمن اتيحت له فرصة رؤيته وهو يدلي بتصريحاته وتهديداته الطنانة والرنانة الفارغة التي لم تفلح ابدا في صرف الانظار عما كانت تحسه حكومته وادارته من عجز عن كيفية مواجهة ما يحصل في العراق الجريح من هل وفزع وخوف للمواطن من جراء التفجيرات والاغتيالات الممنهجة وبشكل يومي من قبل ميليشيات تابعة للحكومة وتعمل بامرة اجهزتها الامنية، لابقاء المشهد مضطربا لحين انتهاء فترة حكومة المالكي واجراء انتخابات عام 2014 ليبقى على سدة الحكم وهو من يشرف وبيده الوسائل الكاملة لاجراء الانتخابات القادمة دون منافس، كي يتلاعب بعمليات العد والفرز من خلال مفوضية غير نزيهة وليست مستقلة يقودها ويشرف عليها دولة " القانون" لاغير. ان المالكي واعضاء دولة القانون والخانعين لهم من المرتدين والانتهازيين والنفعيين من المسؤولين المدنيين والعسكريين يشعرون بالذهول والتخبط خاصة بعد جرائم الابادة الجماعية التي اقترفوها في الحويجة وجامع سارية والعامرية ومناطق اخرى وفضائح الاسلحة الروسية واجهزة كشف المتفجرات، يحسون ان البساط قد سحب من تحت اقدامهم، لذلك لم يكن غريبا ان يلجأ المالكي العاجز اصلا عن التعامل مع الاحداث .. الى سلسلة التهديدات التي وردت على لسانه السليط وغير المهذب لما يمكن تسميته بانعدام وزن حاول تصريفها من خلال الطروحات العدوانية والسمجة التي لايمكن لاي طرف يشعر بالمسؤولية والانصاف ان يقبلها او يميزها اوحتى يسكت على ما ورد فيها الا من هم على شاكلته. اما الحقيقة الثانية فيمكن اكتشافها بسهولة وذلك من خلال حملة المزاعم والافتراءات والاكاذيب التي حاول المالكي تسويقها ضد البعث واعضاء مجلس النواب من خلال ادعاءات فارغة لااساس لها من الصحة، لان مزاعمه واكاذيبه تصدر من شخص عرف للشعب العراقي وللعالم بانه كذاب ودعي ومنافق .! فكيف ننتظر من شخص يعترف ومعروف بكل هذه الكمية من الاكاذيب ان يكون صادقا في القضايا المهمة التي تستدعي ان يكون المسؤول نزيها وامينا ويعتد بكلمته .. وهي صفات يفتقدها المالكي جميعا ..! اراد المالكي ان يستخدم لعبة الطائفية للاستمرار بالسلطة من خلال الحشد الطائفي الذي يلعب به منذ توليه السلطة ، بعد كل الازمات التي افتعلها مع شركائه بالعملية السياسية الهزيلة كي يخلط الاوراق ويضلل الشعب والعالم بوجود ارهاب وارهابين، لكن الحقيقة ليست اوراق يلعب بها المالكي ونوابه ومن هم على شاكلته .. انها الحقيقة التي يجب ان يعرفها الشعب اليوم وليس غدا ..!!؟