كنت أتمنى أن أن يركز شاعر على فنه الشعري ويدع أمور الشعب للشعب لكي لا يضطر إلى لبس عمامة وصعود منبر والتحدث في أمر أفقده عراقيته وانزلق به إلى الطائفية، مستشهداً بآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة مخاطبا "عشائر أهله في الانبار"، ونحن ما عثرنا في خطابه على ما يشير إلى القرآن أو النبي صلوات الله وسلامه عليه، أو أي خوض في كتب الفقه والدين إلا الآن. ومع أني ضد اختطاف أفراد الجيش والشرطة، لأن هؤلاء أبناءنا وأخوتنا وعراقيين اضطرتهم الحاجة إلى مثل هذا العمل، إلا إذا أشهروا سلاحهم في وجه الشعب واستهدفوه وقتلوه كما جرى في الحويجة، فعند ذلك يجب التصدي إليهم وإيقافهم عند حدهم ومنعهم من أداء "واجبهم المقدس في قتل الشعب"، مع أني ضد اختطاف هؤلاء إلا أني أسأل الشاعر الذي كتب عن اختطاف جنود عراقيين على طريق الـ160 غربي الانبار، مستشهداً بكذاب هو قائد عمليات الانبار، ومترحماً على عميل: لماذا لم نسمع لك صوتاً عندما قتلت سوات القذرة عراقيين في الحويجة والفلوجة وبعقوبة؟ والله ضحكت وأنا أتخيل هذا الشاعر معتمراً عمامة سوداء ويعظ الناس بآيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة، ونحن ما عرفناه مصلياً ولا صائما ولا مخمساً ولا مزكياً. إن واجب صداقة قديمة لهذا الشاعر توجب عليّ أن أقول له : إن الدم العراقي واحد كما العراق لا يُجزأ، فإذا أردت أن تكون عراقياً أصيلاً فيجب أن يكون دم الشعب كله دمك، وأن تنتفض لأي قطرة تراق منه، لا أن تقسم هذا الدم حسب هواك فتدافع عن هذا وتغض النظر عن ذاك.