يؤسفني أن تتناوش سهام السوء العلامة الكبير عبد الملك السعدي، فهذا الرجل النبيل ليس آمر مشجب يمنع السلاح عمن يريد الجهاد، وليس قائداً عسكرياً يحرك الجيوش، والكلام عليه بسوء لا ينمّ عن جهل من يتناوشه بسوء وإنما، أيضاً، عن سوء أخلاقه أو أنه يبحث عن شماعة يُلقي عليها تخاذله ، أو أنه من دُعاة الإقليم وتجزئة العراق وتقسيمه الذي حرمه العلامة السعدي بقوة. العلامة السعدي لم يقصّر في واجبه الشرعي أو الوطني، حاشاه، وجار على شيخوخته وأمراضها وحضر من دار إقامته في الأردن إلى ساحة الاعتصام ودفع بالثورة إلى أمام، وصار رمزاً من رموزها الساطعة، وسوء الأدب في مخاطبته سوء أدب مع ثورة العراقيين. أفتى بإحراق الأرض تحت أقدام من يعتدي على العراقيين، وهو أمر صريح برد عدوان سلطة الاحتلال، فهل من المروءة أن نطلب من شيخ كبير أن يمسك بندقية ويقاتل ونحن نتفرج عليه؟ وإني أطلب من جميع الذين يتكلمون بسوء على العلامة السعدي، وما زالوا، أن يحملوا سلاحهم ويقفوا مع ثوار العراق، الآن، بدل كلامهم الذي يضرّ ولا ينفع، فالرجال الرجال يكتبون بدمائهم، اليوم، تاريخ العراق، وعلى من أراد الخلود والعزة والمجد والكرامة الالتحاق بهم الساعة الساعة .. و ( هذا الميدان يا حميدان ).