قرائي الكرام ! عندما اقول ان وطني فقد حقيقته وخيره وجماله فإن قولي هذا يخص الوطن في ظاهره وفي قشوره، او فيما يعوم على سطحه من زبد وسخ كريه يغطي على ما في اعماقه من درر ولآلئ، ولا يخص الوطن في جوهره ومعدنه الحقيقي. غير ان ما يحصل في هذه الحالة هو ان الشر يغطي على الخير تماما بحيث يصل المواطنون الى حالة ضياع حقيقية، ولا يبقى لهم من ينير لهم درب الخلاص إلا " القلة القليلة "الباقية التي تحمل في داخلها مشعل الخير والأمل، سواء كان ذلك بنضالها او بجهادها المباشر او غير المباشر. اما ما أصاب الوطن فلم يقتصر على بعض من ابعاده التي تأثرت بنيران الأشرار وبحرائقهم، سواء كانت هذه النيران قد جيء بها من خارج الوطن او جاءت من داخله، وإنما طال منظومة الوطن بأكملها، بأبعادها وأوجهها التي لا تحصى، هذه الأبعاد التي يمكن تلخيصها بأبعاد الحقيقة والخير والجمال المعيارية Axiomatique، وكل ما يتفرع منها، والتي تمثل اوجه الوجود الثلاثة الأساسية. كلام موجز عن الحقيقة والخير والجمال : من المعروف ان الفيلسوف افلاطون، وبعد ان تكلم سابقه سقراط عن الفضيلة التي تأتي الى الانسان من علُ، مصاحبة للنفس ذات الاصل السماوي، تكلم هو الآخر بشكل اكثر شمولية وقال ما معناه بأن لكل شيء من الأشياء الكثيرة التي نجدها على الارض ماهيته او مثاله الواحد، في عالم مفترض فلسفيا يسمى عالم المثل او العالم الفوقي، حيث فيه تكمن حقيقة هذا الشيء وخيره وجماله. اما ما نجده على الارض فليس سوى ظل لتلك الحقيقة المثالية السماوية، حيث يكون على كل شيء من الأشياء المتعددة على ارضنا ان يقتبس وسعه من حقيقة المُثُل والنماذج التي يعود اليها، ويأخذ منها حقيقته وماهيته، كما يأخذ منها صفة الخير والجمال التي يحتاج اليها. علما بأننا بتنا اليوم نعرف ان ماهيتنا هي فينا ولا تأتينا من عالم آخر، وكذلك حقيقتنا الانسانية وخيرنا وجمالنا. وهكذا، وبناء على هذه الفلسفة وثوابتها، يكون من المنطق ان يقوم كمال الأشياء، ومنها الانسان، باقترابها من نماذجها الفردية ومثلِها، واقتباسها صفة الحقيقة والخير والجمال من مصدرها المذكور، هذا المصدر الذي نجده في ذاتنا، دون ان نتنكر لعالم السماء الالهي. وهنا ومن باب التنويه فقط نود ان نشير الى ان اللاهوت المسيحي، قبل توما الاكويني، كان لاهوتا مبنيا على فلسفة افلاطون، وعليه كان من الطبيعي ان يتكلم هذا اللاهوت عن الانسان بكونه مخلوقا على صورة الله، هذه الصورة التي كان يرى افلاطون بأنها مركز ومنبع الحقيقة والخير والجمال. كما هو أمر طبيعي ان نتكلم نحنن اليوم عن المعايير الثلاثة والنماذج التي نبني انفسنا عليها، هذه المعايير التي نجدها في ذواتنا وفي مجتمعنا. من الانطولوجيا الى الأنثروبولوجيا : وهكذا ننتقل من الانطولوجيا الى الأنثروبولوجيا، مع طبيعتها البديهية وعلميتها المعروفة. فالإنسان، ذلك الكون المصغر Micro cosmos ماثل امامنا كظاهرة، وما علينا سوى ان ندرس طبيعته دراسة علمية انثروبولوجية وتاريخية وحضارية، ونتعرف عليه في حالات تقدمه وازدهاره وفي حالات ضعفه وتأخره المادي والأخلاقي، وكذلك في حالات رقيه وتوحشه. ومن يدري فقد يكون ما يحدث اليوم في وطننا المنكوب بالاحتلال، وما يجري في عالمنا الواسع، من جرائم ضد الانسانية، ومن انتفاضات ضد هذه الجرائم والمجرمين، احسن تمثيل لأوجه الخير والشر بكل ابعادهما التي تكلمنا عنها. تماثل المعايير الثلاثة وترابطها: عندما نتكلم عن تماثل المعايير الثلاثة الانسانية، انما نشير الى وجود قاسم مشترك بين الحقيقة والخير والجمال، لأن المعايير الثلاثة تخدم الانسان الواحد، في حين ان كل واحد من المعايير يخدم احد اوجه الوجود المختلفة: وجه الحقيقة ووجه الخير ووجه الجمال. ويقينا اننا نجد ترابطا هاما بين المعايير الثلاثة، في جميع الاتجاهات، قد يصل الى التشابك والتلاقي والى الارتباط والاندماج احيانا كثيرة، مع ان كل بعد من ابعاد الوجود وأوجهه يحتفظ بكل خصوصياته المعروفة، الى الدرجة التي يمكن فيها ان يتحول كل موضوع بمفرده الى مقال مستقل. مصاب العراق مصاب جلل : على الرغم من اننا، ومن باب التفاؤل قلنا في المقدمة بأن اصابة العراق لم تكن اصابة جوهرية قاتلة، إلا اننا كنا قد قلنا ايضا ان الزبد الوسخ كاد يغطي على كل اوجه العراق: اي على حقيقته وعلى خيره وعلى جماله، وكذلك على سلامة المنظومة الوطنية بأسرها، وسلامة كل بعد من ابعادها الفردية والاجتماعية. وعليه يمكننا تشبيه ما حصل للعراق بما يحصل لمدينة تلقى عليها قنبلة ذرية فتفقد هذه المدينة والمنطقة المحيطة بها شعبها وعمرانها وطبيعتها وحقيقتها كمنطقة صالحة للسكن، او لأي استخدام آخر، مع ملاحظة ان ما طال العراق من شر قد اصابه في كل ابعاده المادية والروحية، ولم يقتصر على مدينة واحدة فقطن كالتي ذكرناها من باب التشبيه. نظرة عامة الى مصاب العراق : وهنا كان بإمكاننا ان نتكلم عما حدث لحقيقة منظومة العراق الوطنية، من خلال كلامنا عما اصاب كل وجه من اوجهها، بعد الاحتلال ومن جرائه، من تدمير وتشويه، ومن ابتعاد عن الحقيقة والخير والجمال، غير اننا فضلنا ان نجد كلمة عامة جامعة يمكنها ان تعبر عما حدث للعراق في اوجهه الوجودية الثلاثة: وجه الحقيقة ووجه الخير ووجه الجمال، لكي تكون هذه الكلمة جامعة شاملة لكل ما اصاب العراق. اما هذه الكلمة فقد وجدناها منذ ايام الاحتلال الأولى، لا بل قبل ذلك بمدة طويلة، عندما علمنا ان عدونا يحاربنا بسلاح مزدوج، هو السلاح العسكري وسلاح " الفوضى ". ويقينا اننا لن نضطر الى ان نجهد انفسنا مع القراء لنبين لهم معنى الفوضى وحقيقة نتائجها، وذلك لأن القراء قد اختبروا بأنفسهم حقيقة هذه الفوضى التي حلت ببلدنا العراق قبل كل البلدان العربية الأخرى، ثم حلت ببلدان عربية أخرى هي تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا، دون ان ننسى الفوضى التي زرعت في فلسطين، بعد استشهاد السيد ياسر عرفات. الفوضى والحقيقة : من يتمعن في مفاعيل الفوضى في البلدان التي تحل فيها، سوف يعرف تماما، بأنها النقيض الأساسي للحقيقة وللخير وللجمال. غير ان الفوضى تصيب حقيقة المنظومات التي تدخلها، قبل ان تصيب خيرها وجمالها. فالفوضى في جوهرها نقيض التنسيق ونقيض الارتباط ونقيض العلاقة ونقيض البناء. بهذا المعنى تكون الفوضى ايضا نقيض الأخلاق البناءة الحسنة، وتكون نقيض القانون والعدل، ونقيض المحبة ونقيض كل الفضائل المرتبة. والفوضى لا يمكنها إلا ان تكون نقيض السلام ونقيض اي التزام اخلاقي وقانوني وإنساني. ولذلك تكون الفوضى نوعا من العدمية والعبثية، لأنه لا توجد في الفوضى ما هو ثابت ومحترم. وهكذا، وبكل هذه المعاني تكون الفوضى ضد حقيقة الانسان ووجوده، بمقدار تفشيها واستفحالها في نفس هذا الانسان، سواء كان فردا او كان مجتمعا، وسواء كان هذا المجتمع نفسه مجتمعا مدنيا ام دينيا، وسواء كان وطنا ام مجتمعا دوليا. فالفوضى، وبهذا المعنى ايضا، تعيد الانسان الفرد والإنسان المجتمع الى خوائه الأصلي، والى اليم البدائي الذي لا تحده حدود ولا تعلمه معالم ولا يحمل معنى من المعاني غير معنى المجهول المخيف، تماما مثل ذلك العَلَم الأبيض الفارغ الذي اراد المحتل ان يفرضه علينا، ذلك العلم الذي لم يكن يدل سوى على فقدان الوطن لحقيقته وهويته الحقيقية، كما كان يدل على الغموض المريب وعلى ما كان يخفيه ويضمره لنا المحتل من شرور. الفوضى والجمال: اما بعد ان تصيب الفوضى جانب الحقيقة وتدمره فينتقل تدميرها الى جمال الانسان وجمال المجتمع وتقتل كل شيء جميل فيهما، لأن الجمال والحقيقة صنوان متلازمان. فالمعروف ان الجمال هو التنسيق Symétrie والتناظر والتناغم المحبب لدى كل انسان، والذي يريح الانسان جسدا ونفسا، حيث يكون عكسه القبح والنشاز Dissymétrie . طبعا هذا التناسق والتناظر يشمل المادة بأصواتها وبألوانها وبأنغامها المختلفة، كما يشمل الروح ومتطلباته الانسانية والأخلاقية، فضلا عن الأمور المقدسة ذاتها، والتي لم تنجو من الفوضى هي الأخرى. الفوضى والخير : وبما ان الحقيقة تكون دائما وظيفة في خدمة الانسان، مثلما يكون الانسان في خدمة الحقيقة، فان ذلك يعني، ان الحقيقة هي الخير الذي يخدم حياة الانسان، في كل مفردات حياته السليمة، كما يخدم الجمال هذا الانسان، بما يوفره له من هدوء النفس والجسد وتوازنهما وتناظرهما ايضا. اما الخير نفسه فهو كل ما هو ايجابي في الحياة، لأن ما هو ايجابي يمكن ان يخدم الانسان، في حين لا ينتج الوجود السلبي ( نقص ) غير الشر. ماذا فعلت بنا الفوضى الأمريكية : في الحقيقة يصعب علينا تخيل الأذى الذي الحقه المحتلون بالعراق، لأن ما حدث للعراق يعجز القلم عن وصفه. ويقينا ان كلمة الفوضى نفسها، على الرغم مما تحويه من معاني سلبية، غير كافية لوصف ما جرى للعراق وللعراقيين. وعليه فان كلمات كالعدوان والغزو والحرب غير الشرعية، وكلمات اخرى كالحرب الوحشية والحرب النازية وغيرها من الكلمات غير قادرة على وصف ما جرى للعراق الذي صار ركاما في جميع اوجهه وأبعاده، وفقد حقيقته وخيره وجماله، كما سبق ان قلنا من قبل. ومع ذلك فإننا سنبقى مصرين على استخدام كلمة الفوضى بأعلى معانيها للتعبير عما حدث. غير اننا نضيف بعض الصفات الى مصطلح الفوضى مثل الفوضى الوحشية والفوضى الدموية والفوضى غير المسئولة والفوضى غير الانسانية وغير الأخلاقية والفوضى الغوغائية والفوضى العشوائية والفوضى المنظمة، مثلما نقول الجريمة المنظمة، حيث يصير الفوضويون المحتلون اسوأ من المافيا وأسوا من القراصنة وأسوا من اسوأ عتاة العالم، مصاصي دماء البشر. ولذلك نحن نعتقد ان دراكولا ونيرون وهتلر وهولاكو وغيرهم، لم يكونوا سوى رحمة مقارنة بما فعله المجرمان بوش وأوباما وأعوانهما من العراقيين ومن الدول الأخرى بالعراق. ماذا حدث في الواقع : اما ما عملته الفوضى الهدامة المدروسة والمنظمة بالعراق فيمكننا تلخيصه ايضا بكلمة التفكيك الكامل لكل البناء المادي والروحي الذي كان سائدا في العراق، حتى صار العراق خربة ينعق فيها البوم. فما حصل في الواقع، هو ان العراق فقد كل بناه التحتية المادية وفقد سيادته وفقد ثرواته، وفقد وحدته الاجتماعية والوطنية والروحية. وفي الواقع نلاحظ بأن المحتل اسس في العراق منهج الكذب والتضليل عوضا عن الصدق، ووضع الباطل عوضا عن الحق، ووضع العدوان عوضا عن السلام، ووضع الكراهية عوضا عن المحبة والتفاهم، ووضع التخريب عوضا عن البناء، وهلم جرا جرا طويلا. وقد نجح في ذلك مع العراقيين كثيرا، لأن المحتلين كانوا قد هيئوا كل سبل النجاح لفوضتهم. غير ان اخطر ما عملته الفوضى الأمريكية بالعراق هو انها جعلت منه، ارضا وسماء ومياها، بدون معلم وبدون علامة دالة، في حين ان ما جاء به المحتلون من معالم لتكون بديلا عن المعالم العراقية الوطنية كانت مجرد معالم مزيفة وتضليلية، لا تقود إلا الى ضياع وتيه العراقيين، لأن تلك المعالم بقيت بدون تسمية وبدون عنوان، ولذلك فان المحتلين لم يقودوا العراقيين الى اهدافهم المرجوة بل قادوهم الى متاهة لا يعلم سوى الله متى سيخرجون منها، لكي يبقى المحتلون مشغولين بسرقة العراق، دون ان يزعجهم احد. وهكذا نرى ان المحتلين لم يعيدوا العراق الى العصر الحجري الذي هددونا به، منذ ايام الحصار، لكنهم اعادوه الى " التوه بوه " او الخواء الأصلي، عندما كانت الارض خاوية خالية من اي معلم وأية اشارة وأي معنى يهدي الانسان سواء السبيل، ويقوده الى الحياة الطبيعية. لذلك بات انساننا العراقي، لا يعرف الخير من الشر ولا يميز بينهما، ولا يعرف ان يميز بين الحق والباطل، وبين الحقيقة والكذب، كما اصبح هذا الانسان لا يعرف عدوه من صديقه، ولا يعرف صالحة من طالحه، ولا يعرف ما هو الحلال ولا ما هو الحرام، بعد ان صار الشعب ورؤساؤه المدنيون والروحيون لا يميزون بين الاحتلال والتحرير، الى الدرجة التي فقدنا جميعنا حقيقتنا الوطنية مع حقيقتنا الانسانية والروحية بشكل مخيف. وسيلة الفوضويين الى فوضتهم : اما الوسيلة التي استخدمها الفوضويون في تفكيك العراق فهي معروفة. فقد ااستخدم هؤلاء الأشرار السلاح البربري منذ بدء الاحتلال وحتى هذا اليوم، جنبا الى جنب مع عملية شيطنة مستمرة لكل من كانوا يريدون تدميره وسلب سيادته وأمواله. اما هذا الكلام فيعني انهم استخدموا في عملية الانتصار على فريستهم شتى انواع الكذب والتضليل والردع بشكل ميكيافلي وغير انساني. اما الوسائل الأخرى فليست اكثر انسانية من الوسائل التي ذكرناها، ولاسيما ونحن نعرف ان الأعداء، قد انابوا عنهم، جميع الموالين لهم، ليس فقط في عملية شيطنة الوطنيين والأحرار، ولكن في عملية قتل المعارضين وتشريدهم وزجهم في السجون بشتى الأساليب المعروفة التي لا نتطرق اليها. كما استطاعوا تمزيق العراق عن طريق تأليب جماعة على اخرى وعن طريق مساعدة جماعة ضد اخرى، واعدين اياهم بتسليمهم كراسي الحكم، فضلا عن اطلاق يدهم في الكسب الحرام، اذا قاموا بواجب تصفية الأحرار تصفية كاملة. طريقنا الى الخلاص : نظرا للمساحة القليلة الباقية بيدي للكتابة سأحاول ان اوجز الكلام الخاص بهذه الفقرة من المقال وأقول: ان العدو الأمريكي وأعوانه استخدموا احلال الفوضى المنظمة من اجل السيطرة الكاملة على مقدرات العراق مصحوبة بالسلاح العاتي، كما بينا اعلاه. اما العراقيون الأحرار الوطنيون، فليس بيدهم من وسيلة للخلاص من الحالة التي القوا فيها سوى ان يعملوا عكس ما اريد لهم تماما، وفي كل المجالات. فقد اراد المحتل ان يزرع الفوضى في اقتصاد بلدهم، وذلك منذ ايام الحصار وحتى هذا اليوم، ويلقي الفوضى في سياستهم الخارجية والداخلية، ويضع هذه الفوضى في قناعاتهم وثوابتهم، وفي شتى خياراتهم، كما اراد ان يضع الفوضى في عقولهم ومشاعرهم، وحتى في اديانهم. لذلك لا يملك العراقيون وبكل الوسائل، سوى ان يوصلوا المحتلين الى اليأس من النجاح في مشروعهم الفوضوي، وبالتالي الى انتشار الفوضى فيما بينهم، هذه الفوضى التي ستكون فوضى مباركة تنقذ الانسان العراقي من براثن المحتلين، عكس فوضى المحتلين التي جلبت المآسي لهذا الشعب. ويقينا ان هذا العمل المبارك الذي يمكن ان ندعوه بالهجوم المقابل كفيل بإحلال اليأس والخسارة بصفوف المعتدين، ويمنع الضعفاء من العراقيين من الاستجابة الى مشاريع المحتلين الخبيثة، بهذه الحجة او تلك، لأن مثل هؤلاء المعتدين لا يمكن ردعهم الا اذا خسروا كثيرا نتيجة عدوانهم. نعم! وكما قال احد كتابنا الكرام، ان الخسارة هي السبيل الوحيد كي يجعل المعتدين يرفعون ايديهم عن كل المكتسبات الحرام التي حازوا عليها نتيجة عدوانهم، ويلملموا ملفات مشاريعهم العدوانية، بما في ذلك فوضتهم ودستورهم وفدراليتهم ومحاصصتهم وعقودهم النفطية ويهربوا. ويقينا ان ما يعزز قوة العراقيين، ويجعل خسارة الأعداء باهظة لا تطاق، ويمنع تفكيك العراقيين وبقائهم في حالة الفوضى التي وجدوا انفسهم فيها، هو وحدة هؤلاء العراقيين، هذه الوحدة التي نراها على شكل جبهة وطنية، تلتف بالدرجة الاولى، حول ثوابت، لا يمكن لأحد ان يتنازل عنها، وليس بالدرجة الأولى حول اشخاص، الا اذا كان ذلك من باب ضرورة التحرير، لكي تحال الأمور المتحركة الأخرى الى التعددية الحزبية في مستقبل لا يكون بعيدا ان شاء الله. fr_luciendjamil@yahoo.com