رحل الملحن العراقي طالب القرغولي بصمت عن دنيانا في وقت نحن أحوج إلى عطائه وفنه من أي وقت مضى .. لم أتعرف على القرغولي إلا في دمشق، عن طريق الصديق الغالي رباح آل جعفر الذي لم نفلح مرة لا القرغولي ولا أنا في أن نسبقه إلى دفع الحساب، مرة، وكنا نقضي أوقات فراغنا في مقاهيها نلعب النرد، ونصغي إلى القرغولي الذي هو من مواليد العام 1939، وهو يحدثنا عن مسقط رأسه قرية النصر التابعة لمدينة الناصرية، وكيف تشرب فيها حب الموسيقى والغناء وعشقهما، ذلك العشق الذي أنتج لنا، فيما بعد، الأغاني التي ستظل الذاكرة العراقية تحتفظ بها إلى آماد بعيدة، حتى أضحينا لا نذكر الفن الغنائي العراقي إلا وذُكرنا القرغولي كعلامة مهمة وفارقة في تاريخ هذا الفن. ستظل الذاكرة العراقية تحتفظ بـ ( حاسبينك ) ، ( كذاب ) ، ( تكبر فرحتي ) ، ( أتنه أتنه ) ، ( روحي ) ، ( البنفسج ) ، ( آنه وأنت ) ، ( هذا آنه وهذاك أنت ) ، ( راجعين ) ، ( عزاز ) ، ( تايبين ) ، ( آنه من حبيت ) ، ( حنيت الك بالحلم ) ، ( ياحبيبي ) ، ( يا طير الشوق ) ، ( وداعاً يا حزن ) ، ( تعال لحبك ) ، ( يا روحي چذاب الهوى ) ، بالإضافة إلى عشرات الأغاني الوطنية. أجمل اللحظات التي عشناها : رباح وأنا، عندما كان القرغولي يدعونا إلى شقته ويدندن بأغانيه مع العود ويقص لنا قصة كل أغنية. رحم الله القرغولي فخسارة العراق فيه كبيرة، وأتمنى أن يستطيع أحد الكتاب أن يطلع علينا بكتاب يضم سيرته.