الجمعيات والحركات والأحزاب الوطنية والقومية والإنسانية التي تحمل هوية النضال الثوري التحرري سواء كانت ذلك على مستوى العالم أوعلي مستوى الأمة العربية يعرفون جيدا ويدركون تماما أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب تاريخي رسالي ، ويعلمون جيدا بأنه الحزب الوحيد في الأمة الذي يحمل عقيدتها ويؤمن برسالتها الخالدة في الحياة ويعلمون جيدا بأنه حزب يناضل ويقاتل من اجل تحقيق أهداف امتنا العربية الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية . إذن البعث هو ذلك الحزب الرسالي الذي يحمل كل مقومات الحياة والتجدد والتنوير والإبداع ، ولهذا السبب فالبعث المجاهد لم يترك السلاح مطلقاً ، ولم يوقف القتال ، ولم تتوقف مسيرته الجهادية حتى ولو كانت ساعة من نهار معللا السبب في ذلك أيضا أن البعث ليس حزب اعتيادي كما هي الأحزاب والكتل الطائفية الصفوية التي ظهرت بعد الاحتلال ، وإنما هو مؤسسة ثورية ذات عقيدة ورسالة ودور تاريخي يحمل في سفر نضاله الوطني القومي الإنساني أهداف كبيرة وسامية لولادته الطاهرة من شعبٌ ذو هوية مجيدة بأمتها شعباً أنجب جيشٌاً عظيماً وقوات مسلحة باسلة تقودها قيادة فذة وجسوره ومبدعه .. ولهذا السبب فالبعث ورجاله المجاهدين لم يلقوا السلاح أبدا ، ولم يتفاجئوا بالذي حصل ، بل ازدادوا قوة وعزم وإصرار على المضي في طريق النضال والجهاد طريق الرسالة الخالدة الطاهرة بدماء مناضليه ومجاهديه الذين خاضوا في العقود الماضية على المستوى الوطني والقومي ويخوضون اليوم مع الغزاة وعملائهم الصفويين اشرف وأنبل المعارك المقدسة بحيث وصل الأمر بالبعث الرسالي الخالد أن لا يلتفت أو يلوي على شيء غير الصبر والمصابرة والصمود والمطاولة وقتال ملحمي تاريخي للغزاة وعملائهم وجواسيسهم . ولهذا السبب يراه جميع الثوار والمناضلين المتواجدين كل ورقعهم الجغرافية في هذا العالم المسير والأسير بسلاسل النظام الدولي الظالم المتمثل بهيئة ( الأمم المتحدة ) بأنه على الدوام دائم على النضال والجهاد ومتصاعد لأجل نيل حقوق وشرف وكرامة الأمة ومهما غلت التضحيات وطال الزمن ،معللا ذلك أن امتحانه في هذه المعركة وتلك ، إنما هي قدر البعث ومسؤوليته ومن خلفه شعب العراق العظيم وجميع قواه المجاهدة الوطنية والقومية وإلا اسلامية وكل الأحرار في امتنا وفي الإنسانية .. نعم قدره النضالي الجهادي الثوري التحرري لإكمال مسيرة الرسالة ومعركتها المقدسة بثبات وفي كل منعطفاتها التاريخية والتي يحدو ركبها رجال رسا ليون أشداء على الأعداء قدموا ما قدموا لها من اعز التضحيات وأغلاها على الإطلاق ،وخير دليل على ذلك شهيد الحج الأكبر المجاهد الشهيد القائد (صدام حسين وأولاده واكثر من مائة وأربعون ألف شهيد من زهور مناضليه ومجاهديه الأبطال رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته )... ولهذا تنبأ الشاعر قبل خمسين عاماً عن هذه المسيرة الطاهر بالبعث ورجاله الأشاوس من المناضلين المجاهدين عندما قال بالبعث ومناضليه :- سمراء صحرائي ونسري اسمرُ ورسالتي ورق الخلود الأخضر تمر قافلتي حواها أية فهدي ودرب بالنجيع معطرُ لا لن امسح الجرح الشموخ بجبهتي دعه في معركة الرسالة يقطرُ هكذا هو اليوم حال اسود ( البعث وحلفائهم وأصدقائهم في العراق ) ... وهكذا هي معركة الرسالة الخالدة التي يقودها البعث المجاهد المقاوم الثوري التحرري في العراق المحتل بالاحتلال ألصفوي ، والتي أبى أن يتوقف عنها إلا بالتحرير الكامل والشامل والعميق لعراق العروبة والسلام لأنه أهل لها وسينتصر نعم سينتصر بإذن الله مهما قدم ويقدم من شهداء ودماء وتشريد وتهجير وتدمير . ولتعلم الدنيا إن كانت تعلم وان كانت تجهل ذلك ولا تعلم فما عليها إلا أن تتأكد من الغزاة الذين لوثوا ارض العراق الطاهر بالأنبياء والأولياء والصالحين والشهداء ليقولوا لها ( أن مقاومة البعث نفذت بقواتنا الغازية (خمس) عمليات وبالتحديد في اليوم الأسود الثاني لاحتلالنا بغداد ) ... نعم أيتها الدنيا .. لقد نفذ رجال البعث من المجاهدين عدة عمليات كعنوان وصفحة ثانية من صفحات معركته العادلة ، معركة الحوا سم ، (ثلاث) عمليات في محافظة (التأميم) ، وعملية (واحدة ) في قضاء (الحويجة) وعملية (واحدة ) في ناحية (الرياض) وعملية ( واحدة ) في منطقة (الرشاد) ، و(عمليتين) في محافظة (صلاح الدين) ، (الأولى) عند مدخل (تكريت) الشرقي والتي تصدى فيها اسود البعث من أبناء عشيرة (البو عجيل) الباسلة الأصيلة والأمينة على القيم والمبادئ الشريفة للأمة ، والعملية (الأخرى) في منطقة ( بلد) قرب ناحية (الاسحاقي) والذي قتل فيها عدد كبير من العلوج واستشهد فيها عدد من المجاهدين الأبطال ... ثم استمرت العمليات بشكل متصاعد ومتسارع في التوسع لتشمل جميع المحافظات الشمالية والوسط عدا الحكم الذاتي ، ثم توسعت وتوسعت لتنتشر على جميع ارض العراق شمالاً وجنوباً والتي بها حققت الانتصارات الهائلة التي اعترف بها كبارا لمسئولين الأمريكان من السياسيين والعسكريين وما ينشر اليوم من اعترافات كبار المسئولين وما أكدته وتؤكده الكثير من التقارير الاستخبارية والتحليلات السياسية الصادرة من المعاهد الخاصة بالدراسات الإستراتيجية الأمريكية والبريطانية عبر الصحف الرئيسية الأمريكية والدول المتحالفة معها عن هول الصدمة الكبيرة التي صقعت ودمرت الآلية العسكرية وبجميع صنوفها وما تحمل من قوات غازية جراء العمليات الجهادية لمقاومة البعث والمتمثلة بفصائله الوطنية والقومية والإسلامية .. تلك الصدمة والصعقة التي دمرت كل أحلام الغزاة المحتلين وعملائهم ، وهم اليوم في حيرتهم يتخبطون ، والتي أدت بهم إلى اعترافهم جهاراً بفشلهم وخذلانهم مما جعلهم أن يندبوا حظهم واليوم الأسود الذي جاءوا به إلى العراق وحظ من كذب عليهم عندما قالوا لهم ستجدون الشعب العراقي يستقبلكم كمحررين ، ولكن بعد الصدمة المروعة التي صدموا بها مع اسود المقاومة اخذ الغزاة المحتلين يشتمون عملائهم وأذنابهم وجواسيسهم . هناك ثمة سائل يسال : كيف استطاع الحزب إدامة مستلزمات المقاومة وزخمها ؟ ... الجواب : أن معركة البعث الرسالي هي المعركة التي دارت وتدور بين (قطب الشرك والكفر والظلم والطغيان والشر والرذيلة كله في الأرض)والمتمثل بالامبريالية الأمريكية والاستعمار البريطاني والصهيونية العالمية والصفوية الفارسية ومن لف لفهم ... وبين (قطب الإيمان والحق والعدل كله في الأرض متمثلا بالبعث وشعبه وحلفائه وأصدقائه) وليعلم الأعداء قبل الأصدقاء أن البعث هو الشعب ، والشعب هو البعث فكراً وعقيدةً واهدافاً وإرادة ومنهجاً وتقاليد وقيماً رفيعة عالية وسامية .. لقد بلغ عدد المنتمين إلى البعث خمسة ملايين ومائتي ألف عراقي بين عمر (السادسة عشر والخامسة والخمسين) وبهم تدفقت الحياة بالعطاء والإبداع والتجدد . وأن الجيل الذي قاتل وأنتج وتفاعل مع حياة شعب العراق يقع بين عمري الخمسين إلى اليوم الذي ولدته أمه في عام 2003 ... الجيل الذي ولد وفتح عينه وهو في أحضان البعث وشربوا من لبانه الطاهرة الشريفة ... الجيل الذي تربى على عقيدته وقيمه ومنظومة أخلاقه الكريمة أخلاق العروبة والإسلام وقيمها ... الجيل الذي أعده البعث اعداداً مادياً ومعنوياً ونفسياً على امتداد خمسة وثلاثين عاماً لهذا اليوم ... فمقاومة البعث الرسالي الخالدة هي مقاومة الشعب التي قاتلت وتقاتل بروح البعث وبتاريخه ، بماله وأولاده ورجاله ونسائه ، ولهذا السبب حوصرت مقاومتنا من قبل جميع المستويات داخلياً وعربياً ودولياً بحيث لم يصلها أي نوع من المساعدة حتى ولو بالكلمة الطيبة وأصبح وسائل الأعلام (المرئية والمسموعة والمقروءة ) من أبناء عمومتنا العرب أو وسائل الأعلام الغربية والشرقية يطلقون على رجالها الأشاوس بالمسلحين المجهولين وتطلق على قوات الغزو والاحتلال بالقوات الأمريكية أو القوات الائتلاف واخذ العملاء وما لهم من وسائل إعلامية صفوية واسلاموية يطلقون عليها بالقوات الحليفة ،علما أن الدنيا كلها وقفت مع العدو لطمس حقيقة فعلها المقاوم من خلال تغييب دورها .. والسبب في ذلك لأنها تمثل شعب العراق وبجميع طوائفه وأديانه وقومياته الممتدة من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه . .. وليعلم كل أحرار الأمة من مثقفين وإعلاميين وسياسيين: أن من أهم الوسائل التي استخدمها العدو هي (اجتثاث البعث) وتغييب دوره والتعتيم على جهاد فعل مقاومته التي حطمت مشروعه الإجرامي في العراق منذ اليوم الثاني لاحتلال بلدنا ولغاية يومنا هذا وهو وحكوماته العميلة الطائفية الصفوية المصنعة في المصانع الديمقراطية الأمريكية ومرجعيات الدجل الفارسية يلصقون التهم في كل ما يحدث من مقاومة وتصدي بطولي للمحتل وعملائه لجهات ليس لها من الأمر شيء .. كل ذلك من اجل تشويه دور المقاومة العراقية وإظهارها بصيغة ردود فعل لإعمال طائفية وتكفيرية وانتقامية ، حيث يختارون العمليات التي يقومون بها هو أي المحتل الغازي الأمريكي وعملاءه من الأحزاب والكتل والميليشيات الطائفية الصفوية ولغاية يومنا هذا ليتهموا هذا الجبل العنيد بالتفجيرات الدموية المفتعلة من قبل إيران وميليشياتهم الصفوية التي قاتلت الشعب العراقي وجيشه في الحرب العراقية الإيرانية طيلة ثماني سنوات .