في الاسابيع الاولى لانطلاق الاعتصامات في محافظات العراق الثائر بانت فورا ملامح دخول طفيلي يثير القلق على الساحات وأهدافها الوطنية ومطالبها التي هي حقوق لا غبار ولا جدال فيها للعراقيين كلهم بلا استثناء لأنها مطالب تامين وطن سيد مستقل وشعب يتمتع بكل حقوقه التي تتمتع بها كل شعوب العالم في أوطانهم ومنها الأمن والسلام والمشاركة الفاعلة في انتاج التقدم والتطور . ان ما اثار القلق هو دخول معممي ما يسمى بالحزب الاسلامي وإخوان المسلمين وبعض من رماهم نوري المالكي خارج العملية السياسية بعد ان استهلكهم وداس على كرامتهم وشرفهم وهولاء للأسف الشديد يحملون زورا عنوانا كريما من عناوين شعبنا وديننا الاسلامي الحنيف وهو أهل السنة رغم ان جوهرهم لا علاقة له بدين ولا بمذهب مثلهم مثل احزاب الدعوة والمجلس والفضيلة وجيش المهدي وفيلق بدر وحزب الله العراق . اول مظاهر قرف هؤلاء انهم قدموا أنفسهم للمتظاهرين والمعتصمين السلميين على انهم يدافعون وينافحون عن أهل السنة . وفي الوقت الذي حاول هذا الادعاء والناطقين به روحا طائفية بغيضة نتنه لا تليق بالساحات الثائرة وأهلها ومحافظاتها الباسلة ولا تليق بشعب العراق العظيم من جهة ومن جهة اخرى فان الخطاب مزيف كذاب أملط. فهؤلاء دخلوا العملية السياسية في أسابيع الاحتلال الاولى ومع أول انطلاقة تأسيسها في مجلس حكم بول بريمر. انهم جزء من منهج المحاصصة غير ان حصتهم كانت محض فتات ازاء ما منحته الولايات المتحدة لإيران بل ان حصتهم كانت مجرد منفذ للنفوذ الى محافظاتنا ذات التكوين العربي الخالص المتحصن ضد الصفوية الفارسية. لقد كان التواجد الفايروسي لهؤلاء مع ملايين من العراقيين يطالبون بإلغاء الدستور, وهم أنفسهم من تآمر على العراقيين في مسرحية اقرار الدستور سيئة الصيت , وإلغاء قانون الاجتثاث , وهم من كان طرفا من اطراف اقراره في الدستور وكصيغة نازية مشتقة من نفس الدستور, وإلغاء المادة 4 ارهاب , وهم طرف في الحكومة والبرلمان الذي استحدث هذا القانون النازي الشوفيني الاجرامي , والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين , وهم من يثردون الثريد للمالكي وأعوانه في موائد الفجور والنفاق والارتزاق في نفس الوقت الذي يصدر المالكي ووزراءه وميليشياته أوامر الدهم والاعتقال والاغتصاب وذبح السجناء لخلق مساحات تستوعب سجناء ومعتقلين جدد. هذا ببساطة يعني انهم ركبوا موجة الجماهير الثائرة في نصف العراق أو أكثر لهدف واحد فقط هو ضمان حضورهم الرمزي المنافق من جهة وتحسين صورتهم عبر هذا الحضور خضوعا لإرادة ملايين الجماهير التي فرضت مطالب الثورة السلمية. اذن , اعوان العملية السياسية العفنة , ركبوا موجة الثورة ليصلوا عبر ها وعبر معاناة شعبها وتضحياتها الجسيمه لكي يصلوا الى نقطة واحدة ألا وهي : ان الثورة قد حصلت للمطالبة بالإقليم !!! . وان شعب الثورة العظيم هدفه الأهم هو الاقليم !! ولا غرابة في هكذا تخريج لتجار الدين والمذهب فهم متخصصون في الصيد بالمياه العكرة قط لان الزمن الردئ وتشابك الاوضاع واختلاط الالوان ووفرة عوامل التعمية يوحي احيانا بوهم للواهمين . وليعلم الكافرون بالوطن واللاهثون خلف سلطة قذرة تحكمها ايران وأمريكا ان العراق وشعبه لم ولن يكون طائفيا وان احزاب الطوائف هم نتاج الباطل الاحتلالي وهم في كل ما انتجوه وينتجوه بعد الاحتلال الغاشم يثير شفقه وقرف شعبنا وإرادة الشعب جدلا هي التي سيعلو صوتها وفعلها على ابواق الاعلام المصاب بأمراض الطائفية والشرذمة والمحاصصة ومكاسب الباطل .