الحويجة ثورة شعبية لها تداعياتها وافرازاتها ودروسها التي لم تستطع السلطة العميلة ، رغم التآمر والحقد والدسائس الخبيثة التي لم تتوقف الى اليوم، ان تمنع شرارة انطلاقها وتغمطها حقها وتشوه صورتها وتفرغها من دلالاتها ومعانيها الكبيرة ودروسها الهامة ، انها ثورة لن تنسى ولن تخمد جذوتها لانها عمّدت ، وبغزارة ، بدماء الشهداء الاكرم منا جميعاً بعد المجزرة التي نفذتها ، بشكل اساس وبأمر المجرم العميل ( نوري المالكي ) ضد مواطنين عزّل .. قوات ( سوات ) المسعورة ، والتي اعدم فيها الجرحى والاحياء وبطريقة وحشية تحمل ـ مشاركة واعترافاًـ بصمات ايرانية؟ ان الثورة انطلقت ولن تتوقف ـ حسب الناطقين باسمها ـ الاّ بتحرير العراق من سلطة العمالة والقتل والفساد واللصوصية وكنس كل مخلفات المحتل ؟ فساحات الاعتصام قائمة بحماية جيش ابناء العشائر الذي شكل رداً على مجزرة الحويجة وجرائم القوات والميليشيات التابعة للسلطة التي ارعبها قرار تشكيل هذا الجيش ؟ فواصلت بما عرف عنها من عدائية وحقد وغدر.. تآمرها لبث الشقاق ومطاردة واعتقال ابرز القادة والناشطين لانهاء الاعتصامات من خلال العملاء والخونة والمتخاذلين والمرتشين،وبالذات من الشركاء في السلطة اللقيطة ( سياسيين ووزراء وبرلمانيين ؟ ) من دعاة " الاقاليم والتقسيم " ومن خلال " الصحوات وسرايا الاسناد ؟" وهي ذات الاساليب السابقة، ولكنها"لن ولم تؤت اكلها "لان ماحصل هو ثورة شعبية فعلية اندلعت، بعد تراكمات عيل بها صبرالعراقيين، ضد سلطة عميلة مجرمة ، وهي ، رغم استمرار التآمر لوأدها، مازالت صامدة وتحظى بشعبية وتأييد واسع وان لم يكن معلناً بسبب التعتيم الاعلامي والخشية من بطش السلطة؟ ، وبالرغم عما سيحصل في الايام القادمة، فان الثورة، بصمود رجالها الابطال، نجحت في تخطي رهبة ورعب السلطة العميلة ومن يقف وراءها وبالذات حكام طهران، واجتاز صوتها المدَوي جدار العزلة الحديدي ليفضح حقيقة ما يحصل من فضائع وجرائم بشعة في ظل سلطة عميلة ارادتها الولايات المتحدة ان تكون" الانموذج الاكثر ديمقراطية في الشرق الاوسط ؟" وان المخاوف على العراق، رغم محنته وما حل به من هول اكثر من عدوان مدَمر وحصار جائرانتهى باحتلال غاشم عام 2003..ستتبدد طالما وجد العراقيون الشرفاء واهل الغيرة والنخوة والشهامة ،وطالما وجدت المقاومة العراقية الباسلة المتجذرة في الوجدان والتي اجبرت المحتل على الخروج من العراق واثبتت وجودها وفعاليتها على الارض مع قلة وانعدام " الناصر والمعين" ورغم استهدافها ومحاربتها؟ فالثورة والمقاومة في ذات الطريق الجهادي والنضالي الواحد ولا خيار الاً بتوحيد جهودهما للتعجيل بانهاء معاناة شعبنا الصابر وتحرير عراقنا المفدى من السلطة العميلة المهزوزة وكل موبقات ومخلفات المحتل البغيض ، كما ان الثورة قد بددت الوهم من ان العراق قد انتهى و" لن تقوم له قائمة ؟" ،وان العراقيين قد خنعوا وتقوقعوا قطرياً ، وهذا ما هدف اليه اعداء العراق والعرب عموماً وخاصة حكام ايران ومنذ الايام الاولى لقيام نظام البعث الوطني والقومي عام 1968، وهذا ما تفسره الحملة الشرسة المناوئة لكل توجه نحو العرب والتقارب العربي ، وكل ما حصل من مطاردات وتصفيات وتشريد للوطنيين واليعربين وبالذات البعثيين الذي خصوا بقانون الاجتثاث، فالثورة اثبتت من خلال مطالبها واهدافها وشعاراتها وتوجهاتها ، انها ثورة كل العراقيين وانها ضد عمالة الحكام وضد التدخل والوجود الايراني على الساحة العراقية ، وان العراق جزء من الامة العربية رغم هذا الصمت العربي المهين ازاء ما تعرض له العراق وبالذات بعد تسليمه للايرانيين من قبل المحتل الاميركي، كما ان الثورة قد فضحت تبعية السلطة العميلة واحزاب ما يسمى بالعملية السياسية للنظام الايرانى والتدخل الفاضح في الشؤون العراقية وارتباط ذلك بحقيقة الاطماع الايرانية على حساب الامة العربية، وهذا ما تأكد بمشا ركة قوات ايرانية في مجزرة الحويجة واستعداد ايران للتدخل ضد المعتصمين في الانبار حسب تصريحات العميد [ حسين سلامي ] نائب قائد الحرس الثوري الايراني، اذ وصلت قوات جديدة الى العراق، الى جانب قوات فيلق القدس الايراني بقيادة الجنرال ( قاسم سليماني ) ومقره بغداد؟ ، اضافة الى ما يقوم به البلدان من دعم بالرجال والسلاح والمال للنظام السوري؟ وان الرد بمجزرة وحشية على اعتصامات مسالمة والتنكر لمطالب شعبية وانسانية.. قد اكد زيف ديمقراطية سلطة المالكي صنيعة المحتل الاميركي وفضح اكذوبة واشنطن الكبرى بـ " اشاعة الديمقراطيات " في ظل زعامتها للعالم الجديد؟ واخيراً فان ثورة الحويجة هي البداية الفعلية لنهاية حكم جحوش المحتل ونهاية لكل مخلفات الاحتلال ، وكنس للوجود الايراني في العراق.