رفضت دعوة لحضور "ملتقى يضم الصحفيين وكتاب المقال وزملاء المهنة من العاملين في القنوات التلفزيونية والصحف والمواقع الالكترونية ممن لهم الموقف الوطني الثابت والرافض للاحتلال وحكومته العميلة"، كما جاء في كتاب الدعوة. ومن المقرر أن يعقد هذا الملتقى في تركيا، ويراد من هذا الملتقى، أن "يكون تجمعاً وطنياً نستعيد فيه الثقة بقدرتنا على توحيد أصواتنا وموقفنا والكلمة التي تؤدي دورها". لكن رفضي المشاركة في هذا الملتقى جاء بسبب عبارة وردت في الكتاب نفسه بينت أن موافقة الحكومة التركية حصلت على عقده "من خلال التنسيق مع مكتب السيد طارق الهاشمي ـ مع تحفظ البعض عليه ـ إلا أننا لم نجد سبيلاً آخر لايجاد جهة تتحمل نفقات السفر والاقامة بغير ذلك، لتحقيق هذا الملتقى". إني أدعو جميع الزملاء، الذين وصلتهم هذه الدعوة، إلى رفضها، فهذا الملتقى لا يعدو عن أن يكون تسقيطاً للكتاب الوطنيين، إذ كيف يقبل وطني أن يلبي دعوة يعرف أن الأموال التي ستنفق عليه فيها مغمسة بدماء العراقيين، بالإضافة إلى إسهامه في تلميع وجه من الوجوه الكالحة للعملية السياسية؟ وقد تكون وراء الدعوة ما يخفى علينا جميعا بحيث يتم استغلال أسمائنا في مشروع لا نرتضيه لتاريخنا أو لوطننا.. من يدري؟ إن خيار الكتاب الوطنيين هو الثورة ولا خيار سواه، وثورة شعبنا ترفض العملية السياسية وجميع شخوصها، فكيف إذا كان هذا الشخص من أوائل المؤيدين للاحتلال وبذل كل ما يملك من طاقة لخدمة الاحتلال؟ ثم بالله عليكم كيف تذهبون للإقامة في فندق من الدرجة الراقية بينما أسيادنا الثوار يفترشون الأرض في ساحات الاعتصام ولا يعلمون متى تقتحم قوات سوات القذرة عليهم ساحاتهم وتقتلهم كما حدث في الحويجة؟ ولكني أريد أن أعتب على الأثرياء العراقيين الوطنيين، كيف لم يتصدوا للإنفاق على مثل هذا الملتقى الضروري، ويحوجوا منظميه للاستعانة بطارق الهاشمي الذي في رقبته دماء الكثير من العراقيين، مادام عاون الاحتلال وصافحه وخدمه مقدماً الاحتلال على وطنه وشعبه؟ لا تنخدعوا أخوتي الكتاب فحرام أن تبيعوا موقفكم الرافض الذي كلفكم الكثير واكتسبتم بفضله احترام شعبكم وتقديره، بحضور ملتقى إذا كانت نية إقامته سليمة فإن الأموال الذي ستنفق عليكم فيه مشبوهة.وإلى الزملاء الذين مازالوا متحمسين لعقد هذا الملتقى ويدعون زملاءهم لحضوره أقول لهم: اتقوا الله في شعبكم ولا تورطوا زملاءكم فيما سيسود تاريخهم..