منذ انبثاقه منتصف أربعينات القرن الماضي ، واجه البعث العربي كحزب قومي العداء من مناهضي الأمة ، من صهاينة وغرب استعماري ، ناهيك عن الحركات الشعوبية وبعض المتلبسين الإسلام زورا ، حتى شكل هؤلاء طابورا موحد النغمات في النيل عبثا من حزب حمل فكر أمة منهجا ، وأستطاع هذا الحزب رغم حجم العداء المدعوم دوما من أجهزة مخابرات أجنبية وإقليمية ، أن يواجه ويتصدى ، بل يبني تجربة وطنية رائدة في العراق ، كادت أن تقلب موازين القوى حتى تداركها الغرب الصهيوني وحليفته إيران بالغزو والاحتلال والتدمير ، ولما كان البعث ولم يزل أحد أبرز وأهم عناوين المقاومة العربية وأكثرها تأثيرا من حيث كونها تتسلح بفكر رابط لمشاعر العرب أينما وجدوا ، معبرا عن أمانيهم بالوحدة والأنعتاق ، فأن الرهط المعادي حاول جاهدا ، وللحق فقد نجح ، في تجنيد مرتزقة من ألوان وأشكال مختلفة ، بعضها تلبس لبوس اليسار وأخر أعتمر العمامة إلى أخر جوقة المنشدين الذين يقودهم أوركسترا واحد ، تعزف ليل نهار نشيدا توراتيا من مزامير داود لا هم لهم سوى محاولة النيل من البعث ، خوفا من هذا البعث الذي يرفض أن يموت . أنه الرعب إذا من فكر ومنهج يسكن ضمير الإنسان العربي . مؤخرا ظهر علينا ( معتاش ) أخر من رهط المنشدين ، زرزور صغير ، يريد أن يناطح حزبا عجز الصغار المحليين من أمثاله من النيل منه فاضطرت أميركا وبريطانيا أن تأتي بجيوشها وذيولها لتغتال تجربته الرائدة في العراق ، محمد عياش الكبيسي هذا يتجرأ على رموز البعث وقادته ، وسيلة لتبني الطروحات الصهيونية الصفوية بالترويج للأقاليم مدخلا لتقسيم العراق وتفتيته ، السيد زرزور هذا يعيش في واحة الديمقراطية القطرية ومن هناك يغرد ربما من عش ذهبي يليق بوسامته ، لا ندري ولا نريد أن ندري ، لكن عليه أن يفهم هو وكل جوقة المنشدين من ذوي العاهات النفسية الذين توظفهم الدوائر المشبوهة ، أن البعث ليس أسما لحزب فقط وإنما هو ضمير ، ضمير الإنسان العربي ، وأن هذا الضمير ضارب جذوره في الأرض حتى يأذن الله بنصره . لقد جاءت أميركا إلى العراق واستجلبت معها أشرس أنواع الكلاب ، الدوبرمان والشبرد وغيرها ، مكشرة أنيابها لتخيف العراقيين وطليعتهم البعثية ، ماذا حصل ، حمل ألبعثي والعراقي الغيور سلاحه وأذاق أسياد المعتاش العياش مر العلقم ، عليه فأن البعث المقاوم لا تخيفه كلاب الزينة أمثال السيد معتاش . رحم الله شاعر العرب حين قال لأمثال محمد عياش وإضرابه :قوم أذا صفع النعال وجوههم .... شكي النعال بأي ذنب يصفعّ