تعددت الازمات في العراق على مدار سبعة سنوات الماضية ، هي مدة ولاية المالكي على العراق، شهدت العملية السياسية العرجاء تقاطعات عديدة كان الدور الرئيسي فيها المالكي لسعية المحموم لتنفيذ مشروعة الطائفي في العراق، هذا ما قالته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحت عنوان (( لماذا يجب ان يرحل المالكي )) حيث اتهمت المالكي بأثارة الازمات في العراق بسلوكياته واندفاعاته التي جرت البلد الى حافة النهاية مع بوادر صراع طائفي جديد يلوح في الافق يعمل له المالكي حثيثاً ويتحمل مسؤوليته. ان اقدامه على تنفيذ مجزره الحويجة ومهاجمة ساحة الاعتصام السلمية جعلت من العراق يعيش حاله من التوتر الذي ينذر بحرب اهلية , وشعب العراق يتذكروا كل الآلام التي سببتها حكومة المالكي واجهزته القمعية .. يتذكروا ميلشياته التي عاثت فساداً.. يتذكروا تهكمهم واستهزائهم بالناس في الشوارع والسيطرات.. يتذكروا التحرش بالنساء.. يتذكروا ألفاظهم البذيئة للعوائل الامنة.... لقد تحول العراق الى بؤر فساد... تاجروا بالنساء والاطفال.. تاجروا بالأعضاء البشرية.. انتهكوا حرمات البيوت.. انتهكوا كل قوانين الانسانية.. وضعوا العراق في أعلى سلم الفساد والأمية والتخلف ومن جهته وصف مدير موقع غريت ساوثمبنتون بوست المالكي بالشخصية المريضة القائمة على الإجرام والحقد وقال إن طبيعة الثأرية التي تصل إلى مثل هذا المنحدر المرعب في الشخصية، تحول تفكير الانسان إلى مستويات أدنى قد تصل إلى مستوى تفكير الزواحف التي تأكل ضحاياها وهي حية، وأنتهى بالقول إن أمريكا ارتكبت خطأ فادحا في ترك العراق بيد المالكي، عميل إيران الأخطر في المنطقة. وقال مدير موقع غريت نقلا عن وثيقة سربها موقع ويكيليكس مؤخرا وتتضمن ثلاثة أقسام حول التطورات الأخيرة في العراق عقب خروج القوات الأمريكية . وحسب هذه الوثيقة المالكي ردا على عدد من أعضاء حزب الدعوة الذين يشجعون على فصل العرب السنة في أقاليم: (أنا أحكم العراق كله من أبعد نقطة في جنوبه إلى أبعد نقطة في شماله، بما في ذلك اقليم كردستان، فإذا قامت الأقاليم لن يبقى عندي ما أحكمه سوى الجنوب الشيعي المتخلف، وهو المنطقة التي لا أجد صعوبة في حكمها أصلا، فأهل الجنوب أميون يكتفون بأن أقيم لهم كل سنة مراسم أربعينية الحسين وهم بالمقابل يدينون لي بالولاء المطلق. المهم عندي هو كسر شوكة الكرد والعرب السنة فقد آن الأوان لوضع حد لهم إلى الأبد.) وفي قسما اخر حسب الوثيقة فان المالكي ردا على مقترح أعضاء آخرين من حزب الدعوة لمعالجة مشكلة الشراكة الوطنية كبداية حسن نية للم الأطراف الأخرى: ( الشراكة الوطنية في الدرجات الخاصة في وزارات ومؤسسات الدولة العراقية متحققة حسب النسب فالمكون الشيعي يسيطر فقط على 80% وهو يستحق أكثر كونه يمثل الأغلبية الساحقة في العراق و 14% للمكون السني نسبة كبيرة وليس من حقهم المطالبة بأكثر، وكذلك ليس من حق الكرد المطالبة باكثر من حصتهم التي تصل إلى 5.5 % و هناك 0.5% للتركمان و المسيحين و الصابئة و الايزيدين هذا هو توزيع النسب على المناصب القيادية في الدولة العراقية، ومن لا يعجبه هذا التوزيع اليوم فسيعجبه غدا.) ازاء هذا السلوك الذي اتخذ مساراً طائفياً صارخاً في معالجة التحديات الأمنية والسياسية ومجزرة الحويجة التي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى من المتظاهرين العزل شاهد اثبات على المسار الطائفي الذي يتعامل به المالكي. صراعات المالكي طوال ولايتين من حكمه لم تقتصر على معارضيه في الشارع العراقي بل حتى شركاءه في العملية السياسية حيث أكدت صحيفة نيويورك تايمز ان المالكي اقصى شركاءه السياسيين تارة بقانون 4 الارهاب والاخرى بالتلفيق ملفات الفساد. حلفاء المالكي الذين اوصلوه الى سدة الحكم لم يسلم ايضا من مؤامرته حيث اشارت الصحيفة في هذا المجال الى ان العلاقات بين المالكي والاكراد توقف على حد سيف بعد عام من الخلافات التي كادت تفجر مواجهة عسكرية اكثر من مرة. في ظل كل هذه الصراعات لم يغفل المالكي عن دعم المليشيات المسلحة التي بات ذراعه لتسوية معارضيه حتى ان كانوا داخل المعتقلات ليبقى المالكي كما وصفته الصحيفة رجل الازمات الاول في العراق .