نفهم أن يتطاول الكيان الصهيوني على الأمة أو أي من أقطارها لحجم عدائه المتأصل تاريخيا لها ولكل أقطارها ، ولكن ما لا نفهمه هذا السكوت الغريب العجيب من النظام الرسمي العربي وجامعته العربية على هذا العدوان ، وكأن ما زهق من أرواح وما دمر من ممتلكات وما أشاعه من رعب لم يصب قطرا عربيا ، ولم يصب إنساننا العربي في شام العروبة بكل هذا الحقد والسموم التي لم ولن يتجرأ على فعلها الصهاينة لو لم يكن هناك ضوءا اخضرا أكان من الإدارة الأمريكية ، أم من النظام الرسمي العربي ،وبصرف النظر عن رأينا بنظام الحكم في سوريا وعن أي تحليل مهما كانت شدة صوابه أو أي تفسير مهما كانت قوة حجته ،فان قطرا عربيا قد تعرض لهجوم حاقد من عدو الأمة التاريخي الكيان الصهيوني والذي كان لا بد إلا أن تنتخي الأمة بكل نظامها وبكل إمكاناتها لردع هذا العدوان وإجبار الغاصب الصهيوني على عدم تكراره مصلحة للأمة ولنظامها وليس لمصلحة النظام في سوريا ، وبذا لنمهد صاغرين السماح للكيان الصهيوني التدخل حيث يشاء وكيف يشاء بالشأن العربي ، ولنوليه زمام المبادأة والمبادرة في معالجة الأوضاع العربية وليكون عنوانا رئيسيا من عناوين الهيمنة على المنطقة كما ورد في روح مشروع الشرق الأوسط الجديد .يا ترى من المستفيد من كل هذا الذي يجري خلافا لإرادة الجماهير العربية. ما عاد ممكنا السكوت على ما يجري بحق الأمة من اهانات متعمدة وتقطيع مستمر واستنزاف شديد القسوة لكثير من إمكاناتها المادية والمعنوية والروحية ، وما هو في الحقيقة إلا مسعى اتفق عليه ودبر بليل بين أعداءها تتقدمهم الصهيونية العالمية وراعيها الطامع الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في يومنا ،وتطلعهم السيطرة على مقدرات العالم والذي لا يمكن أن يتم بمعزل عن السيطرة المباشرة والإدارة المباشرة للأمة من خلال من عينوا لهذه المهمة ، لما تمثله من فهم وسلوك نقيض لعنجهية الغرب ولما تحويه من إمكانات مادية وروحية جاهزة للتوظيف والاستخدام حال ظهور من هو قادر على توظيفها، وها هم بمسعى مستمر ودؤوب يجربوا الخيار تلو الخيار للوصول لما يحقق أهدافهم بأقل الخسائر ،تنفيذا لهدف إنهاء الأمة وإنهاء دورها وأي تأثير لها على أي صعيد ،وما يخجل أن النظام الرسمي العربي ورغم ما تمتلكه الأمة من كل مقومات المطاولة والصمود والنهوض ، رضي طائعا خانعا لاملاءات الآخرين رغم جحودها وتعسفها وعدائها الواضح للأمة حاضرها ومستقبلها،فإلى أين يأخذنا النظام الرسمي العربي ، وبالأصح إلى متى السكون على هذه الاهانات المستمرة وهذا المستوى الممجوج من روح الخنوع والتسليم بكامل إرادات الأعداء وتمنياتهم ، والى متى القبول في عدم السماع لضمير الأمة وأصوات أبناءها ،وهل هناك من أمل في أن يغير النظام الرسمي العربي من أداءه في غفلة من زمن ، أم أن الموضوع لا يتم إلا من خلال عملية استئصال جذرية لهذا النظام والعمل على أن يقوم الشعب العربي بشبابه وعقلائه ومثقفيه وكل القوى الرافضة لنمط الحكم المتخلف والإدارة الخانع الراكعة فيه بتصحيح الأوضاع وإعادة بناء الذات العربية والمجتمع العربي وفقا لروح الأمة ورسالتها الإنسانية ، وان يتعافى شباب الأمة وأهلها من حالة القنوط التي لازمت اغلب أبناءها ونطلقها مدوية غاضبة لا للخنوع ، لا للركوع لإرادات الآخرين ، لا للقنوط والاستسلام لما يريده الآخرين ، لا لاستمرا النظام الرسمي العربي على تكلسه وتخلفه وانقياده بغباء ونكوص لرغبات الأعداء . الله اكبر حي على الجهاد ، الله اكبر حي على الجهاد