يسقط الحزب وسياسيوه في حفر الافتراق مع الواقع في حالات عدة، غير ان الطلاق القطعي يحصل عادة عندما يتصرف السياسي وحزبه بطرائق تعادي الواقع عداءا سافرا ومن بين ذلك ان تتوسل بسبل لا أخلاقية للوصول الى السلطة. وهذا ما حصل مع حزب الدعوة الاسلامية الذي كان من بين أوائل الأحزاب التي توسلت بالولاء الطائفي العابر لحدود الوطن والممزق لوحدة الاسلام ليكون منهجا عقائديا وفكريا وعمليا للحزب وأعضاءه ثم لجأ بعد سنوات من انطلاقته المنحرفة ليسقطوا في عداء آخر أسوأ من الحفرة الطائفية البغيضة حين توسل بالغزو العسكري والاحتلال الغاشم ليكون غطاءه في الوصول الى السلطة في العراق المحتل. وحاول الحزب جاهدا بعد ذلك ايجاد وسائل التغطية على جريمتيه، الطائفية والخيانية، فانجر بحكم الجفاء التام مع البيئة والواقع الى مزيد من الاجرام والعمالة والخيانة لأن فرض الذات على الواقع عادة ما ينتج عنها المكابرة والإيغال بالروح الاجرامية والتمادي البليد بالممارسات المنقطعة عن أي جذر والعزة بالإثم كممارسة لتسويغ الاجرام والفشل. لقد وصل حزب الدعوة وأعوانه الى السلطة على ظهور الدبابات الأمريكية وهذا عار لن يتخلص منه الحزب الى يوم الدين وعقدة نفسية ستظل تطارد أعضاءه وقيادته الى أبد الابدين، وهو نتيجة طبيعية للافتراق الاخلاقي والغربة الكاملة عن واقع العراق، ثم اضطر الحزب الى ارتكاب المزيد من الجرائم وهو يحاول مصالحة الواقع ليصير جزءا منه بطريقة الاقحام والإرغام واعتماد وسائل غير اخلاقية وقذرة ليحقق هكذا تصالح مستحيل مع بيئة العراق التي لفظته باستمرار لان العراقيين عرب والدعوة فارسي ولان الدعوة عميل والعراقيين وطنيون قوميون الى النخاع, ثم اضطر بعد ذلك الى استخدام أدوات القوة التي باعها له الاحتلال الامريكي الهارب من جحيم العراق المقاوم مقابل أموال طائلة من ثروات العراق وحصص واستثمارات خرافية بثروات شعبنا ومقدراته في ممارسات ساقطة مؤسسة على وهم عتيق يتجدد مبني على ان القوة كفيلة بفرض السلطة غير الشرعية والقبول بها والسكوت على جرائمها وفسادها تحت سطوة ارهابها . ان كل جرائم القتل التي طالت ملايين العراقيين قبل وبعد الاحتلال يتحملها حزب الدعوة الساعي الى السلطة بأي ثمن كان والباحث عن سبل التوافق مع البيئة العراقية التي رفضته وترفضه كحزب طائفي عميل منفذ لأجندات ايران الصفوية الطائفية عبر سبل اجرامية بشعة زادت من افتراقه وغربته عن شعب العراق . ويتحمل الدعوة وشركاءه كل الخراب والتدمير الذي حل بالعراق بسبب الغزو والاحتلال والفوضى العارمة التي اكلت أخضر البلاد ويابسها. ويتحمل مسؤولية اهدار ثروات العراق من نفط وذهب وأموال مسروقة ومحولة الى خزائن ايران وأميركا والكيان الصهيوني ولندن. ويتحمل كذلك معاناة ملايين العراقيين في السجون والمعتقلات النازية التي فتحت أبواب جحيمها بعد الاحتلال واعتبرها عتاة الاجرام في حزب الدعوة وسيلتهم لإجبار الواقع العراقي على القبول بهم عنوة ومعاناة ملايين العراقيين في الغربة الناتجة عن التهجير الداخلي والخارجي ومعاناة ملايين الايتام والأرامل والجياع والمهانين بكرامتهم وشرفهم وأعراضهم المغتصبة بوسائل وحشية صممت في ايران وجربت مع العراقيين الأسرى من قبل الدعوة وعتاة الاجرام والرذيلة محمد باقر وعبد العزيز الحكيم وجلاوزتهم وصارت دليلا خسيسا لمنهج التشيّع الصفوي الإرغامي الاجباري للناس. كان على مجرمي حزب الدعوة أن يتعضوا من نسب المشاركة المتدنية في مهزلة انتخابات مجالس المحافظات في الفرات والجنوب، أي في البيئة والساحة التي ظنوا خاسئين انهم اخضعوها بوسائلهم الاجرامية ونالوا ولائهم بوهمهم الطائفي الخبيث، ولكنهم بدل ذلك اندفعوا الى مزيد من الاجرام والممارسات الطائفية التي يظنون واهمين ان السلطة الاحتلالية وإمكاناتها كفيلة بجعلهم يسودون الواقع وتنهي اغترابهم عنه وعبثية انتماءهم الإرغامي له. هذا الاندفاع الاهوج والتعاطي السياسي الفاشل هو ما جرهم الى تبني الطائفية في مواجهة انتفاضة الشعب العراقي في ستة محافظات هي بغداد والانبار وصلاح الدين والموصل وكركوك وديالى والتي تعاطفت معها جماهير شعبنا بوسائل مختلفة في محافظات الشمال والجنوب عبر وفود عشائرية ودينية وسياسية. ثم بعد ذلك جرهم الى ارتكاب جريمة يبدو انهم لا يقدرون عواقبها داخليا وخارجيا ألا وهي جريمة ابادة المئات من المعتصمين السلميين في ساحة العز والشرف والكرامة في الحويجة بكركوك. ان جريمة الحويجه هي التعبير الشاخص عن دموية حزب الدعوة الايراني وستشكل بكل تأكيد منطلقا شرعيا وقانونيا لإنهاء حقبة الظلام التي ساد فيها عبيد ايران عملاء الدعوة على رقاب شعبنا بعد ان ينالوا جزاءهم العادل على يد شعبنا . وفي نفس الوقت فان ثمن هذه الجريمة لن يكون كما صمموه هم ليكون خطوة متقدمة لفرض التقسيم الطائفي على بلدنا الواحد الموحد منذ الازل لان شعبنا واع وسيحبط مخطط التقسيم بعون الله . ان جريمة الحويجة هي جريمة التنفيذ الميداني لتمزيق العراق طائفيا فضلا عن كونها جريمة سياسية تضاف الى جرائم هذا الحزب المجرم في اطار سعيه المحموم لتطويع البيئة العراقية الرافضة له ولمنهجه الطائفي الصفوي الساعي الى تحويل العراق الى ضيعة تابعة لإيران ونظامها الكهنوتي الأخرق. ان نوري العجمي وأعوانه ما زالوا يعيشون أوهام عصور الاستلاب التي ولت دون رجعة وما زالوا يتخبطون بغباء وبلادة في وسائل اخضاع الناس بالقوة وسطوة السلاح واقعين في وهم أخطر هو ان هكذا جرائم يمكن تمييعها بواسطة الأدوات الاعلامية وأبواقها العالية وبالاعتماد على منطق التزوير والتلفيق والكذب. وهكذا حالة اجرائية تفضحها تفسيراتهم وتهويشاتهم لارتكاب جريمة الابادة الجماعية لساحة الحويجة حيث اعتمدوا على رواية مقتل جندي من قبل مجموعة مسلحة يزعمون انها لجأت الى الساحة. ان هذا الادعاء العاري عن الصحة تفضحه نتائج هيجانهم الحيواني ضد الثورة الشعبية السلمية، وجرائمهم المتكررة بالاغتيالات والقتل العمد واعتقال العديد من المتظاهرين والناشطين في ساحات الاعتصام خلال الاشهر الثلاثة الماضية، ويفضحه ايضا لغة التهديد والوعيد التي لجأ لها نوري العجمي صراحة وجهارا عبر القنوات الفضائية حين أعلن ان المتظاهرين السلميين متآمرين على العراق وخارجين على القانون و(انتَهوا قبل أن تُنهوا) ... تلك التصريحات برمتها يضاف اليها تصريحات هادي العامري وعلي زندي وغيرهم من دهاقنة الاجرام الصفوي هي أدلة قانونية ثابتة تجرمهم وتبرهن على سعيهم وتصميمهم المسبق على قتل المتظاهرين كمسلك لتوطيد السلطة الصفوية الايرانية على المحافظات المنتفضة. ان تمادي العملاء الخونة مجوس العصر في ايقاع الموت والدمار والأذى بالعراقيين محكوم بنهاية أقرها رب العزة الحق المطلق بقوله في كتابه المجيد : بسم الله الرحمن الرحيم ) إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون ). صدق الله العظيم