مرة اخرى ثبت فشل العملية السياسية في العراق وبدى ذلك واضحا من خلال عزوف المواطن العراقي من الذهاب الى صناديق الاقتراع بالرغم من كل الفتاوي من رجال الدين الشيعة والسنة والتكبير في المساجد وبالرغم من خطابات المسؤولين بضرورة المشاركة بالانتخابات على اعتبارها واجب وطني وعرس جماهيري. وتسخير الفضائيات لحث المواطنين بالتوجه الى صناديق الاقتراع .. فحتى الساعة الثالثة وانا اتابع عملية سير الانتخابات من خلال ماينقله المراسلون المتواجدون في مراكز الانتخاب حيث كانت نسبة المشاركة لا تتعدى 20% من خلال الاستفسار بشكل مباشر من المشرفين على هذه المراكز ومعرفة عدد اللذين حضروا للادلاء باصواتهم . وهذا موثق من قبل المراسلين اللذين يمثلون بعض الفضائيات كقناة الشرقية وقناة البغدادية . فكيف قفزت نسبة التصويت الى 50% خلال هذه الساعتين؟ سؤال لايحتاج الى اجابة فالجواب واضح للجميع فقد تم توجيه المفوضية العليا للانتخابات وبالاتفاق مع الكتل السياسة ان لم نقل حدثت عملية تزوير وهذا وارد ولكن حتى لا يقال اننا نتجنى عليهم ونتهمهم بالتزوير حاشاهم سياسيونا فكلهم قد ذهبوا لبيت الله الحرام لمرتين اوثلاث وهم نزيهين ويخافون الله ويخافون على اموال الشعب ويصونون ماله وعرضه واوصلوا العراق الى المرتبة الثالثة بالفساد وهذا انجاز عظيم لم تبلغه قبلنا سوى الدول المتقدمة واقصد القطبين الرئيسين في العالم. نعود الى موضوعنا وهوه لماذا ارتفعت النسبة بقدرة قادر من 13% الى 50% خلال ساعتين ؟ هل تم جلب الناخبين بطائرات مروحية من ساحات جمعوا فيها مسبقا. حتى تقفز النسبة الى هذه الدرجة. الجواب واضح لقد اريد لهذه العملية ان لاتفشل وبالتالي يفضح امرهم بين العالم على اعتبار ان الديمقراطية في العراق التي جلبها الاحتلال الامريكي هي نموذج فريد من نوعه في العراق وعلى الدول العربية ان تستفيد من تجربة العراق التي طالما صرح بذلك المسؤولين العراقيين. فالشعب لايهمهم ان عرف بأمرهم فهو مسبقا يعرف ان العملية السياسية في العراق فاشلة وجرب حضه طيلة عشر سنوات ولم يجني من هؤلاء سوى السرقة والفساد وتحويل امواله للخارج لشراء الفلل والفنادق في بريطانيا ودبي وغيرها من عواصم العالم. لهذا فأنه قاطع هذه الانتخابات لانه عرف مسبقا ان نفس هذه الوجوه التي تمثل نفس الاحزاب التي تسرقه يوميا لم تتغير وسوف يأتي بنفس الوجوه فلماذا هذا المشوار الطويل الذي لاقائدة ترجى منه.