من الرابح مما يجري من تقتيل مستدام للنفس العراقية بصرف النظر عن دوافعه غير أعداء العراق ، لمن نقدم التهنئة على هذا الانتصار والذي ما هو إلا الحقارة والخسة والخذلان حين ينتشي من ينتشي بإزهاق أرواح العراقيين أو البشر بشكل عام . وما حدث في العامرية أمس إلا واحد من عناوينها المستمرة في التصاعد على اكثر من صعيد. ومن الملام في وضعنا الذي نعيش والذي لا شبيهه له على طول الأرض وعرضها منذ أن رضيت القوة الأولى في العالم والديمقراطية الأعلى والأكثر حضورا في العالم ( الإدارة الأمريكية ) من فرضها الاستعباد على وطننا الآمن العزيز العظيم العراق بقوة السلاح خلافا لكل منطق العقل والإنسانية وحرية الإنسان وشرعته ومبادئه الدينية والدنيوية ،تحت عنوان نقل الديمقراطية وإنهاء الدكتاتورية ، وليحكم العراق بأخس نظام احتلالي دكتاتوري وان زوقوه بما هم راغبون كشكل هجين للديمقراطية . عشر سنوات مضت من عمر الاحتلال لم يستطع بها المحتل من تثبيت صدق ادعاءاته وراح يجري نحو ما يلملم ماء وجهه جراء حجم الفشل الذي واجهه في العراق بفعل غباءه وامتثاله لرغبات الصهيونية العالمية أولا في الانتقام من العراق ، وبفعل همّة الغيارى الأبطال ابناءه أشراف الوطن من مجاهدي العراق الذين لم يهدأ لهم بال إلا بتطهير الوطن من كل الدرن والقيح الذي ألمَّ به بسب الاحتلال وفعل الاحتلال ، وعوضا أن يعتذر المحتل لشعب العراق وللشعب الأمريكي عن حجم جريمة لا يمكن اغتفارها تمت تحت تسمية الديمقراطية ومصالح العالم الحر الذي يدعي الحرص عليه ، نراه وبكل الاستخفاف والاحتقار لكل البشرية ولكل الشعب الأمريكي ومن قتل منهم بسبب حماقة إدارته، يهب العراق متبرعا إلى أكثر حكومة تخلفا على الأرض ونقصد بها حكومة الملالالي في طهران كي تستولي دون سابق تنسيق حتى مع اقرب عملائه في المنطقة لتستبيح العراق ولتجذر وجودها فيه بما يتناغم والمصالح الأمريكية في الحيلولة دون توحد العرب والمسلمين أولا ، ودون توحد الدول المنتجة للنفط كي يبقى هو المتحكم في كل الأطراف المنتجة له ، مع ضمان استثمار روح المجابهة والخوف لدى كل هذه الأطراف بما يضمن خنوعها ورغبتها في كسب رضاه ، وبما يؤمن انصراف الجميع عن الكيان الصهيوني وليبقيه الفاعل المنيب عنه في إدارة شؤون المنطقة. ما يجري في العراق هو ناتج فعل أمريكي بامتياز ، وليس غير الإدارة الأمريكية من يتحمل نتائجه ، وعلى الوطنيين العراقيين وجراء حجم التضحيات التي قدموها بسبب فعل الاحتلال ،عليهم رفع الصوت عاليا بوجه الظالم الأمريكي من خلال رفض الاحتلال وما ترتب عليه مجددا وان يأخذ هذا الرفض أكثر من منحى ووسيلة وأسلوب ، وان كان التظاهر اليوم في ساحات الاعتصام له دوره في حشد الرأي ، فعلينا إعادة توصيفه وتوظيفه بما يفضح الاحتلال وما قام به وما جاء به وما نتج عنه مطالبين الاعتذار للعراق وشعب العراق ، والتعويض للعراق والعراقيين عن كل قطر دم أزهقت بغير وجه حق وعن أي تدمير لحق بالعراق والعراقي أي كانت قيمته أو مستواه بفعل الاحتلال وتداعيات الاحتلال ، وان ننهض بحملة وطنية لمخاطبة المنظمات الدولية ومحكمة العدل الدولية ومنظمات المجتمع المدني الأمريكية والأوربية ، وأية منظمة لها علاقة بالموضوع ، نراسلها ونخاطبها بملايين الخطابات والرسائل فضحا للسلوك الأمريكي ومن سانده من حكومات غربية في عدوانه على العراق ،وطلبا في إنصاف العراق وأهل العراق . ويبقى الأهم وحدة العراقيين ضد كل عمليات التفتيت والشرذمة والتقسيم الطائفي والعرقي الذي بذره المحتل كعنوان لسيطرته على العراق ، وراح يأخذ به عن جهل أو عن قصد ليس قليل من العراقيين وبما يوفر لعملاء المحتل كل فرص النجاح في مشروعهم الخائب لإنهاء العراق كدولة ومجتمع . وفات عليهم أن العراق جمجمة الأمة وكنز إيمانها وان فناء العراق تحت أي صورة كانت هو فناء الأمة ، وان امة الإسلام والإنسان لا يمكن أن تفنى لها جمجمة بأمر الله سبحانه وتعالى {{ إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }}. رحم الله شهداء العراق ممن قضوا ظلما وبهتانا بسبب روعنة وبشاعة التصرف الامريكي المستهدف لوطنهم العزيز العظيم العراق ، ومكن أبناء الوطن من تعميق اللحمة الوطنية فيما بينهم لانجاز دحر المحتل وعملائه الذين يديرون البلاد لصالحه ومن والاه من دول وأجهزة وحكومات .الله اكبر حي على الجهاد .. الله اكبر حي على الجهاد