يتذكر العراقيون زيارة الرئيس الفنزويلي المرحوم تشافيز لبغداد المنصورة بعهد شهيدها وابنها البار صدام حسين رحمه الله حين قاد السيارة بنفسه مع ضيفه الكريم متحديا الحصار السياسي والاقتصاديا ضد العراق,متنقلا بشوارعها الفسيحة بدون نقاط التفتيش والكتل الكونكريتية المسلحة!!.معلنا وقوفه مع القيادة العراقية التأريخية بتصديها للمؤامرات الامريكية والصهيونية. وتحدى الحصار المفروض على ليبيا الشهيد القذافي ورفض التدخل العسكري لقوات حلف الناتو واحتلالها.. و شاهد العالم خطابه بالامم المتحدة عام 2006 ,عندما استدار ونظر للوفد الامريكي المشارك في قاعة الجمعية العامة قائلا(اني اتهم الشيطان الاكبر جورج بوش بالوقوف وراء كل الحروب والمؤامرات التي حدثت بالعالم).تشافيز (1954) توفي يوم 6-3-2013 من والدين معلمين قامت جدته بتربيته ومعروف بنشاطه وايمانه الكاثوليكي. معجب ببطل التحرير سيمون بوليفار.وكان ضابطا عسكريا مفعما بحس العدالة والنضال فقاد مع رفاق معدودين (حركة التحرر الوطني والاشتراكي) انقلابا فاشلا عام 1992 لنيل السلطة ببلد النفط المحكوم بطبقة برجوازية كبيرة عميلة للولايات المتحدة الامريكية . يئن من تحت جزمة القطب الواحد جارته.فاودع السجن!!واطلق سراحه بموجب عفو خاص من قبل الرئيس رافائيل كالدير!!. عام 1998 ترشح لانتخابات الرئاسة وفاز برنامجه الاصلاحي (الطريق الثالث) يتضمن افكار مختلطة بين الاشتراكية والراسمالية!!.تلقبه الاوساط الشعبية ببلده(بروبن هود)!! كونه يخصها بمكاسب يقتطعها من حصص الميسورين.وقانعا الفقراء ان من بينهم يحكم ويتحمل المسؤولية. وتعامل معهم كرفاق درب واصدقاء.!!قيادة حزبه(الاشتراكي الموحد تضم قاعدة واسعة من العمال والفلاحين والطلبة والطبقات الوسطى) مؤمنة بأن( اعجوبة ما)! ستشفي رئيسهم من مرض السرطان الذي فتك بصحته. فاقاموا القداديس بالكنائس واضاءوا الشموع ليل نهار تحت صورته.!! هذا الحب والتقدير والدعاء مرده استعادة الشعب الفنزويلي نوعا من كرامته المسلوبة حين كانت تسيطر عليه وعلى مقدراته طغمة حاكمة. و قائدهم الكبير يهتم بهم ومحققأ انجازأ لهم, عندما هبط عدد الذين كانوا يعيشون تحت خط الفقر من الذروة الخطيرة والبالغة 68% لغاية 28% من مجموع السكان لغاية عام 2012 وتقديم مساعدات فعلية بميداني الصحة والتعليم ومحو الامية. وتضييق التفاوت بالعدالة. فكتبت الشاعرة والروائية الامريكية والاصل الافريقي اليس ووكر الحاصلة على جائزة(بولتيرز) والمعارضة للسياسة الخارجية الامريكية واعتقلت عام 2003 بسبب مشاركتها بمسيرة مناهضة للعدوان واحتلال العراق ,قصيدة بشأن وفاته اسمتها (الصالحون) (وصفته بانه مثير للاعجاب وصاحب رؤيا متقدة ).ورغم مجيئه متاخرا فانتخب لمدة 14 عاما خلال اعصار انهيار الاتحاد السوفييتي وشاهد الصين تلعب ب$.فاتجه لجهة والده فيدل كاسترو حاملا لهم نار ثورته ومساعدات مالية ونفطية بسبب انقطاعها من موسكو!! فكان الارث الثوري الامريكي اللاتيني يغلي بدمه . خصومه اشاروا لاخفاقاته, بشان التضخم المتزايد وانفجار الديون الخارجية, وتضاؤل الاحتياطات النقدية, وارتفاع البطالة, وارتفاع الجريمة المنظمة, و انتعاش تجارة المخدرات مع اوربا , ولم يضع الاساس للاقتصاد متين ومتنوع, ويدير نفطا ينفق من عائداته للفقراء .يحلم بان ينوب عن كاسترو. الذي فعل به العمر ولم تنجح امريكا ومؤامراتها به. سمى جمهوريته (جمهورية فنزويلا البوليفارية) وغير علمها. ووصف نفسه بكتب المدارس الابتدائية والثانوية قائدا عالميا وليس محليا او اقليميا!!.و (ناصريا) ببعض الاحاديث الصحفية والاعلامية من منطلق انحيازه ومساندته لقوى التحرر الوطني بمختلف انحاء العالم.وترجم سياسته ومواقفه بمجال الطاقة باعتبارها عضوا فعالا بمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) مما حال دون تمرير السياسات المعادية لها ضمن مخططات الدول الغربية الكبرى.الوريث والرئيس الجديد نيكولاس مادورو استفاد من الجنازة والتشييع المهيب حين تحولت لحملة انتخابية مساندة له .واتهامه للامريكيين بانهم وراء اصابته بالمرض, ولطرده اثنان من موظفي السفارة الامريكية نتيجة تدخلهما السافر بالشؤون الداخلية للبلاد ودعمهما للمعارضة التي يقود ائتلافها رامون افيليدو بالتعاون مع زعيمها انريكي كابريليكس والمتكونة( من قوى يمينية ونصف يسارية متحدة منظمة ممولة وجماهيرية ). فاوصى بانتخابه لانه مؤتمن على استمرار التشافيزية حيث يعرفها الحزب الحاكم,بانها حركة سياسية واقتصادية واجتماعية توزع خيرات ثالث دولة منتجة للنفط والرابعة تصديرا على الطبقة الفقيرة وانها قاعدته الشعبية.و تعهده باحياء والاستمرار على الخط العقائدي الذي رسمه سلفه بامريكا اللاتينية.ويجمع المحللون على القول انه لايملك شخصية القائد المتميز بها( ساحر الجماهير)لانه خدم فقط كوزير للخارجية ورئيسا لمجلس النواب, وتحت امرته!! ومعروف بأعتداله بالنواحي السياسية الخارجية والشؤون الدولية.المعارضة تطلق عليه(انه شافيزمو بدون شافيز) وخلال احتفال اقيم بكراكاس بداية عام 2013 قال(ان الثورة ستستمر وتنتصر وتشافيز يعيش في كل واحد فينا وهو فنزويلا).ويتردد سبب احتضان شافيز لنائبه (الرئيس الجديد) للخدمة التي قدمتها زوجته ساليه فلورس عام 1994 عندما كانت تشغل وظيفة المدعي العام واخراجه من السجن. وعند وصوله للسلطة قربه لحاشية الرئاسة فعينه وزيرا للخارجية عام 2006 , فهل يستدعي الشركات العالمية لتطوير قطاع النفط ويظهر على حقيقته؟!!.