دعا رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي الدكتور عبد المجيد الرافعي، كافة الأطراف السياسية اللبنانية إلى إطلاق العملية الحوارية المستندة إلى إعلان بعبدا الذي يحمل في طياته مشروع بيان وزاري يقارب التقاطع الإيجابي بين مواقف الأطراف، ويساعد على تخفيف الاحتقان السياسي الحاصل، وهذا ما يجب أن يتصدر أوليات اهتمامات رئيس الحكومة المكلف الأستاذ تمام سلام الذي نتمنى له كل نجاح وتوفيق. وحول الوضع العربي الراهن، شدد الرافعي على أن تكون جامعة الدول العربية، مرجعية قومية تعمل للمساعدة على حل الأزمات الوطنية بعيداً عن الالتحاقات بالمحاور الدولية والإقليمية المشبوهة، مؤكداً في هذا المجال الرفض والإدانة لكل ما تمارسه الأنظمة السياسية الجديدة من أساليب قمعية وبوليسية سبق للأنظمة السابقة أن استخدمتها بحق الجماهير العربية، داعياً في نفس الوقت كل المنخرطين في الحراك الشعبي العربي إلى عدم السماح للقوى المشبوهة اختراق برامجهم وأدائهم النضالي مشدداً على أن يتوحد الجميع تحت سقف البرنامج السياسي الوطني الذي يرفض العسكرة والتدخل الأجنبي والإقليمي، ولحماية وحدة المكونات الوطنية من مخاطر التقسيم البنياني والمجتمعي. كلام الرافعي، جاء خلال حفل الاستقبال الذي أقامه حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي مساء أمس بمناسبة مرور الذكرى السادسة والستين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، وذلك في مركز توفيق طباره في بيروت وحضرته إلى جانب قيادات وكوادر الحزب، ممثلون للأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية ووفود نقابية وسياسية وشخصيات عامة يتقدمهم ممثل رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق الشيخ أمين الجميل وممثل للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ووزراء ونواب وسفراء سابقون. واعتبر الرافعي في كلمته، أن مناسبة تأسيس الحزب تحل اليوم، والأمة العربية تبرهن قولاً وفعلاً قول القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق بأن "أمتي موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح"، وقد وجدت نفسها في العراق المقاوم للعدوان والحصار والغزو والاحتلال والمستمر في نضاله لحماية وحدته وعروبته ضد المشاريع المشبوهة ومحاولات فرض الوصاية الإيرانية عليه، كما وجدت نفسها في فلسطين المقاومة والانتفاضة والتصدي المتواصل للعدوان الصهيوني، وفي لبنان عبر مقاومته الوطنية التي انطلقت لأربعة عقود ونيف، حيث مواجهات كفركلا والطيبة ومارون الراس والعرقوب وكل الجنوب شواهد حية على ذلك وقد استمرت حتى فرض الانسحاب على العدو الصهيوني. هذا وكان قد استهل الحفل بكلمة الأستاذ علي سكيني عضو قيادة "طليعة لبنان" كما شارك الجميع الدكتور الرافعي في قطع قالب الحلوى بهذه المناسبة. وهذا النص الحرفي لكلمة الدكتور الرافعي : في الذكرى السادسة والستين لتأسيس "البعث" د. عبد المجيد الرافعي السيدات والسادة الأخوات والأخوة ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية وفصائل الثورة الفلسطينية أيتها الرفيقات، أيها الرفاق نرحب بكم في هذه المناسبة التي تطل علينا هذا العام، وأمتنا العربية تعيش مخاضاً مبشراً بولادة متجددة لشخصيتها النضالية على طريق انبعاثها الشامل، لتحقيق الأهداف الكبرى التي اختصرها الحزب في جدلية ثلاثيته في الوحدة والحرية والاشتراكية. هذه المناسبة التي نحييها اليوم، لمرور ستة وستين سنة على تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، وأربعة وثلاثين سنة على انطلاقة جبهة التحرير العربية، تنطوي هذه المرة على معطى جديد يتجسد بالحيوية النضالية التي تعبر من خلالها الجماهير العربيةعن ذاتها، وهي ترابط في الميادين وساحات الأحرار والعزة والكرامة، وتهتف للتغيير وإسقاط أنظمة الفساد السياسي والاقتصادي والتوريث والتأبيد السلطوي والتبعية للأجنبي، والتصدي لمحاولات شد الحراك الشعبي إلى مشاريع سياسية مشبوهة على حساب تضحيات الجماهير وحقها الطبيعي بإقامة النظم السياسية التي تستند إلى الديموقراطية كناظم للحياة السياسية، وتقوية مرتكزات الدولة المدنية، وحماية المكونات الوطنية المتمثلة بوحدة الأرض والشعب والمؤسسات. تحل هذه المناسبة، والأمة العربية تبرهن قولاً وفعلاً قول القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق بأن أمتي موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح.وقد وجدت نفسها في العراق المقاوم للعدوان والحصار والغزو والاحتلال و المستمر في نضاله لحماية وحدته وعروبته ضد المشاريع المشبوهة ومحاولات فرض الوصاية الإيرانية عليه. كما وجدت نفسها في فلسطين، المقاومة، والانتفاضة، والتصدي المتواصل للعدوان الصهيوني، و في لبنان عبر مقاومته الوطنية، التي انطلقت لأربعة عقود ونيف،حيث مواجهات كفركلا والطيبة ومارون الراس والعرقوب وكل الجنوب شواهد حية على ذلك وقد استمرت حتى فرض الانسحاب على العدو الصهيوني. وإذا كانت الساحة العربية تشهد هذه الأيام، خلطاً غير مسبوق للأوراق لاشتداد حمى الصراع في الوطن العربي وعليه، فإن الأخطر، هو الذي تعيشه سوريا، التي دخلت أزمتها عامها الثالث، والآفاق ما تزال مسدودة أمام حل سياسي يحمي وحدة سوريا ارضا ً وشعباً ومؤسسات في مواجهة مخططات التقسيم والتفتيت والالحاق وبما يؤدي الى انتاج نظام سياسي جديد تكون الديمقراطية هي الناظم للحياة السياسية . أما لبنان الذي يعيش تحت وطأة تفلت أمني عشوائي غير مسبوق، وأزمة سياسية حكومية، يزيدها خطورة الانجرار الطائفي والمذهبي، نخشى معها أن نكون على أبواب أزمة دستورية، إن لم تُقدم الأطراف الداخلية على تقديم التنازلات المتقابلة لمصلحة حل للأزمة، يحد من مضاعفاتها السياسية والأمنية والمعيشية، ويساعد على تجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر الممكنة، وبما يجنب البلد الاندفاع إلى منزلقات غير محسوبة؛ وهنا نؤكد على أهمية ان تُطلَق عملية حوارية استناداً إلى إعلان بعبدا الذي نرى في بنوده مشروع بيان وزاري يقارب التقاطع الإيجابي بين مواقف كافة الأطراف، وبما يساعد على تخفيف الاحتقان السياسي الحاصل، متمنين لرئيس الحكومة المكلف كل نجاح وتوفيق في هذا المجال. إننا في هذه المناسبة، إذ نؤكد على موقفنا الثابت من الحراك الشعبي العربي الذي نحن معه على قاعدة ديموقراطيته وسلميته وعدم اختراقه من قوة مشبوهة في برامجها وأداءها الميداني، فإننا نشدد على ان يكون البرنامج السياسي الوطني واضحاً في عناوينه، لجهة رفض العسكرة والتدخل الأجنبي والإقليمي، ولحماية وحدة المكونات الوطنية من مخاطر التقسيم البنياني والمجتمعي. إننا في الوقت الذي ندعو فيه إلى توفير الدعم السياسي والاحتضان الشعبي العربي لانتفاضة جماهير العراق، لإعادة توحيده على الأسس الوطنية والديموقراطية، نشدد على أن تكون جامعة الدول العربية، مرجعية قومية تعمل للمساعدة على حل الأزمات الوطنية، بعيداً عن الالتحاقات بالمحاور الدولية والإقليمية المشبوهة، وبما ينسجم مع ميثاقها الأساسي، الذي تعمل بعض النظم على إسقاط مفاعيله، خدمة لمشاريعها الخاصة. إننا في هذه المناسبة، نؤكد على رفضنا وإدانتنا، لاستحضار الأنظمة السياسية الجديدة، الأساليب التي كانت تعتمدها الأنظمة السابقة التي أسقطتها الجماهير تحت شعار الشعب يريد التغيير، من اغتيالات سياسية لمناضلين وطنيين، ومن تضييق على الحريات العامة، و نشدد على أن يكون الحراك محكوماً دائماً بديموقراطية التعبير، وعلى ان لا تكون الديموقراطية على حساب المسألة الوطنية، ولا تُغيِّب الأخيرة المسألة القومية بقضاياها الجوهرية، وفي الطليعة منها القضية الفلسطينية. هذه القضية، التي كانت وستبقى قضية العرب المركزية، مطلوب اليوم وقبل الغد، أن ترتقي قوى الثورة الفلسطينية إلى مستوى التوحد الوطني على قاعدة برنامج وطني يعيد الاعتبار للكفاح الشعبي بكل أشكاله وتحت شرعية منظمة التحرير الفلسطينية. في هذه المناسبة المجيدة، تحية لكم جميعاً، شاكرين لكم مشاركتنا إحياء هذه الذكرى، معاهدين شعبنا وأمتنا، أن نبقى أوفياء لمبادئنا ولرسالة أمتنا ولدم الشهداء الذين سقطوا وهم في خنادق النضال والمواجهة، شهداء لبنان وفلسطين والعراق وفي الطليعة منهم شهيد الحزب والوطن والأمة الرفيق القائد صدام حسين وشهيد الثورة الفلسطينية الرئيس ياسر عرفات وتحية للأسرى والمعتقلين، والحرية لهم في العراق وفلسطين وفي كل أرض يواجهون فيها الطغاة، وتحية لروح القائد المؤسس ورفاقه الذي أطلقوا هذه الحركة التاريخية، وللأمين العام الحزب، الرفيق عزة إبراهيم الدوري، ولرفاقه المناضلين والسلام عليكم. Ï. ÚÈÏ ÇáãÌíÏ ÇáÑÇÝÚí äÇÆÈ ÇáÃãíä ÇáÚÇã ááÍÒÈ ÇáÈÚË ÇáÚÑÈí ÇáÇÔÊÑÇßí ÑÆíÓ ÍÒÈ ØáíÚÉ áÈäÇä ÇáÚÑÈí ÇáÇÔÊÑÇßí ٨ / äíÓÜÜÇä / ٢٠١٣