عيد ميلاد الحزب هو عيد من أعز أعياد الأمة ، فالبعث حزب الإمة والشعب الذي يناضل في السلطة وفي خندق المقاومة ، يبلي بلاءً حسناً في كل موقع من مواقعه النضالية ، فكما كان حزب التنمية في وضع السلطة السياسية والحكم الوطني ، كان حزب المقاومة في زمن الاحتلال والعدوان ، وحقق في الموقعين بطولاته وانجز اهدافه ، رغم تآمر المتآمرين وخيانة العملاء وحقد الحاقدين ، فالبعث عصي على الاجتثاث كما يتوهم العملاء الصغار . بعث المقاومة الباسلة في العراق يقود معركة التحرير ، لا تحرير العراق فحسب بل مقدمة لتحرير الامة ، لمكانة العراق في النضال القومي العربي التحرري ، ولحجم التآمر الذي تعرض له العراق من قبل اعداء الامة من امبريالييين وصهاينة ومجوس ، فمنذ ثورة البعث في العراق والحزب وسلطته الوطنية القومية ، قد تعرض لكل صنوف وانواع التآمر الداخلي والخارجي ، والتي تمثلت في العدوان الفارسي المجوسي في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وبعد دحر العدوان الفارسي وتجرع كبيرهم كأس سم الهزيمة ، جاءت صفحة الغدر والخيانة من الغوغاء ، مصاحبة للهجمة الثلاثينية بقيادة الادارة الامريكية ، وتحالف شياطين الشر في طهران في مطلع التسعينيت من القرن العشرين ، وبسبب من فشل حملة بوش الاب ، جاء الحصار الاجرامي ، ولصمود العراق وقدرته على مواجهة ادارة الحصار تم استهدافه في الغزو والاحتلال في العام 2003، ولتسليم مقاليد السلطة فيه لعملاء وخونة من اتباع يهوذا الفارسي المجوسي. البعث والعراق وجهان لحالة واحدة ، فاذا كان البعث حزب الشعب والامة ، فالعراق جمجمة هذه الامة ، وليس في مقدور فصل الشعب عن قدره وذاته ، فالعراق بوابة الامة الشرقية التي كابدت كل تآمر الفرس المجوس ، وهزمهم على ارضه ست مرات ، وليس غريباً ان تأتي نهاية شياطين العالم حلفاء الصهاينة في وطننا العربي على ايدي العراقيين ، فقد امتلك هذا الشعب العربي العظيم ارادة التحدي ، وصلابة الموقف ، وعمق الانتماء ، وسمة المواجهة مع اعداء الامة من صهاينة وصفويين ، الذين قد تحالفوا في الماضي والحاضر على النيل من الامة ، والعمل على تفتيتها ونهب خيراتها ، و السعي لالحاقها بمشاريعهم العدوانية . في الذكرى السادسة والستين لميلاد البعث تمر الامة بمخاض يبشر بمستقبل واعد ، رغم الغيوم الداكنة هنا وهناك على الارض العربية ، فاينما توجد مقاومة لابد من ان تكون قد رسمت خطوط النصر واهدافه، فالمقاومة العراقية الباسلة بقيادة المناضل عزة الدوري ورفاقه ، وابناء العراق من وطنيين وقومييين ويسارييين واسلاميين متنورين ، ومن كل اطياف ابناء العراق في خندق الانتفاضة الشعبية والمقاومة المسلحة لدحر سلطة افرازات الاحتلال من عملاء وخونة ، ليعود العراق الى خندق النضال القومي ، ولتبدأ معركة الامة على ارض فلسطين قضية العرب المركزية ، والتي كانت آخر كلمات الشهيد البطل شهيد الحج الاكبر صدام حسين . البعث بكل ما واجه من مؤامرات ودسائس كان كطائر العنقاء يخرج من بين الرماد ، محلقاً فارداً جناحيه ليعود كما كان واكثر ثباتاً على المبدأ ، وارادة على التصدي، فالبعث في المقاومة بعد الغزو والاحتلال كان كما في ساحات التنمية والعطاء والبناء ، لان السلطة ليست هدفاً بل من اجل تحقيق الاهداف التي يناضل من اجلها ، فلا غرابة ان يكون صاحب اسرع مقاومة في التاريخ لانه مقاومة في البناء والعمل . في الذكرى السادسة والستين لميلاد البعث ، وفي غمرة الاحداث التي تعصف بالوطن العربي، وفي مواجهة هذا الحجم من التآمر العالمي ، وتخاذل اطراف النظام العربي الرسمي، ينهض ابناء العراق في انتفاضتهم الشعبية ملتحمة بالمقاومة الباسلة، تذود عن العراق، وتطوق اعناق حكام المنطقة الخضراء حد الاختناق ، للتخلص من جرثومة الطائفية المقيتة، التي امتاز بها هؤلاء العملاء من جراء تبعيتهم البغيضة لملالي قم المتخلفين ، ليعود للعراق وجهه العروبي الذي اراد الفرس المجوس ان يمسخوه بطائفيتهم وحقدهم على العروبة والاسلام . في العراق اليوم انتفاضة شعبية لا ككل الانتفاضات ، لانها لا تواجها حكاماً صغار كامثال ابن علي وحسني مبارك ، بل عملاء تابعين ومدعومين من رأس الشيطان في قم وطهران ، وفي خدمة الامبريالية والصهيونية ، هذا الثالوث غير المقدس الذي يعادي كل ما هو خير في الانسانية ، ويعمل جاهداً على اعادة عقارب الساعة الى الوراء ، بعد ان تخلصت البشرية من كل انواع الاستعمار وممارسات الاحتلال والعدوانية ، وقضم ارض الغير ونهب خيرات الشعوب ، وتدمير قيمها واخلاقها من خلال هلوساتهم اللااخلاقية واللاانسانية . في ذكرى ميلاد البعث نزجي التحية لكل من آمن بفكر الامة العروبي الوحدوي ، ساعياً لاستنهاض الامة ، والعمل على تحقيق اهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية ، وفي هذه الذكرى العطرة ندعو بالرحمة للذين استشهدوا في سبيل نصرة المبادئ ، وضحوا من اجل رفع راية الامة على ارض فلسطين والعراق، وفي المقدمة منهم الشهيد البطل صدام حسين ورفاقه الابطال ، والى الذين يكابدون مرارة الاسر في سجون العملاء والاعداء في العراق وفلسطين ، وفي هذه الذكرى لابد من تحية اجلال واكبار لحادي الركب وقائد المقاومة،المناضل القومي الرفيق عزة الدوري ، ورفاقه في الحزب والقيادة والمقاومة . dr_fraijat@yahoo.com