نعم ، إنه إسم شركة قديمة ـ جديدة ، ولكنها ليست كالشركات التجارية التي تتخذ من كلمة إخوان إسما تجاريا لها كما كانت وعلى سبيل المثال شركة (حسو إخوان) في شارع الرشيد أيام العز والخير والكرامة . إنها شركة تجارة جديدة وتجارة من نوع جديد ولم يتم الإعلان عن تأسيسها كما هو حال الشركات . لقد خرجت طبيعيا من جسم الطائفية العراقي بعد أن تم هضم الغذاء الصفوي في الأمعاء النتنة التي تتناوله ، وخرجت معها التصريحات النتنة التي تعكس طبيعة الغذاء وطبيعة الأمعاء . جاء أحد مؤسسي الشركة ممثلا عن مجلس إدارتها في طهران ، صاحب " الإطلاعات " والمدعو حيدر مصلحي الى ولاية بغداد حيث عقد وتعاقد مع موظفي الولاية الكبار من خلال جلسات عمل ولقاءات مكثفة شملت الجميع بعطفه الكريم . وبعد سلسلة الولائم الدسمة خرجت التصريحات لا كما يجب أن تخرج بشكلها الطبيعي لكنها خرجت من فمه هذه المرة : ( سنعمل على تحقيق الأمن والإستقرار في العراق وأن الجمهورية الإسلامية ستنقل تجربتها في ذلك وبشكل فني .." !! " ) ( نصرّ على إخراج هذه المجموعة " يقصد منظمة مجاهدي خلق " من الأراضي العراقية ومن خلال التنسيق مع الجانب العراقي وسنتمكن في القريب العاجل من إخراجها ) ( إننا ومن خلال تبادل التجارب والمعلومات سنتمكن من مساعدة إخواننا لأن يتمكنوا بشكل أسرع من إعادة الأمن في العراق ) ( إننا نملك معلومات على أن قوى الشر تخطط لإشعال حرب طائفية بين الشيعة والسنة في العراق لكي تتمكن من خلال ذلك الإخلال بالأمن في العراق وتؤثر على السيادة العراقية ) وقبل وصول مصلحي الى بغداد كانت تصريحات نائب رئيس الأركان الإيراني قد سبقته بالقول : أن الحكومة الإيرانية مستعدة لإرسال قوات الى الأنبار في حال طلب الحكومة العراقية لذلك ! لست بصدد مناقشة هذه الكلمات المسمومة وغيرها والتي صرح بها مصلحي في بغداد وقد سمعناها وقرأناها وكتبنا عنها ، ولكن مناقشة ماذا يمكن أن تنطوي عليه تلك التصريحات .. ؟ وماذا قد تم وراء الأبواب المغلقة ..؟ ولماذا الآن تحديدا يأتي رئيس جهاز المخابرات الدموي الإيراني الى العراق .. ؟ هناك ثلاثة محاور مهمة : ــ الإنتفاضة الشعبية العراقية المتمثلة بالتظاهرات والإعتصامات وهي تدخل شهرها الرابع يقابلها عجز وإضعاف للموقف الحكومي رغم كل إجراءات القمع والقتل والإرهاب التي تمارسها قوات جيش وشرطة السلطة . فهل يريد مصلحي أن ينقل الى حكومة المالكي وأطراف تحالفها الطائفي خطوات تجربة السافاك والباسيج الإيراني اللذين يعملان تحت إمرته وأساليب القمع التي تم إستخدامها مع التظاهرات الوطنية التي حدثت في طهران ومدن إيرانية أخرى ..؟ هذا بالذات أربطه مع تصريحات سبقت مجيئ مصلحي صدرت عن نوري المالكي نفسه وبعض أركان حكومته بالتلميح باستخدام القوة المفرطة ضد المعتصمين .. ونفاد صبر الحكومة ويجب عدم التوقع بأنها ستبقى هكذا . ولعل المناضل الدكتور مثنى عبد الله قد وضع إصبعه على بعض موضع الداء وذلك في مقاله الأخير " كي لاتتحول الإنتفاضة العراقية الى وسيلة تحريك لاتغيير " وبعد أن بدأت عمليات الخداع والتسلل الى الإعتصامات من قبل نكرات الحكومة كالمطلك وغيره من سماسرة العملية السياسية في العراق ولاشك أن منهم بعض من يتستر وراء عقال وعباءة ..!! ــ وضع حكومة المالكي المهزوز داخليا بسبب الأزمات الحقيقية منها والمفتعلة .. وخارجيا بسبب الوضع السوري المتداعي واستشعار إيران للخطر القادم ومحاولة خلق البديل لذلك على الأرض العراقية لكي تستمر في مخططاتها إقليميا . ولعل التمهيد الإعلامي لماكنة الدعاية الإيرانية وتوابعها في العراق أحد أهم المؤشرات على ذلك حين يتواتر الحديث ، بما في ذلك تصريحات مصلحي ، عن التدخلات الإقليمية في الشأن العراقي ودعمها المزعوم للإنتفاضة العراقية وكأن ماحدث ويحدث في المحافظات العراقية هو من صنع ودعم جهات خارجية تفسر ضمنا على أنها لأسباب طائفية وهو ما أشار اليه صراحة بقوله " قوى الشر التي تخطط لإشعال حرب طائفية بين الشيعة والسنة في العراق والإخلال بأمنه " ولا ننسى هنا أن المالكي كان قد بدأ بالعزف على هذا الوتر منذ أسابيع سبقت وصول مصلحي الى العراق . ــ ثم هناك موضوع الإنتخابات القادمة وتوجهات حكومة طهران للإبقاء على الأغلبية لصالح رجلها في العراق نوري المالكي والعمل على تغيير مكياجه وفعلا قد بدأ الأخير هذا اليوم بالخطوة التخديرية الأولى والمهمة حين أحال كل من : علي الدباغ وعبد العزيز البدري وسعدون الدليمي الى محكمة إستئناف الرصافة وأحضر عزت الشابندر شاهدا وذلك في قضية الإختلاسات والعمولات في صفقة الأسلحة الروسية والأوكرانية التي كانت معلقة والتي أنكرها في وقت سابق نوري المالكي نفسه . مع هذه المحاور والتوجهات ومع زيارة مصلحي أو قبلها بقليل كانت تصريحات فالح الفياض وزير الأمن الوطني " المخابرات " .. ثم تصريحات عزت الشابندر والتي إنصبت مرة أخرى ضد الإنتفاضة العراقية مما يدلل على أن وجود مصلحي في العراق يتفق مع ماذكرناه من نقاط . يقول الشابندر : " هناك معركة قادمة وقريبة جدا مع الذين لايتركون ساحات الإعتصام في الأنبار والموصل وغيرها !!! وأن من سيبقى في هذه الساحات هم أتباع القاعدة والبعث الصدامي والنقشبندية ودولة العراق الإسلامية !!! وهؤلاء من ستقاتلهم السلطة (!!) " واعتبر الشابندر أن مطالب المتظاهرين المشروعة قد تم تحقيقها !!! هذه هي شراكة التصريحات النتنة الصادرة عن مصلحي ، الشابندر ، الفياض .. ولأنها نتنة فهي بحاجة الى ملطف الجو الذي أنتجه معمل المالكي ضمن مصانع " الخضراء " العراقية .. وإسم هذا المنتج هو : صالح المطلك . lalhamdani@rocketmail.com