تنـــــــويــــه : عشرة أعوام مرت على احتلال العراق .. هذه المقالة كتبتها في صحيفة المجد القومية المناضلة في الرابع عشر من نيسان عام الفين وثلاثة ، واحتلال العراق كان من ذاك النيسان وهذه أول مقالة كتبتها بعد إلاحتلال ، وكانت تحت عنوان ( من الذي سقط ؟ ) اُعيد كتابتها كل عام .. لتنشر في أي صحيفة أكتب بها ، وسأظل اُعيد كتابتها كما هي دون إضافة أو حذف ، وسأعيد كتابتها كل عام حتى يرحل الغزاة ودماهم وبيادق شطرنجهم عن أرض العراق. *** *** *** إخوتي العرب في كل مكان من وطننا العربي ، أتألم حتى التمني بالموت وأنا أشاهد عبر شاشات التلفزة الصهاينة والأنجلو أمريكيين والفرس والعملاء والخونة والمرتزقة وهم يعبثون بالعراق أرضاً وشعباً ، ويحاولون حكمه بالحديد والنار. أجزم بأن جرائم الحرب البشعة التي إرتكبها الأوغاد لاحتلال العراق لم يسجل التاريخ مثلها .. إنما تعد أشد بشاعة من جريمة هولاكو، فالقنابل المتعددة الأنواع والأحجام من عنقودية وفسفورية وإسمنتية المعبأة باليورانيوم المنضب وغيره من المواد السامة والحارقة والمسرطنة كانت تنهال على العراقيين كزخات المطر دون ذنب جنوه .. وإن كذب بوش وبلير وإتهامهما للعراق بأنه يمتلك أسلحة محرمة دولياً .. وإنهما يودان تدميرها .. وبتلك الكذبة احتلوا العراق بالقوة الغاشمة وبالبلطجة وبوقاحة غير مسبوقة .. من أجل الجلوس على منابع نفطه .. ولتحقيق حلم الصهاينة بوطن يمتد من النيل إلى الفرات . بعد تهويد كل فلسطين. ولقد فتحت الأرض العربية للغزاة أبوابها وأجواءها .. و قدمت الطاعة المطلقة من المسئولين العرب لمجرمي الحرب لاحتلال العراق الذي يعد البوابة الشرقية المدافعة عن اُمتنا العربية .. المسئولون العرب كانوا ولا يزالوا صامتين غير مبالين .. أو مسرورين بتقتل وبتدمير الأوباش للعراق والعراقيين .. وكأن العراق يقع في مثلث برمودا أو في بلاد الواق واق .. إن ما شاهدناه عبر شاشات التلفزة من جرائم اقترفها الغزاة بحق أهلنا في العراق تقشعر لها الأبدان ، فالبشر أضحت نعوشاً ، ودماء الأبرياء أصبحت تغطي معظم الأمكنة ، والسجون أصبحت تعج بالمعتقلين الأبرياء ، ناهيك عن ملايين الهاربين من الموت بعدما أحرق الغزاة الأخضر واليابس، ودمروا حضارة أُم الحضارت ، وعم سواد الإحتلال العراق بعد تكتيف مارده الجبار ( صدام حسين ) بالحصار الظالم الطويل .. وبفرق التجسس الكاذبة .. لأنهم قد دمروا أسلحة الدمار الشامل التي كان يمتلكها العراق عام 1991 ألممنوع على العرب امتلاكها .. وبعد ذلك دخلوا إلى العراق ليحتلوه أمنين ..! إني أسمع القدس تصرخ .. والأقصى يئن .. وأرى اهلنا في فلسطين يهجرون .. وفلسطين تهود .. وارض الرافدين تدنس ببساطير الغزاة والمرتزقة والخونة .. لقد أضحى البعثي العروبي إرهبياً .. ورأسه مطلوباً من الغزاة للقطع .. والمناضل المدافع عن حرية وطنه بات إرهابياً أيضاً .. وبات العراق الرافض لكل أشكال الإستسلام والتطبيع مع الصهاينة مرتعاً للصهاينة وللحاقدين ولطامعين .. واصبح الإعلام العربي مسيساً يهاجم الرجال الأفذاذ .. ويتجاهل مجرمي الحرب الحقيقين. أعرف العراق والعراقيين جيداً .. وأعرف بأنهم أبطال .. وأجزم بأن بغداد لم تسقط .. إنما احتلت بالقوة الغاشمة .. أمّا الذي سقط فهو جامعة الدول العربية ، والمسئولين العرب ، ومجلس الأمن الدولي ، وكوفي عنان ، وبريطانيا. وكل من أيد أو دعم الحرب على العراق .. كذلك الشرعية الدولية سقطت .. وأمريكا سقطت .. أجل امريكا هي التي سقطت في المستنقع العراقي .. وأجزم بأن المقاومة العراقية الباسلة ستجعلها تهرب هي ودماها وبيادقها من العراق .. والأيام والسنون ستشهد على ما أقول.