عشر سنوات مرت هدمت اكثر مما عمرت وفسدت أكثر مما انجزت ودمرت أكثر مما أحيت فرقت شملنا وبعثرت امكانياتنا وأفسدت كل جميل فينا .كنا اخوة متعاضدين فأضعفت نسيجنا المشترك وكنا احبة فزرعت الخوف في نفوسنا وبدلت الأنتماء للوطن الى حالة لم يسبق لها مثيل في عراقنا الواحد من التخندق المذهبي والأصطفاف الطائفي حتى أضحت مفاهيم الفرقة والأنفصال تعلو على اصوات الوحدة والتلاحم وطغى التفكير المناطقي على الصوت الوطني الشجاع. ظلم وطغيان وملاحقات امنية وقضائية غير شرعية وفساد لا يماثله فساد في أكثر دول العالم فسادا تحمي مرتكبيه الدولة فتكافئ مرتكب الفساد بمنصب اعلى لأنه ينتمي الى احد أحزاب السلطة وبطالة مستشرية وخدمات معطلة وفقر ممتد يخيم على غالبية الشعب حتى أمسى 25% من العراقيين تحت خط الفقر وبشهادة اغلب المنظمات الدولية حتى بدت سلطة الدولة تتآكل وفقد النظام شرعيته ليس بين معارضيه فحسب بل بين أنصاره ومؤيديه لأن السياسات الخاطئة والأتجاهات السلبية تقود الى انعكاسات دائمة واخفاقات متكررة وضرر فادح في كافة مفاصل الحياة ,الأيام تمر والسنين تترى والسلطة عاجزة عن اي فعل من شأنه ان يخفف عن كاهل المواطنين لأنها لا تمتلك رؤى اواستراتيجايت واضحة تنقذ الوطن وأهله من حالة الضياع السائدة فالبرلمان ضعيف قائم على المحاصصة الطائفية والحكومة تتخبط في وحل الفساد عاجزة عن توفير الخدمات اللازمة للعيش السليم الذي لم تؤمنه آلاف الملايين من الدولات التي يحصل عليها العراق من صادرات النفط والأمن مفقود والقدرة على المعالجة تشترى من جيوب أجندات خارجية اقليمية ربطت السلطة اسس الأنجاز والبناء السياسي والأجتماعي والقضائي لديها بالأتكال على قدرة الثأثير الأقليمية على الأوساط السياسية السائدة التي ربطت مصالحها بالأجنبي الذي يدفع البلاد الى ضعف دائم ليبقي هيمنته على القرار السياسي العراقي خدمة لمصالحه الذاتية .ان الاوطان لا تبنى بالتمني وانتهاك لحقوق الانسان ولا بأنتخابات تبنى على اسس طائفية وثقافات الخندقةولا تقوم على دعايات آنية تطوع لخدمة النظام رغم فشله وفساده واستغلاله للمال العام لتحقيق مكاسب شخصيه وحزبية على حساب ملايين من الجياع والأرامل والعاطلين والمهمشين الذين يتظاهرون منذ اكثرمن ثلاثة اشهر في اكثر من ستة محافظات عراقية دون ان تكلف السطة نفسها لسماع هذه المطالب . ان استمرار هذا الحال يقود العراق وشعبه الى منعطف خطير لا تتحمله الفئة الحاكمة الضالة التي لم ترعوي لكل ما حدث في العراق على مدى عشرة أعوام فحسب بل يتحمله الشعب العراقي بكل طوائفه لأنه هو المسؤول المباشر عن استمرار هذا النظام السياسي في تعسفه وفشله والداعم لبقاء هؤلاء المتخلفين في مناصبهم وهم عملاء وخونة وجواسيس يقودون أحزاب طائفية ومذهبية عندما يمنحهم صوته في انتخابات قادمة فلابد من وقفة وطنية شجاعة تزيح هذا الهم الجاثم على صدور العراقيين منذ عشرة أعوام بتغليب المصلحة العليا للوطن والمواطن على التفكير المذهبي الضيق .