يمكن المجادلة بأنّ التوجّهات التاريخية التي تطبع وعي أمٍة ما الى الابد، وهذه يمكن ان تستمرّ في التأثير في المعتقدات الشخصية والقرارات السياسية .وبناءً على هذه الفرضية فُسّرت{ كراهية } بعض اتباع نهج الخميني { لكل ما هو عربي } ، بالتأكيد هذا ( الكره ) لا ينطبق بالضرورة على اتباع المذهب الشيعي بالكامل ، وانما أولئك الذين يدينون بالولاء للخميني ونهجه . الذين يجاهرون بالكره والعداء لكل ما هو عربي على الدوام ، حتى اصبحت{ الكراهية } سمة تلك المجموعة ،كما غدت غزو فكري لعقول لبسطاء الناس من المذهب الشيعي ، واصبحت { ثقافة } لدى كل من يؤمن بنهج الخميني . ثقافة الكراهية هذه نابعة من (( تحشيد ثقافي مذهبي تحريضي )) يراد منه ان يكون هو السائد لدى عموم من يؤمن { بالمذهب الشيعي } لذلك تحمل تصريحات الخميني بعد استلامه السلطة تأكيدات لثقافة الكراهية هذه . يقول الكاتب {جيف سيمونز} في كتابه [ عراق المستقبل / السياسة الاميركية في اعادة تشكيل الشرق الاوسط] ان الخميني يعتبر محرضاً رئيسيا على الحرب العراقية الايرانية ، بعد ان صرح بتاريخ 2كانون الثاني 1980 في صحيفة جمهوري اسلامي ونقلها " ديليب هيرو" في كتابه ( الحرب الاطول ) حيث نقل تصريح الخميني الذي ادلى به للصحيفة المذكورة والمتضمن ( اساس ) لثقافة الكراهية للعرب . حيث يقول التصريح "" ان الحكم الاموي(661ـ750 للميلاد) كان معتمداً على مبدا { العروبة } الذي يضع العرب فوق غيرهم من الشعوب وهذا تشويه للإسلام، وادعى الخميني بان الامويين استهدفوا احياء العروبة ،والان يحاول " زعماء دول عربية معينة " يريدون احياء عروبة الامويين."" الى هنا انتهى تصريح الخميني, معني هذا ان النهج الذي كان يتبعه الخميني يعد تحريضياً على العرب . وتأسيس لثقافة الكراهية لكل ما هو عربي . ويعمد هذا النهج الى زرع الكراهية في ثقافة المذهب الشيعي. وهذا الكره ليس وليد مرحلة معينه او وليد نزعة شخصية في عقلية الخميني بل هو موروث تاريخي . ان الخلفية التاريخية لإيران أثرها في طرح هذه الكراهية خاصة بعد ان كان العرب يتذكرون { بتباهٍ} الدولة العباسية وما قدمه المسلمون الى العالم من انجازات في العلم والفن . لقد وقعت عشرات الحروب بين العرب والفرس قبل المسيح بفترات طويله ولايران تاريخ امبراطوري غني لابد من ان يوثر في النظرة القومية الى احداث العالم الحديث .. الدولة الإيرانية تعتبر نفسها تاريخياً وارثة مجد مملكة الفرس المجوسية، ومن ثم فإن العداء الإيراني لكل ما هو عربي معروف للجميع، خاصة عرب الجزيرة والحجاز الذين عبروا النهرين ـ دجلة والفرات ـ أيام الراشدين واجتاحوا المدن الفارسية وأسقطوا إيوان كسري وعروشه ، وورثوا ملكه ، وصلوا صلاة الفتح في قصره الأبيض بالمدائن ، وأطفئوا نار المجوس المقدسة للأبد ، وذلك في سنوات قليلة ، مما جعل صدور الإيرانيين تشتعل غلاً وحقداً علي العرب و لم تفلح القرون و السنون في إطفائها ، لذلك وجدنا عبر التاريخ الإسلامي العديد من المحاولات الإيرانية المجوسية من أجل هدم الأمة العربية منها محاولة أستاذ سيس سنة 136هجرية ، وبابك الخرمي سنة 202 هجرية ، والأفشين سنة224 هجرية ، ومردوايج323 هجرية ، وأسفار بن شيرويه سنة 316 هجرية ، بل قامت العديد من الدول والممالك ذات الأصول الفارسية التي كانت لا تخفى عدائها للعرب والخلافة مثل الدولة البويهية ، والدولة السامانية ، والدولة الزيدية ، وكلها دول ظهرت وقويت شوكتها في الهضبة الإيرانية . مع التذكير ان هذا التاريخ الامبراطوري وانهيار على يد العرب. لم يغادر العقل الايرانيين في كل سانحة يعلنون كراهيتهم الصريحة للعرب . فليس من باب المصادفة ان يقوم اتباع خميني في العراق بتغير كل ما هو عربي من أسماء الشوارع والطرقات والاحياء وتغير النصب والتماثيل التي تحمل صفات عروبية , ويمتد التغير ليشمل مناهج التدريس في كل مراحل التعليم ليطابق توجهات النهج الخميني في كراهيته لامة العرب الذي شرفها الله واختار رسولنا العربي محمد بن عبد الله صلى الله علية وسلم ليكون خاتم النبيين وانزل عليه القران عربيا واختار سبحانه وتعالى لغة العرب لتكون لغة اهل الجنة.