شبكة ذي قار
عاجل










انتظرت طويلاً قبل أن أكتب عمن تعبت من مناشدتهم ومهاتفتهم ومخاطبتهم ، ولم يجدِ بهم نصح وإرشاد ، فأصبحوا بعد أن أباحوا بتشبثهم بالعودة الى حكومة المالكي أنهم أسوء خلق الله سلوكا وفعلا وسياسة وأنكرهم لحقوق شعبهم وأهلهم عرفانا و وجدانا ، وأشدهم تنكرا للوعود ومكراُ في استغلال فرص الاحتيال والابتزاز ، أعني بهم الوزراء الذين وعدوا واخلفوا وانتخبوا فأسرفوا وائتمنوا فخانوا حين انحدروا الى الحضيض فأغراهم المنصب والمال والجاه ليقفوا الى جانب الدكتاتور والمتفرد والمتأزم وهو في أضعف وأحرج حلقات تخبطه يسوم ملايين المعتصمين والمتظاهرين تهميشا وازدراء وتسويفا وتنكيلا بعد أن نال بظلمه وطائفتيه وسجونه أبنائهم ونسائهم ومستقبلهم ومساكنهم ومواطنهم فهم بين معدومٍ أو مقتولٍ أو مسجونٍ أو مجتثٍ أو مطاردٍ ومشردٍ و مهجرٍ أو عاطل بطال لا عمل له ولا مأمن . صحيح أن القائمة العراقية التي انتخبتها محافظات الحراك الشعبي قد تبخرت بعد ان انقسمت وتشرذمت واشتريت وبيعت بسبب سوء سياسة قياداتها وصراعاتها الشخصية على المكاسب والمناصب مما افقدها القدرة على التغيير باعتراف قياداتها انفسهم ، مما يحمِّل هذه القيادات مجتمعة مسئولية التقصير والتفريط بإرادة ناخبيها دون تمييز ، وصحيح انهم قبل عام كانوا خلف فض مظاهرات الجماهير المنتفضة بسبب سوء الخدمات في محافظات وساحات عديدة بظمنها بغداد والانبار ، وكثير منهم كان يروج لإقامة الأقاليم والتقسيم في حينها ، ومنهم من كان قد ساهم في إضعاف وتصفية شباب المقاومة الباسلة التي تستهدف الاحتلال بذريعة مواجهة الإرهاب والتكفيريين مما نحسبه جرائم كبيرة بحق شعبنا ، غير أن الموقف المستجد اليوم والمتمثل بتظاهرات واعتصامات المظلومين والمهمشين من أجل استعادة حقوقهم وخدماتهم بشكل سلمي ومشروع وتصدي سلطة المالكي لها بالتسويف والإنكار والترغيب والترهيب منذ ثلاثة شهور ، استوجب أن نميًّز بين من صحَّح مواقفه فسانده وساهم فيه وبين من يحاول استغلال أحداث الحراك واختراقه لتحقيق نوازعه وامتيازاته الشخصية والنفعية ، إذ لا يمكن السكوت والصمت عن ضرر متقصد وموقف معيب بحراك شعبي تطمح الحشود المنكوبة انه اليوم يشكل أملها الوحيد في تحقيق التغيير والنجاة من معاناتهم ونكبتهم المريرة ، ولهذا نحسب اليوم ان الوقوف في ساحات الحراك ومساندته والحفاظ على سلميته و وطنيته وتمسكه بوحدة العراق وتلاحمه ، هو المعيار الوطني الذي تقييم به المواقف والشخوص والسياسات . الوزراء المتخاذلون العائدون الى حكومة المالكي والآخرون الموعودون بتولي مقاعد وزارية ، حين يلتحقون في هذا الظرف العصيب المتميز بمعاناة حواضنهم وناخبيهم ويسهموا في شد عضد المالكي ليفتتوا جموع أهلهم ويفرقوا اعتصامات محافظاتهم مرة بذريعة وعود بتحقيق مطالب وهمية للمعتصمين ومرة بحجة اختراقات تجمعات انتخابية لحشود الحراك ويستكثرون عليهم اقامة انتخابات لمجالس محافظاتهم تحقق لهم تغيير نوعي في الخدمات لأنهم يدركون جيدا انهم بسبب سوء سياساتهم وعدم نزاهتهم لن ينتخبوا ثانية ، لم تكن خيانتهم هذه مستغربة ولم يكن تشبثهم بالمنصب مفاجئة . نحن نعرف قبل غيرنا انهم كذابون ومراوغون وطلاب مال وجاه بأي ثمن ، لقد باع الكثير من ساسة الاحتلال المبادئ من قبل وبايعوا الاحتلال وصادقوا على الدستور و وافقوا على الاتفاقية الأمنية ونادوا بالأقاليم وقتلوا الكثير من شبابنا ومقاومينا الأبطال لقاء المال والمنصب والجاه ، لكن الكثير منهم عندما خيروا بين أن يكونوا مع الديكتاتور في ظلمه وتسلطه أو مع شعبهم في محنته ونكبته عادوا لصوابهم وتذكروا حليب مراضعهم ونخوة مواطنهم ولحمة جموعهم ، كان خيارهم جابَّا لما اقترفوا وبراءة لما فعلوا فاستعادوا مواقعهم وصححوا مواقفهم مع أن الله اعلم منا بسرائرهم ، لكنهم فعلوا ما استوجب فعله . أما انتم يا أشباه الرجال ، ومغتنمي الفرص والشواغر، والباحثين عن المال والدفاتر ، بعد أن لم يجد ِبكم النصح والتحذير والإنذار ، ثقوا إن رهانكم خاسر وفعلكم ماكر، لقد صمِّمَ شعبنا الثائر شبابا وعلماء وعشائر على خيار الاعتصام والتظاهر بسلمية متناهية حتى يؤذن الله بنصره القاهر ، وليميز بين الخبيث والطاهر ، وبين الباطن والظاهر ، وبين الشريف والعاهر ، وبين الأجير والصابر، بأن فعلكم جائر، وحظُّكم عاثر وإن الله على قصاصكم لقادر .




الخميس١٦ ÌãÇÏí ÇáÇæáì ١٤٣٤ ۞۞۞ ٢٨ / ÃÐÇÑ / ٢٠١٣


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق د. عمر الكبيسي طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان